ad a b
ad ad ad

قمع مستمر.. هل يعيد نظام الملالي «شرطة الأخلاق الإيرانية»؟

السبت 11/نوفمبر/2023 - 11:21 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

 بالتزامن مع اقتراب الذكرى الأولى لواقعة مقتل الشابة الكردية «مهسا أميني» على يد شرطة الأخلاق الإيرانية في سبتمبر 2022؛ ورغم ارتفاع الاحتجاجات في الشارع الإيراني وقتها، إلا أن قوات الملالي نجحت في إخمادها بعدما حاولت في البداية احتوائها، وذلك بالإعلان عن التحرك لحل شرطة الأخلاق، ومع ذلك فقد عاد نظام الوالي الفقيه بقيادة المرشد الأعلى «علي خامنئي» مجددًا لإعادة سياساته القمعية فيما يخص "قضية الحجاب"، إذ تعهد الرئيس الإيراني «إبراهيم رئيسي» خلال كلمته بمؤتمر  بإيران في 10 أغسطس 2023، بالقضاء نهائيًّا على ظاهرة "خلع الحجاب" في البلاد، قائلًا: "لا داعي للقلق على الإطلاق. سيتم سحب البساط من تحت أقدام حركة نزع الحجاب".


فرض الحجاب

تجدر الإشارة أن تصريح رئيسي جاء بعد استئناف "شرطة الأخلاق" لدوريتها في الشوارع الإيرانية في 17 يوليو الماضي، رغم أن حكومة الملالي أعلنت في ديسمبر الماضي حل شرطة الأخلاق، إلا أنه يبدو أن السلطات الإيرانية أعادت دراسة هذا الأمر، ورأت أنه من الضروري عودة شرطة الأخلاق المسؤولة عن مراقبة مدى التزام النساء في البلاد بقواعد لباس الحجاب وفقًا لما نص عليه الدستور الإيراني، ولذلك فإن هذه السلطات ترى أن أعداء البلاد وراء دفع الإيرانيات لتنظيم هذه الحركات الاحتجاجية التي سبق ووصفها «رئيسي» بـ"الموجهة والمنظمة".


ولم تكتفِ السلطات الإيرانية بإعادة دوريات شرطة الأخلاق إلى الشوارع، بل أعلن برلمان الملالي في 27 يوليو الماضي، عن مشروع قانون جديد للحجاب أطلقوا عليه اسم "حماية الأسرة عبر تعزيز ثقافة العفة والحجاب"، بعدما كان يعرف في السابق باسم "قانون الحجاب والعفة"، وهذا القانون المكون من 70 مادة، يفرض على النساء تغطية شعرهن وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة، ويكثف من العقوبات المفروضة على المخالفين لبنوده ويزيد من انتهاك خصوصية المواطنين.


وقد لاقى مشروع القانون رفضًا عارمًا في الأوساط الإيرانية، خاصة أنه يسعى لفرض مزيد من القيود المشددة على الإيرانيات، وهو ما قد يؤدي على ارتفاع عملية سجن الإيرانيات اللائي لا يلتزمن بقواعد لباس الحجاب، وذلك بتهمة "عدم احترام الحجاب"، وهي التهمة التي كانت سببًا في سجن امرأة تبلغ من العمر 61 عامًا مطلع يوليو الماضي، ولم تكن هذه الحادثة الأولى بل سبقها الكثير، وهو ما كان سببًا في مقتل الفتاة الكردية «مهسا أميني» على يد شرطة الأخلاق.


رد أمريكي

وحول ذلك، فقد أعلنت واشنطن أنها ستتخذ إجراءات دولية ضد منتهكي حقوق الإنسان في إيران ومحاسبتهم، وفقًا لما أشار إليه المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية «ماثيو ميلر» خلال مؤتمر صحفي في 10 أغسطس الجاري، الذي أضاف قائلًا: "يجب أن تكون المرأة في إيران وفي كل مكان بالعالم حرة في ارتداء ما تريد. لا يجب على النساء الإيرانيات أن يقلقن من أن السلطات ستسيطر عليهن بتقنيات المراقبة أو بأي طريقة أخرى".


أيديولوجية إيرانية

وحول ما تقدم، يقول الدكتور مسعود إبراهيم حسن، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني: أن الإجراءات التي اتخذها النظام الإيراني بشأن فرض الحجاب يؤكد أن هذا النظام لن يفي بالوعود التي أطلقها إبان مقتل الفتاة «مهسا أميني» بتخفيف الإجراءات الخاصة بالحجاب، لتهدئة الانتفاضة الإيرانية التي كانت مشتعلة بمختلف المناطق الإيرانية آنذاك، وهو ما دفعه أيضا للإعلان عن حل شرطة الأخلاق.


وأفاد «إبراهيم حسن» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن نظام الملالي بعد نجاحه في إخماد هذه الانتفاضة بعد ذلك بالقوة، فهو يريد العودة مجددًا على أيديولوجيته القائمة على الوحشية في التعامل مع الشعب الإيراني بمختلف القضايا، وهو ما قد يؤدي لتصاعد الاحتجاجات مجددًا خلال الفترة المقبلة.

"