ad a b
ad ad ad

«سوتشي 2».. محاولة جديدة لحلحلة المشهد في الشمال السوري

الجمعة 15/فبراير/2019 - 11:03 ص
المرجع
سارة رشاد
طباعة

يعاني المشهد في شمال سوريا من تعثر في طريق الوصول لحل نهائي ينهي الأزمة، وتواجه مخرجات مؤتمر سوتشي الذي عقد، منتصف سبتمبر من العام الماضي، صعوبات جمة لتحويلها الى واقع على الارض، وحاليا ينعقد المؤتمر الثاني الذي عقد اليوم بنفس المكان (منتجع سوتشي جنوبي روسيا) لمناقشة الأوضاع في سوريا، ويحضره هذه المرة كل من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيراه الإيراني، حسن روحاني، والتركي رجب طيب أردوغان.


«سوتشي 2».. محاولة

وبينما يبقى الوضع السوري معلقا بين أزمة مدينة إدلب التي مازالت تخضع لسيطرة الإرهابيين برعاية تركية، ومنطقة شرق الفرات التي تحمل أنقرة مطامح توسعية تجاهها، حضر رئيس كل دولة من الثلاث محملًا برؤى دولته حول سوريا.


وفيما يخص الطرف الروسي، فجاءت التصريحات المعلقة على المؤتمر قبيل بدئه محمّلة بطموحات حول ما قد يسفر عنه اللقاء من انفراجه للمشهد السوري المتجمد، إذ قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين « إنني على ثقة بأننا نستطيع إكساب زخم جديد للحوار بين الأطراف السورية»، متابعًا: «أنه من الممكن الوصول إلى الأهداف في سوريا، من خلال العمل الفعال والشامل والتفاهم».


«سوتشي 2».. محاولة

وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، من جانبه  قال إن «القمة بين الرؤساء الثلاثة ستكرس لتشكيل لجنة مكلفة بوضع دستور سوري جديد من أجل تحقيق الانتقال السياسي».


 الرؤية الروسية التي تتلاءم مع طبيعة موسكو كمضيفة للمؤتمر، قابلتها نظيرتها التركية التي طرحها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وأثار فيها مقترح المنطقة الآمنة الذي تتبناه أنقرة، واضعًا القضاء على الدواعش ووحدات حماية الشعب الكردي، كشرط لوحدة التراب السوري.


إيرانيًا، جاء روحاني مؤيدًا صريحًا للدولة السورية، إذ قال لـ«روسيا اليوم» إن «وحدة الأراضي السورية أمر مهم بالنسبة لطهران»، مشيرا إلى ضرورة بسط الحكومة السورية سيطرتها على جميع أراضي البلاد.


وتطرق إلى الجماعات الإرهابية في سوريا، مشددًا على ضرورة تطهير مدينة إدلب من وجودهم.


ميدانيًا يرتبط المشهد السوري بأطراف خارجية، إذ تستخدم تركيا المحرك الرئيسي للميليشيات المسلحة في إدلب، سياسة الوقت، إذ تحاول منذ مؤتمر سوتشي الأول، قبل خمسة أشهر، إعادة ترتيب صفوف الميليشيات، وتقليص المشهد في فصيل واحد هو «هيئة تحرير الشام» لتجهيزه لإدارة المدينة.


ولهذا الغرض بدأ الأخير في إدخال تعديلات على توجهاته، كان آخرها استبعاده لقيادات غير سورية معروفة بمواقفها الرافضة للتعاون مع تركيا ومتمسكة بخيار ما تسميه «الجهاد» وحمل السلاح، لتأهيل نفسه للمرحلة التي ترسمها لها أنقرة.


«سوتشي 2».. محاولة

وتحاول «تحرير الشام»، كبرى الفصائل في الشمال السوري، تقديم نفسها للمجتمع الدولي في صيغة معتدلة، بعيدة عن التصور المأخوذ عنها وتسبب في إدارجها على قوائم الإرهاب.


بالتزامن مع ذلك تحل أزمة منطقة شرق الفرات، التي تعهدت أمريكا بسحب قواتها منها، ثم تمهلت في تنفيذ القرار، مماطلة بذلك تركيا التي تعشّمت في بسط سيطرتها على المنطقة الكردية عقب خروج أمريكا.


 وتحاول تركيا تنفيذ مقترح المنطقة الآمنة الذي رفضه الأكراد، فيما تعتبر تركيا حل لحفظ أمنها.


وأمام هذه المعطيات والمشاهد المتجمدة، لم يعقد كثير من المراقبين آمال كبرى على مؤتمر سوتشي، خاصة بعد فشل مؤتمر مماثل جمع رؤساء الثلاث دول في إيران، أول سبتمبر من العام الماضي، بعدما أثبت تباعد الرؤى.


 بالتوازي اعتبر مراقبون أن حلحلة المشهد تكاد تكون صعبة، في ظل غياب أمريكا عن المؤتمر، وتلكؤها في سحب قواتها كما أعلنت، نهاية العام الماضي، على لسان رئيسها، دونالد ترامب.


 من جانبه يرى الباحث والكاتب السياسي، محمد فرّاج أبو النور، إن الأزمات في سوريا تبدو أنها ستحتاج إلى مزيد من الوقت لتفكيكها، مشيرًا إلى إنها ستحتاج إلى مؤتمرات ومؤتمرات ولن تتوقف على سوتشي 2.


ولفت إلى أن تعقيد المشهد يعود إلى تعدد الأطراف وتمسك كل منهم برأيه، معتبرًا أن الفوز في النهاية سيكون للدولة السورية ومن يقف معها.

 

للمزيد.. شهران على اتفاقية سوتشي.. وروسيا تلمح بالحل العسكري

للمزيد.. أسباب التغاضي التركي عن مهددات اتفاق «سوتشي»

للمزيد.. خطوات «روسية ــ تركية» جديدة في إدلب.. هل تنقذ «سوتشي»؟

للمزيد.. سوريا.. «تحرير الشام» تعرقل «سوتشي» بالسيطرة على الطرق التجارية في إدلب

 

 

"