ad a b
ad ad ad

نيران الإرهاب تأكل نفسها في الصومال.. «داعش» و«الشباب» وحرب تكسير العظام

الأربعاء 16/يناير/2019 - 12:44 م
«داعش» و«الشباب»
«داعش» و«الشباب»
أحمد عادل
طباعة

فيما يشبه حرب العصابات والإرهابيين وتصفيتهم لبعضهم البعض، تواصل حركة الشباب الإرهابية في الصومال (الموالية لتنظيم القاعدة)، اغتيال قادة تنظيم داعش الإرهابي؛ بهدف الوصول لنقطة سيطرة تعلن فيها الحركة سيطرتها على الصومال، وطرد أي منافس إرهابي لها ينازعها تلك السيطرة.


نيران الإرهاب تأكل

 وكانت عناصر من «الشباب» قدا اغتالت قياديًّا من «داعش» يدعى يحيى حاج فيلي، وكنيته «أبوزكريا» في مدينة بؤالي مركز إقليم جوبا الوسطى جنوبي الصومال. 


وبحسب موقع الصومال الجديد، فالتقارير الصادرة من المدينة تشير إلى أن مسلحي الحركة أطلقوا النيران على القيادي الداعشي  يحيى حاج فيلي وهو جالس في مقهى، وتم نقل جثمانه إلى مكان غير معلوم.

 للمزيد: «جوبا الوسطى» يشعل حرب تكسير عظام ثلاثية في الصومال


و«أبوزكريا» هذا كان أحد أفراد مسلحي الحركة الإرهابية في الصومال عام 2006، ثم تدرج في المناصب حتي أصبح عضوًا في مجلس شورى الحركة إلا أنه انضم بعد ذلك إلى تنظيم داعش في أكتوبر من عام 2015، وهو التاريخ الذي أعلن فيه داعش وجوده في الصومال، ويرجح السبب في ظهور التنظيم الأخطر على القارة الأفريقية؛ نتيجة خلافات داخلية لحركة الشباب والتي زادت بعد مقتل أحمد عبدي غوداني (أحد قيادات حركة الشباب)، في غارة أمريكية عام 2014، بعد انشقاق عبدالقادر مؤمن عن الحركة، ومبايعته تنظيم داعش.

نيران الإرهاب تأكل

وفي ديسمبر الماضي، أعلنت حركة الشباب -عبر الناطق باسمها الشيخ علي طيري- أنها ستشن حرب ضخمة وواسعة ضد تنظيم داعش، وخصوصًا بعد معرفة قادة الشباب بأن داعش يسعى لعمل خلافات واسعة بين صفوف الحركة، وكان داعش قد شن قبلها هجومًا في منطقة «بيعر ميرالي» الواقعة جنوب غرب مدينة قندلا في بونتلاند شمال شرق الصومال؛ ما أسفر عن قتل 14 عنصرًا إرهابيًّا من عناصر «الشباب».


 وتسعى الحركة للتخلص من العقدة التي سببها لها داعش، بعد انشقاق عدد كبير من عناصر الحركة ومبايعتهم لداعش، وأبرزهم «أبويونس المصري» القيادي فى الحركة، والذي أبدى رغبته في الانضمام إلى «داعش»، ودفع حياته ثمنًا لاختياره، فاغتالته الحركة في نوفمبر 2018.

للمزيد: نيران تأكل نفسها.. «داعش» و«الشباب» الصومالية يتحاربان لفرض السيطرة

نيران الإرهاب تأكل

وفي تصريح للمرجع، قال أحمد عسكر، الباحث في الشأن الإفريقي: إن الصراع الدائر بين كلا التنظيمين صراع على النفوذ في المناطق الصومالية التي يسيطرون عليها، كما أن كل طرف يحاول تقليم أظافر الطرف الآخر؛ بالتالي فحركة الشباب في الصومال - أو بالأحرى تنظيم القاعدة- لا تريد أن يكون لتنظيم داعش موطئ في الصومال؛ حتى لا يشاركها النفوذ في هذه المنطقة، ولن تسمح الحركة بانشقاق عناصرها لمبايعة التنظيم المنافس لها في المنطقة، وإلا سيكون القتل هو الثمن وهو ما تحاول الحركة ترسيخه في نفوس عناصرها لتردعهم.


وأضاف عسكر، أنه بالنسبة للحكومة الصومالية، هناك محاولات من القوات الصومالية التصدي للتنظيمين، والحد من عملياتهما الإجرامية، لكن يظل الأمر عصيًّا على الجيش الصومالي؛ لضعف قدراته العسكرية، وقلة خبرته في مواجهة تلك التنظيمات، ومن ثم، سيكون الاعتماد الأكبر خلال الفترة المقبلة على القيادة الأمريكية الجديدة في أفريقيا (أفريكوم)، التي قامت منذ بداية العام الجديد بنحو 4 عمليات جوية ضد معاقل حركة شباب المجاهدين وتنظيم داعش، إضافة إلى التنسيق مع بعض القوات الأفريقية الموجودة في الصومال (أميصوم).


وعن توقعاته لزيادة العمليات الإرهابية بين الشباب وداعش في الفترة القادمة، يؤكد الباحث في الشأن الأفريقي أن الطرفين سيظلان في مرحلة تكسير العظام على الأقل في المدى القصير، فالحركة لا ترغب في أن يقاسمها أحد نفوذها في الصومال خصوصًا داعش، والأخير يبحث عن موطئ قدم له في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، إلى أن تتكاتف الجهود الإقليمية والدولية في الحد من خطرهما وصولًا إلى القضاء عليهما في المنطقة.

"