ad a b
ad ad ad

محمود الزهار.. رجل التناقضات في «حماس» ولسانها المتطاول

الجمعة 12/يوليو/2019 - 11:41 م
محمود الزهار
محمود الزهار
محمد عبد الغفار
طباعة

«فتح لنا كل الدنيا، لقد كنا نتحرك في سوريا كما لو كنا نتحرك في فلسطين، وفجأة انهارت العلاقة على خلفية الأزمة السورية، وأعتقد أنه كان الأولى ألا نتركه، وأن لا ندخل معه أو ضده في مجريات الأزمة»، هكذا عبر عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار، عن علاقة الحركة الفلسطينية بالنظام السوري برئاسة بشار الأسد.

محمود الزهار.. رجل

المثير للجدل.. عن عمد

بهذا التصريح المقصود والمتعمد،  أراد محمود الزهار، القيادي في حركة حماس، المولود في غزة لأب فلسطيني وأم مصرية عام 1945، أن يواصل تصريحاته المثيرة للجدل، والتي يؤكد فيها الرجل دائمًا أنه يبطن بداخله عكس ما يظهره مع جماعته للناس في الكثير من القضايا المهمة في المنطقة.


ولم يتوقف الأمر عند حدود القضية السورية، ولكنه امتد للقضية الفلسطينية، التي عاد للدفاع عنها بعد أن حصل على بكالوريوس الطب العام من جامعة عين شمس عام 1971، والماجستير في الجراحة العامة عام 1976، والتي حط من شأنها، وقلل من أهميتها بالنسبة لحركة حماس، التي تدعي الدفاع عن القضية طيلة الوقت.


وظهر ذلك في فيديو مسرب لمحمود الزهار، إلى جانب عدد من أنصار وقيادات حركة حماس، وتهكم الزهار قائلًا: «دولة فلسطينية على حدود 1967 من الثوابت؟، طبعًا عندما أسمع هذا الكلام أشعر بالتقيؤ؛ لأنه لا يوجد مشروع، فلسطين بالنسبة لنا مثل الذي يحضر السواك وينظف أسنانه فقط؛ لأن مشروعنا أكبر من فلسطين، فلسطين غير ظاهرة على الخريطة».


هكذا عبر القيادي في حركة حماس عن رؤيته للقضية الفلسطينية، التي يقول بأنه فُصل من عمله كطبيب في مستشفيات غزة وخان يونس من قبل السلطات الإسرائيلية؛ بسبب مواقفه السياسية الداعمة للقضية الفلسطينية، قبل أن يصبح رئيسًا للجمعية الطبية في قطاع غزة خلال الفترة ما بين عامي 1981 -1985، ومحاضرًا في الجامعة الإسلامية بغزة، ورئيسًا لقسم التمريض، بالإضافة إلى رئاسة مجلس إدارة مركز النور للدراسات والبحوث في القطاع.

محمود الزهار.. رجل

المهادن للعدو

وفي أكتوبر 2018، هادن الزهار القوات الإسرائيلية قائلًا: «الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة تجاه إسرائيل تهدف إلى توتير العلاقات الأمنية مع الاحتلال، والتأثير على التهدئة»، ولكنه لم يتهم جهة ما بإطلاق تلك الصواريخ، التي دأبت حركة حماس على إطلاقها تجاه إسرائيل.


ويبدو أن محمود الزهار نسي أنه اعتقل في السجون الإسرائيلية لمدة 6 أشهر عام 1988، وذلك بعد 6 أشهر من تأسيس حركة حماس، كما أعيد إلى مرج الزهور في عام 1992، وظل هناك حتى عام 1993، كما حاولت إسرائيل اغتياله، الأربعاء 10 سبتمبر 2003؛ حيث ألقت طائرة F16 قنبلة على منزله في حي الرمال بقطاع غزة؛ ما أسفر عن إصابته بجروح طفيفة، واستشهاد نجله الأكبر، وإصابة زوجته ونجلته، وهدم منزله.

محمود الزهار.. رجل

المتناقض

ولم تتوقف تناقضات القيادي في حركة حماس على الداخل السوري؛ حيث تطاول الزهار على الحكومة المصرية إبان رئاسة الدكتور حازم الببلاوي لها، في عام 2013، على خلفية إصدارها قرارًا باعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية، معتبرًا أن هذا القرار سوف يُدخل مصر في صراع مع العالم بأسره، على حد وصفه.


وفي تناقض واضح، ذكر القيادي في الذراع الإخوانية في فلسطين، خلال لقاء له مع المذيع الهارب محمد ناصر على قناة مكملين الإخوانية التي تبث من تركيا، يونيو 2019، وأكد الزهار خلاله أنه تعلم في الجامعات المصرية مقابل 2.5 جنيه كرسوم سنوية في كلية الطب، كما يتم توظيفهم مقابل 10 جنيهات بعد التخرج من مرحلة الثانوية العامة؛ ما يؤكد أن الرجل لم يصن الفضل المصري عليه، وهاجمها عندما ظن أن الرؤية المصرية تتعارض مع رؤية جماعة الإخوان الإرهابية.


وهكذا ظل الزهار، الذي تولى وزارة الخارجية في حكومة حماس عام 2005، غارقًا في تصريحاته المتناقضة، التي تحركه فيها أهواء وأهداف الجماعة، التي يعتبر أن الانتماء إليها أكبر وأسمى من الانتماء إلى الوطن، وكان آخرها تصريحاته حول الأزمة السورية، فأين وجهة الزهار المقبلة؟

"