ألمانيا في مأزق.. برلين تتورط في تمويل الإخوان من المال العام
أثار قرار حكومة برلين تخصيص 2.5 مليون يورو من المال العام لدعم مجلس الأئمة في المدينة، غضبًا وانتقادات واسعة من قبل بعض السياسيين والإعلاميين والنشطاء، الذين اتهموا المجلس بالانتماء إلى جماعة الإخوان، والترويج لأفكار متطرفة وانقسامية.
إهانة للضحايا
وقال رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) في برلين، "جورج بازدو"، إن تمويل مجلس الأئمة هو "إهانة لضحايا الإرهاب الإسلامي"، مشيرًا إلى هجوم شاحنة عام 2016 في سوق عيد الميلاد في برلين، الذي نفذه أنيس العامري، وهو تونسي مرتبط بجماعة متطرفة.
وأضاف بازدو أن مجلس الأئمة يضم "أئمة متشددين" يروجون لـ"الشريعة" و"الخلافة" و"الجهاد"، وأنه يجب على حكومة برلين سحب التمويل منه فورًا.
وانضم إلى انتقادات بازدو، نائب رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) في برلين، "برت اولبرغ"، الذي قال إن مجلس الأئمة هو شركاء لجماعة الإخوان، وإن تمويله يشكل "خطأ سياسيًّا كبيرًا"، وأنه يجب على حكومة برلين التحقق من "الشفافية" و"الديمقراطية" داخل المجلس قبل دعمه.
دفاع عن القرار
ولكن دافع رئيس حكومة برلين، "مايكل مولر"، عن قرار تخصيص التمويل لمجلس الأئمة، قائلًا: إنه يهدف إلى "تعزيز التكامل" و"الحوار" و"التعايش السلمي" بين المسلمين وغير المسلمين في برلين، وأنه يعتبر المجلس شريكًا موثوقًا في هذا الصدد.
ومن ناحيته زعم رئيس مجلس الأئمة في برلين، "فاتح تانر"، أن المجلس يسير على نهج الاعتدال والانفتاح الذي يتبناه المجلس، مشيرًا إلى أنه يضم 40 إمامًا من 15 جنسية مختلفة، وأنه يعمل على تطوير خطاب ديني متوافق مع الواقع الأوروبي، وأنه يقدم خدمات "اجتماعية" و"ثقافية" و"تعليمية" للمسلمين في برلين.
وبحسب إحصاءات رسمية، يبلغ عدد المسلمين في برلين نحو 400 ألف نسمة، معظمهم من أصول تركية وعربية وبوسنية، وهم يشكلون نحو 11 في المائة من سكان المدينة.
ويوجد في برلين نحو 90 مسجدًا تابعة لجمعيات إسلامية مختلفة.
مجلس إخواني
كيف تستجيب حكومة برلين للاعتراضات ضد تخصيص التمويل لـ«الإخوان»؟
حكومة برلين قالت إن مركز نيوكولن للاجتماعات لم يتقدم بأي طلبات للحصول على تمويل عام لمشاريعه في العامين الماليين المقبلين.
وأكدت الحكومة أن مخصصات العام الحالي جرت الموافقة عليها في إطار الحكومة السابقة ببرلين، وإدارة كلاوس ليدرير (يسار) للإدارة الثقافية في الولاية.
كما، إنها تعمل على تطبيق معايير جديدة لتقديم التمويل العام للمشاريع الإسلامية، وتشترط فيها الشفافية والديمقراطية والانفتاح والالتزام بالدستور.
بعض الأدلة التي تشير إلى ارتباط مجلس الأئمة في برلين بالإخوان
أحد الأدلة التي يستخدمها بعض السياسيين والإعلاميين والنشطاء هو تقرير هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، الذي ذكر فيه أن مركز نيوكولن للاجتماعات، الذي يشارك في تأسيس وتمويل مجلس الأئمة، هو جزء من شبكة الإخوان في ألمانيا، وأنه يروج لفكرة "الخلافة" و"الشريعة" و"الجهاد"، وأنه يحظى بدعم من جمعية "الإغاثة الإسلامية"، التي تعتبر منظمة إرهابية في بعض الدول.
وهناك أدلة أخرى تستخدمها بعض الجهات هي شخصية بعض أعضاء مجلس الأئمة، مثل "إبراهيم رشدي"، الذي حُكِم عليه بالسجن لـ18 شهرًا مع وقف التنفيذ في عام 2021، لبيع جوازات سفر الموتى للمهربين لتهريب المهاجرين إلى أوروبا.
كما يشارك في المجلس ممثلون عن مساجد وجمعيات إسلامية تصفها هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" بأنها "إسلاموية" أو "مرتبطة بالإخوان ".
معلومات عن المجلس
- مجلس الأئمة في برلين هو هيئة تضم 40 إمامًا من 15 جنسية مختلفة، تمثل 23 مسجدًا و23 جمعية إسلامية في برلين.
- مجلس الأئمة في برلين تأسس في عام 2021، بدعم من حكومة برلين، التي خصصت له أموالًا من المال العام، بهدف "تعزيز التكامل" و"الحوار" و"التعايش السلمي" بين المسلمين وغير المسلمين في برلين.
- يواجه المجلس انتقادات واتهامات من قبل بعض السياسيين والإعلاميين والنشطاء، الذين يرون فيه "شركاء لجماعة الإخوان" و"رواد لأفكار متطرفة وانقسامية"، والذين يطالبون بسحب التمويل منه.





