بعد خدعة «انسحاب الحديدة».. الحوثيون يرهبون الأهالي والجنرال الهولندي
الخميس 03/يناير/2019 - 05:12 م
الحوثيون والجنرال الهولندي
محمود محمدي
في 13 ديسمبر الماضي، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريس»، أن الأطراف المتحاربة في اليمن اتفقت على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الاستراتيجية خلال محادثات السويد؛ إذ نص الاتفاق على انسحاب الميليشيات من ميناء الحديدة؛ ومن أجل ذلك أوفدت الأمم المتحدة فريقًا دوليًّا لمراقبة وقف إطلاق النار، وإعادة الانتشار برئاسة الجنرال الهولندي «باتريك كاميرات».
وفي الوقت الذي كشفت فيه الحكومة اليمنية أنها لم تتلق أي إخطار من الأمم المتحدة يتعلق بانسحاب ميليشيات الحوثي الانقلابية من ميناء الحديدة، أشارت تقارير إعلامية عدة، إلى أن الميليشيا المدعومة إيرانيًّا أفشلت إجراءات اتفاق تسليم الميناء، والانسحاب من المدينة الساحلية؛ في إطار مماطلتهم لتنفيذ «اتفاق ستوكهولم».
وفي تقرير لها أشارت فضائية «سكاي نيوز»، إلى أن الميليشيا الانقلابية نفذت إجراءات شكلية لتسليم الميناء، من خلال تسليم عناصر من الميليشيات ترتدي ملابس مدنية الميناء لعناصر أخرى تتبعها، ترتدي ملابس قوات أمنية وخفر السواحل، وهو الأمر الذي وصفه مراقبون للمشهد بأنه «إجراء هزلي يستخف بالعقول، ويسخر من لجنة الأمم المتحدة للمراقبة على تنفيذ اتفاق السويد».
الحوثيون يرهبون الأهالي
بيد أن الخدعة التي لجأ إليها «الحوثي» لم تؤتِ ثمارها؛ إذ رفض الجنرال الهولندي «كاميرات»، تسليم ميناء الحديدة للمتمردين المتخفين في ملابس مدنية؛ ما دفع الجماعة المسلحة المدعومة إيرانيًّا إلى اتهامه بالانحياز، فضلًا عن الشروع في جمع توقيعات ضده من المدنيين تحت قوة السلاح.
فيما كشفت مصادر يمنية أن «محافظ الحديدة» المعين من قِبل الميليشيات، عقد اجتماعًا بمندوبي المديريات في المجلس المحلي، وأجبرهم تحت تهديد السلاح على توقيع وثيقة تدين «كاميرات»، بحسب «سكاي نيوز عربية».
خروقات مستمرة
في السياق ذاته، أكدت الحكومة الشرعية اليمنية والسعودية والإمارات، رفض الحوثيين الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في مدينة الحديدة، وذلك في رسالة موجهة إلى مجلس الأمن الدولي.
وقال ممثلو اليمن والسعودية والإمارات العربية المتحدة في الأمم المتحدة: إن الميليشيات المدعومة إيرانيًّا، شنّت هجمات بما في ذلك إطلاق نيران القناصة، وصواريخ بالستية متوسطة المدى في «الحديدة» حتى بعد الموافقة على الهدنة.
من جانبه، قال كامل الخوداني، القيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام: إن جماعة الحوثي لن تنفذ اتفاق الحديدة، وهي تراوغ لكسب الوقت؛ إذ إن معنويات الحوثيين منهارة، وخسارتهم ميناء الحديدة أصبحت مسألة وقت، فضلًا عن خسائرهم البشرية الضخمة في الفترة الأخيرة.
وأوضح «الخوداني»، في تصريح لـ«المرجع»، أن الجماعة الانقلابية تلقت صفعات عدة من المجتمع الدولي، آخرها ما فعله الجنرال الهولندي «كاميرات»، برفضه تسليم ميناء الحديدة للمتمردين المتخفين في ملابس مدنية، فضلًا عن فضيحة سرقتهم معونات برنامج الغذاء العالمي.
وعلى صعيد متصل، لفت إلى أن المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، لهما دور كبير في مسألة فضح انتهاكات الحوثي وجماعته في اليمن، إضافةً إلى دورهما الواضح في إعادة إعمار اليمن، وتقديم الدعم للعائلات اليمنية التي تعاني من إرهاب الحوثي، ويتمثل هذا الدعم بشكل رئيسي في «الهلال الأحمر الإماراتي»، و«مركز الملك سلمان للإغاثة».
اتفاق ستوكهولم
يُشار إلى أن «اتفاق ستوكهولم» بشأن الحديدة، كان يقضي بانسحاب ميليشيات الحوثي من مدينة الحديدة، وإزالة أي عوائق أو عقبات تحول دون قيام المؤسسات المحلية بأداء وظائفها، فضلًا عن انسحاب الميليشيات من موانئ «الحديدة والصليف ورأس عيسى» إلى شمال طريق صنعاء، في مرحلة أولى خلال أسبوعين، وفق بنود الاتفاق.
ونص كذلك على إشراف لجنة تنسيق إعادة الانتشار على عمليات إعادة الانتشار والمراقبة، إضافة إلى عملية إزالة الألغام من الحديدة ومينائها.
كما تضمن الاتفاق أن تودع إيرادات موانئ الحديدة جميعها والصليف ورأس عيسى في البنك المركزي اليمني من خلال فرعه الموجود في الحديدة، للمساهمة في دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية بمحافظة الحديدة وأنحاء اليمن جميعها.





