خطوات «روسية ــ تركية» جديدة في إدلب.. هل تنقذ «سوتشي»؟
الإثنين 03/ديسمبر/2018 - 07:36 م
سارة رشاد
دشن إعلاميون محسوبون على الفصائل المتطرفة في الشمال السوري، حملة بعنوان «واعتصموا» دعوا فيها ثماني فصائل للعمل تحت راية واحدة، في خضم خطاب تصعيدي تتبناه الفصائل، يشير إلى استعدادها لعمل عسكري مرتقب، في شمال سوريا.
وفي دعوتهم التي انتشرت في شكل ملصقات عبر قنوات جهادية على تطبيق «تيليجرام»، قال منظموها: «نحن ثلة من الإعلاميين ندعو الفصائل المجاهدة للاعتصام امتثالًا لأمر الله»، ملحقين بالملصقات شعارات التنظيمات المدعوة في الحملة، وهي: ما تعرف بـــ«هيئة تحرير الشام، تنظيم حراس الدين، جيش العزة، جبهة أنصار الدين، جماعة أنصار الإسلام، الحزب الإسلامي التركستاني، أجناد القوقاز، وأنصار التوحيد».
الحملة تأتي ضمن توجه عام يسيطر على الفصائل، وتعلن فيه يوميًا عن تجهيزات عسكرية، مصحوبة بخطاب إعلامي يعتمد على رفع المعنويات والوعيد للنظام السوري، ما يعكس قناعة لدى الفصائل بحتمية التحرك العسكري في الشمال، ويدخل في ذلك الخطاب إصدارات مرئية تخرج عن «هيئة تحرير الشام» كان آخرها بعنوان «صبغتهم المحن»، الصادر عن «أمجاد» للإنتاج المرئي، وتضمن رسائل من الهيئة لأفرادها من قبيل ضرورة الصبر والثبات.
في السياق نفسه دشن تابعون للهيئة قناة على تطبيق «تيليجرام»، أمس الأحد، باسم «منارة إدلب»، بهدف نشر رسائل تحفيزية عن الوضع في إدلب، وفي المقابل من هذا الخطاب الفصائلي الداعم للعمل العسكري، جاء تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، مغايرًا لهذا الاتجاه، إذ قال في مقابلة مع قناة «روسيا 1»، أمس الأحد، إن الرئيسين الروسي والتركي اتفقا على خطوات جديدة من شأنها أن تعمل على حماية اتفاق «سوتشي» من الفشل.
ورغم عدم إعلان «لافرورف» عن ماهية الخطوات الجديدة، وعدم تعليق تركيا على هذا التصريح، فإنها في المجمل تسير عكس ما طرحه المراقبون بخصوص «سوتشي» في الأسابيع الأخيرة، وانتهوا فيه إلى أن الاتفاق حكم عليه بالفشل بعد كم كبير من الاختراقات من قبل الفصائل المسلحة، والتزام تركيا الصمت، رغم تقديمها لنفسها كحامية للاتفاق.
للمزيد.. أسباب التغاضي التركي عن مهددات اتفاق «سوتشي»
وبناء على ذلك يكون السؤال، هل تقوى خطوات «بوتين» و«أردوغان» الجديدة على منع الفصائل من وقف عملياتها العسكرية الخارقة لـ«سوتشي»، ومن ثم إنقاذ الاتفاق؟
الغموض
يجيب عن ذلك الباحث المراقب للمشهد السوري، محمد فرّاج أبوالنور، الذي استهل حديثه لــ«المرجع» بأن عدم إفصاح لافروف عن ماهية هذه الخطوات التي تحدث عنها، يتسق مع الغموض الذي يحيط بنود الاتفاق الأصلي حتى الآن.
واستبعد أن تنجح الخطوات الجديدة في إنقاذ الاتفاق لأكثر من سبب، منها صعوبة إقناع الفصائل المدعومة من تركيا بإيقاف عملياتها العسكرية ضد مناطق النظام، أو سحب السلاح بشكل حقيقي من المنطقة العازلة، مشددًا على أن الممارسة أكدت أن الفصائل لم تسحبها بشكل حقيقي، وتابع قائلا: إن السبب الثاني هو أن روسيا من مصلحتها أن يفشل «سوتشي» ومن ثم تبدأ في العمل العسكري الذي تسعى له، وبه تقضي على أي حضور للفصائل.
محاولات إنقاذ مؤقتة
بدورها،
قالت نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية، المختصة بالشأن الروسي، إن
الحل العسكري في إدلب سيأتي إن آجلًا أو عاجلًا، معتبرة أن محاولات تنفيذ
أو إنقاذ سوتشي جميعها محاولات مؤقتة، لافتة في تصريح لــ«المرجع» إلى أن
الفصائل نفسها بدأت في الاقتناع بأن لا مفر من الحل العسكري، وعليه بدأت في
تأهيل أفرادها للتحرك الروسي ـــ السوري على إدلب.
وقالت -عبر «تيليجرام» -إن الفصائل تعكف على التحذير من اختراق روسيا للجبهة
الداخلية للفصائل في شمال سوريا، وروسيا لن تجازف بالدخول إلى إدلب طالما
بقت كتلة واحدة، حتى لا تكرر تجربتها في أفغانستان، ولذا تحاول موسكو فصل
الفصائل عن «حواضنها الشعبية».
يشار
إلى أن الخطوات المبهمة التي أعلن عنها وزير الخارجية الروسي في لقائه مع
القناة الروسية، تأتي على هامش قمة العشرين التي اختتمت فعالياتها منذ
يومين، وتضمنت مناقشات عن الأوضاع في إدلب بين روسيا وتركيا وألمانيا.





