ad a b
ad ad ad

تركيا وحماس.. علاقة متوترة تفرضها تطورات السياسة الإقليمية

السبت 11/نوفمبر/2023 - 09:29 م
المرجع
آية عز
طباعة

تتحرك تركيا بحذر في الصراع بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، حيث تسعى للعب دور الوسيط دون أن تتكبد خسائر سياسية جراء مواقفها.

 

علاقة آمنة

 

وعلى الرغم من رغبة أنقرة في عدم تعريض التقدم بعلاقتها مع إسرائيل للخطر، فإنها تحاول موازنة موقفها بعناية في مواجهة الحرب الدائرة في قطاع غزة.

 

تركيا تعاملت مع الأزمة الأخيرة بمنطق "براجماتي"، إذ سمحت بمظاهرات داعمة للمقاومة الفلسطينية في مناطق عدة، وكثفت الاتصالات مع قادة المنطقة، ويبدو أنها تحافظ على دعم القضية الفلسطينية، وفي نفس الوقت تحذر من الاقتراب كثيرًا من قادة حماس.

 

ويبدو أن الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة حماس، غير راضية عن موقف تركيا، وتعتبر تصريحات رئيسها رجب طيب أردوغان غير كافية، ففي خلال مقابلة مع قناة "خبر ترك" في الأيام الماضية، أعرب خالد مشعل، أحد قادة حركة حماس، عن احترامه الكبير لتركيا، وأكد، أنه يجب على تركيا أن تتصدى لجرائم إسرائيل وأن توقف قطع الكهرباء والمياه عن قطاع غزة.

 

كما أشار مشعل، إلى أن سكان القطاع لن يهجروا، وأنهم يتطلعون إلى عقد قمة بين تركيا والدول العربية لبحث التصعيد الحالي.

 

وفي المقابل، نفت تركيا رسميًّا التقارير التي أفادت بطرد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، من البلاد على يد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

وأكد مركز مكافحة التضليل، وهو مكتب تابع للرئاسة التركية، عبر حسابه على موقع "تويتر" سابقًا أن الادعاءات بأن الرئيس التركي أمر كبار المسؤولين في حركة حماس بمغادرة تركيا على الفور "عارية من الصحة تمامًا" .


تأثيرات

 

التوترات بين تركيا وحماس لها تأثير على المشهد الإقليمي والدولي، يُعزى هذا التصعيد إلى عدة عوامل، منها:

 

"الصراع الإقليمي"

 

تشهد المنطقة صراعات مستمرة، والتصعيد بين حماس وإسرائيل يُضاف إلى هذه الدينامية.

 

"السياسة الخارجية لتركيا"

 

يُعتبر دور تركيا في دعم قضية فلسطين جزءًا من سياساتها الإقليمية.

 

لكن التوترات مع إسرائيل قد تؤثر على علاقاتها مع دول أخرى.

 

"الأبعاد الدينية والثقافية"

 

يُشجع التصعيد بين حماس وإسرائيل على التفاف دول إسلامية حول قضية فلسطين.

 

و يُطالب بضغط دول المنطقة على إسرائيل لوقف انتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين.

 

ووفقًا لما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط" عن الكاتب والمحلل السياسي التركي مراد يتيكين، فإن نفي الرئاسة التركية "نُشر على استحياء" عبر (إكس) باللغة العربية فقط، ولم يُنشر باللغة التركية.

 

يفسر ذلك بأن أنقرة أرادت توجيه رسالة إلى الشارع العربي، وفي الوقت نفسه محاولة إخفاء الأمر عن الشارع التركي.

 

ويرى يتيكين أن حماس فشلت في تقدير ما إذا كان استهدافها لمدنيين في هجومها على إسرائيل قد يسبب "انزعاجًا خطيرًا" في أنقرة.

 

ومع هذا التطور، أصبح من المفهوم أن أنقرة، التي اتهمت إسرائيل دائمًا بقتل المدنيين عشوائيًّا في عملياتها، لم ترغب في أن يُنظر إليها على أنها ترعى قتل المدنيين من جانب حماس.

 

وأكد يتيكين، أن تركيا لم تقطع اتصالاتها مع الحركة، بدليل أن أردوغان ناقش في اتصال هاتفي مع هنية الليلة الماضية تبادل الرهائن، ووقف إطلاق النار، وتسليم المساعدات للمدنيين، أتبعه باتصال مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الـ (ناتو) ينس ستولتنبرغ، حول القضايا ذاتها.

 

تحول في الاتجاه التركي نحو إسرائيل

 

على الرغم من الموقف التركي الذي اتخذته بعد الحرب على غزة والطريقة السياسية التي تتعامل بها مع الأزمة  فإن هناك تحولًا واضحًا في الاتجاه التركي نحو الجانب الإسرائيلي.

 

و يمكن تلخيص التحول في الاتجاه التركي نحو إسرائيل بالنقاط التالية:

 

- تركيا كانت أول دولة ذات أغلبية مسلمة تعترف بدولة إسرائيل في عام 1949، وأقامت علاقات دبلوماسية وعسكرية واقتصادية معها.

 

- العلاقات بين البلدين تدهورت بشكل كبير بعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في عام 2008-2009، وحادثة أسطول الحرية في عام 2010، التي أسفرت عن مقتل تسعة نشطاء أتراك على يد قوات إسرائيلية.

 

- تركيا انتقدت سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وأبدت دعمها لحماس في غزة، وحاولت لعب دور وسيط في الصراع الإيراني الغربي حول الملف النووي.

 

- إسرائيل انزعجت من توجهات تركيا الجديدة، واتهمتها بالانحياز للمحور المقاوم، والتخلي عن دورها كحليف إستراتيجي في المنطقة.

 

- تم تجميد أو إلغاء العديد من الاتفاقات والصفقات الدفاعية بين البلدين، وخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي.

 

- في عام 2021، شهدت العلاقات بين تركيا وإسرائيل بعض التحسن، بعد اتفاقهما على استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة، وعودة تعيين السفراء.

 

هذا التحول يأتي في ظل تغيرات إقليمية ودولية، مثل انضمام إسرائيل إلى حوار شرق المتوسط، والتطبيع مع دول عربية، وانتخاب جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة، والذي يضغط على تركيا لحل قضايا مثل شراء منظومة إس 400 من روسيا.

 

 كما يأتي هذا التحول في ظل رغبة تركيا في تخفيف حدة التوتر مع جيرانها، والحصول على فرص جديدة للتعاون في مجالات مثل التجارة والطاقة والأمن.

 

 

"