رغم القمع.. شباب «الحديدة» يناضلون ضد ميليشيات الحوثي
رغم الإجراءات القمعية التي تتخذها الميليشيات الحوثية المدعومة من نظام الملالي، ضد السكان المقيمين داخل مدينة الحديدة، على ساحل البحر الأحمر، فإن قادة الميليشيات الانقلابية، يحسبون ألف حساب لانتقام الأهالي منهم بعدما نكَّلوا بهم طوال الفترة الماضية، إذ يعلم مسلحو الحوثي أنهم باتوا يقعون بين فكي كماشة، فقوات المقاومة والجيش الوطني من أمامهم، وغضب الأهالي من خلفهم، وطائرات التحالف العربي تنزل بهم العقاب من فوقهم.
فبعد تمكن قوات الجيش الوطني والمقاومة المشتركة من دحر الميليشيات والتوغل داخل المدينة، بدعم من طيران التحالف العربي لدعم الشرعية الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بدأ بعض شباب الحديدة في مهاجمة الميليشيات الانقلابية، واستهداف مواقعها بهجمات متفرقة ومباغتة، كان آخرها إحراق طاقم عسكري بمنطقة السلخانة في حي الزهور.
واهتمت الصحف المحلية بهجوم حي الزهور، وذكرت أن شبابًا ملثمين ألقوا بزجاجات حارقة على إحدى الدوريات التابعة لميليشيات الحوثي، الأمر الذي أدى إلى إحراق الدورية، وإصابة المسلحين الذين كانوا على متن الطاقم المستهدف.
وتأتي هذه الهجمة بعدما استهدف مسلحو الميليشيات سكان الحديدة، وشنَّوا حملة مداهمات واعتقالات بحق المدنيين في مختلف أحياء المدينة، بالأمس، وقطعوا الاتصال بشبكة الإنترنت لمنع الأهالي من نشر هزائم الميليشيا على يد رجال الجيش الوطني، منعًا لانهيار الروح المعنوية لأتباع الميليشيا.
كما تأتي تلك الواقعة عقب الهجوم الذي شنَّه شباب مجهولون من سكان المدينة، على مركز للشرطة كانت الميليشيات تتخذه مقرًّا لمسلحيها، وهو الهجوم الذي أثار الفزع في قلوب الحوثيين؛ لأنه وقع في منطقة محصنة خاضعة لسيطرتهم.
وفي تصريح خاص لـ«المرجع» يؤكد الباحث المتخصص في شؤون الحركات الشيعية، محمد عبادي، أن المدينة باتت على وشك الوقوع في أيدي قوات الجيش الوطني والمقاومة المشتركة، المدعومين من التحالف العربي لدعم الشرعية، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وقد شجعت الانتصارات الأخيرة شباب المدينة على مهاجمة الحوثي، الذي في المقابل ازدادت اعتداءاته وانتهاكاته بحق الأهالي كلما ضاق الخناق عليه، ما جرأ الأهالي على شن تلك الهجمات الأخيرة.
وتوقع الباحث المتخصص في شؤون الحركات الشيعية، مزيدًا من الهجمات خلال الساعات المقبلة، مشيرًا إلى أن بعض تلك الهجمات قد لا تصل إلى وسائل الإعلام بسبب قطع شبكة الإنترنت عن الحديدة، وظروف القتال، مبينًا في الوقت نفسه أن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران ستتخذ إجراءات انتقامية عنيفة ضد الأهالي، على غرار ما فعلته خلال الأيام الماضية عندما فجرت عددًا من المنازل والمباني في المناطق التي أجبرت على الفرار منها، ما يجعل الأهالي مضطرين للدفاع عن أنفسهم في مواجهة فلول الحوثي الموجودين داخل مدينتهم.





