شهران على اتفاقية سوتشي.. وروسيا تلمح بالحل العسكري
مع قرب إتمام اتفاق سوتشي (عُقد في 17 سبتمبر) شهره الثاني، لمّحت روسيا إلى احتمالية الذهاب إلى الحل العسكري. جاء ذلك على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، أمس الخميس، عندما قالت إن «العملية التي بدأت في إطار اتفاق بين تركيا وروسيا في سبتمبر لم تنجح رغم الجهود التي بذلتها أنقرة».
وتابعت أن بنود الاتفاق لم تجد نصيبها
من النجاح، مشيرة إلى أنهم حاولوا فصل ما سمتهم الجماعات المتشددة عن الأخرى
المعارضة المعتدلة، لكن هذه الجهود لم تجد فرصة للتنفيذ.
وكانت روسيا وتركيا قد عقدتا «سوتشي»
في 17 سبتمبر الماضي، بناء على طرح تركي قدمته تركيا لروسيا لإقناعها بالتخلي عن
الخيار العسكري الذي كانت تستعد له موسكو بالتعاون مع النظام السوري لتحرير الشمال
السوري، آخر مناطق سيطرة الإرهابيين.
ووفقًا لقراءات المحللين، فتركيا تعاملت مع «سوتشي»
على أنه الفرصة التي منحت نفوذها في سوريا قبلة الحياة، إذ تعهدت تركيا من خلاله
على احتواء المتطرفين العاملين في سوريا بمعرفتها، وإقناعهم بالتخلي عن السلاح الثقيل
وترك مساحة بعمق 15: 20 كم كمنطقة عازلة تفصل بين قواتهم وقوات النظام.
ومنذ أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن فشل الاتفاق، وتنشر المواقع الروسية تقارير عن ملامح هذه الفشل.
وتحت عنوان «شهران على «منزوعة السلاح»... إدلب على صفيح ساخن والاتفاق يراوح عند بنده الأول» نشرت وكالة «سبوتنيك» الروسية، تقرير مطوّل أوردت فيه بالتفاصيل وقائع اختراق الفصائل للاتفاق، منذ أُعلن عنه في منتجع سوتشي، وحتى تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الروسية.
واستدلت الوكالة من قوة عمليات الخرق وكثرتها على عدم التزام الفصائل بسحب السلاح الثقيل من المنطقة العازلة، متوقعة أن ما أعلن عنه من نجاح تركيا في إقناع الفصائل بتسليم سلاحها الثقيل، منتصف أكتوبر الماضي، بات أمر مشكوك فيه.
وبناء عليه اختتمت تقريرها بالقول إن بنود الاتفاق جميعها بما فيها التعهد بفتح الطرق لم تنفذ، وبناء عليه قالت: «يبدو أن إدلب ترقص على صفيح ساخن».
محمد فرّاج أبو النور، الباحث السياسي المراقب للمشهد السوري، لم يستبعد خيار الحل العسكري، إذ قال: إن هذا الخيار كان مطروح حتى في ظل إعلان تركيا وروسيا عن اتفاق سوتشي؛ مشيرًا إلى أن روسيا لن تسمح بأي شكل من الأشكال ببقاء الفصائل في سوريا حتى لو أعلنوا تخليهم عن السلاح.
ولفت إلى أن روسيا تدرك الحيل التركية للإبقاء على أعوانها من المتطرفين؛ مشيرًا إلى أنها وافقت مؤقتًا على طرح تركيا في ما يخص سوتشي لإضعاف المشهد الداخلي للفصائل حتى يسهل العملية العسكرية المقتربة.
وشدد على أن المشهد الداخلي للفصائل الآن أصبح أكثر ضعفًا عن وضعه قبل سوتشي؛ معتبرًا أن الفصائل اليوم زادت من خلافاتها البينية إلى جانب شكها في قدرة تركيا على دعمها، معتبرًا أن كل ذلك ينال من قدرتهم على البقاء طويلًا في أي عمل عسكري مرتقب.
وذهب إلى أن تركيا كانت تحاول من خلال «سوتشي» الحفاظ على ما تبقى من نفوذها في سوريا بعد تدخل ودعم للإرهابيين دام لسبع سنوات، معتبرًا أن خسارة تركيا النهائية في سوريا ستكون قريبة وعلى يد الحل العسكري، إذ ستتدخل روسيا للقضاء على الفصائل ومن ثم قطع أذرع تركيا في سوريا.
أستاذة العلوم السياسية، نورهان الشيخ، كان لها رأي قريب من ذلك، إذ قالت: إن الحل العسكري قائم ولم يستبعد في أي وقت من الأوقاف. وتابعت أن تركيا لجأت للاتفاق مع روسيا لتعطيل العمل العسكري؛ لأنها كانت الطرف الأضعف، مشيرة إلى أن روسيا من أولويتها عودة كافة الجغرافيا السورية إلى الدولة.
ولفتت إلى أن تركيا ستبقى داعمة للمتطرفين، وقد تعقد خلال الحرب حملة دولية لتشوية صورة الحرب والإدعاء بأن الجيش السوري يشن هجوم على مدنيين، مشددة على إنها في النهاية ستضطر لرفع يدها عن المتطرفين. وختمت كلامها تركيا دولة براجماتية وستتعامل مع أي ظرف.
للمزيد.. اتفاق سوتشي.. حل مؤقت يُعيد إدلب للمربع صفر
للمزيد.. بـ«خطاب المحنة».. فصائل إدلب المسلحة تتحايل على «اتفاق سوتشي»





