استجابة لـ«المرجع».. الأزهر في مهمة إنقاذ البرازيل من الإخوان
كان ما نشره «المرجع»- من حقائق كشفت أبعاد ما يمارسه المدعو
أحمد الصيفي، مؤسس ما يعرف بالمركز الإسلامي في أمريكا الجنوبية، ومقره البرازيل- له
من القوة والرسوخ ما يجعله لن يذهب أدراج الرياح أو يمر مرور الكرام على من يهمه الأمر؛
وبالفعل استجاب له المعنيون بالأزهر الشريف بالزيارة التي يجريها حاليا الدكتور عباس
شومان، وكيل الأزهر، والذراع اليمنى للإمام الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، بهدف
استجلاء الحقيقة من جهة، ومن جهة أخرى لقاء المسؤولين البرازيليين، لاستعراض أوجه التعاون
في تعزيز دور المؤسسة الدينية الأهم عالميًّا، في دعم المسلمين بأمريكا الجنوبية.
كما تهدف الزيارة- بحسب مصادر أزهرية- إلى تقليص أثر المراكز المحسوبة
على الإسلام والمسلمين من أبناء القارة اللاتينية، أو الوافدين المقيمين في دولها،
وخاصة البرازيل، إضافة إلى مواجهة الآفات التي تنشرها يوميا المراكز الشبيهة بمركز
أحمد الصيفي، المتورط بتعاون مشبوه مع نظام الملالي ونشاط مريب مع جماعة الإخوان، فضلًا
عن عقده عددًا كبيرًا من اللقاءات مع قيادات متطرفة، ومتهمة بالانتماء للجماعات الإرهابية،
وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي.
مواجهة
التعصب
خلال الزيارة التقى شومان، وزير شؤون الرئاسة البرازيلية، كارلوس مارون، في اجتماع تناول التعريف بدور الأزهر الشريف، وبحث أوجه التعاون المستقبلية بينه وبين المؤسسات البرازيلية.
من جانبه أشاد الوزير البرازيلي بزيارة وكيل الأزهر الشريف، من حيث توقيتها المهم، ما يسهم في تعزيز التعاون المحمود بين الأزهر والبرازيل للقضاء على الفكر المتعصب المتغلغل في عقول بعض مسلمي البرازيل نتيجة انتشار الجماعات المتطرفة هناك، وانتهاجها العنف خلال الآونة الأخيرة.
وأكد الوزير البرازيلي أن «زيارة وكيل الأزهر، ستكون بداية لفتح أوجه التعاون مع مصر، على الأصعدة كافة»، كاشفًا عن أنه سيزور مصرَ قريبًا لبحث آليات دعم التعاون بين الجانبين.
بدوره أكد الدكتور «شومان» تقديره الكامل لدولة البرازيل، التي يعيش فيها المسلمون بحرية تامة دون تفرقة، موضحًا أن الجماعات المتطرفة لا تمثل الإسلام في شيء؛ لأنه دين سلام ومحبة.
صناعة
الحلال
يُعد قطاع «صناعة الحلال» من
القطاعات الواعدة اقتصاديًّا، ويقصد به إنتاج منتجات غذائية- وربما دوائية أحيانا- تناسب
المسلمين ببعدها عن استخدام المحرمات (كالخمور ولحم الخنزير ومشتقاته) في صناعتها،
وبالنسبة للحوم فيكون ذبحها وفقا للشريعة الإسلاميَّة.
وفي البرازيل تعد «صناعة الحلال» أهم الثغرات التي تنفذ منها المراكز المتطرفة، للانتشار داخل المجتمع البرازيلي، وغيره
من دول أمريكا الجنوبية، فإن فطنة الأزهر لهذا الأمر، وضعت هذا الملف في صدارة ما يناقشه
الدكتور شومان، مع مسؤولي البرازيل، حيث التقى وكيل الأزهر أعضاء الغرفة التجارية العربية
البرازيلية، برئاسة الدكتور روبنز حنون؛ للتعرف على أنشطتها، ودعم علاقات تعاونها مع
الأزهر خلال المرحلة المقبلة، فيما يتعلق بصناعة الحلال في البرازيل.
وتعرف مسؤولو الغرفة خلال الاجتماع، على
مكانة الأزهر الشريف باعتباره المرجعية الأولى لأهل السنة والجماعة في العالم، كما
تعرف شومان على قدرات البرازيل كواحدة من أكبر منتجي البروتين الحيواني في العالم.
وأوضح وكيل الأزهر أن شهادة الحلال يجب
أن تكون ذات مصداقية، لذلك فإن الأزهر بصدد تجهيز رؤية واضحة لمنح هذه الشهادة، لمشروعات
الحلال، بما يمنع استغلالها، ويعطي الثقة للمستهلكين العرب والمسلمين.
وشدد شومان على أن الأزهر يمتلك الرؤية
الشرعية الكاملة، التي تؤكد أن المنتج سليم أو غير سليم، وأنه سيتم قطع خط استغلال
هذا المشروع، من قبل الجماعات غير الأمينة على الإسلام، وذلك بالتعاون مع غرفة التجارة
العربية البرازيلية.
مراكز
تعليمية
وكشف الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر
الشريف، عن استعداد المؤسسة الأزهرية، لإنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية في البرازيل،
مشيرًا إلى أن الأزهر لا يتعاون مع أي مؤسسة إلا من خلال القنوات الرسمية، التي تشارك
فيها السفارة المصرية بالدولة التي يتم الاتفاق على العمل بأراضيها.
وحذر شومان من وجود جمعيات ومؤسسات وهمية
تضر الإسلام في الخارج، داعيًا إلى ضرورة الانتباه لهذه الكيانات المغرضة، خاصة بعد
التضييق على الجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط، الأمر الذي يدفعها لإيجاد أوطان بديلة
لها.
وطرح شومان خلال لقاءاته في البرازيل،
مجموعة من الحقائق عن الإسلام، أهمها أنه دين سلام، ويرفض العنف بأشكاله كافة، وأن
التواصل بين أتباع الأديان من أجل تحقيق السلام في العالم أمر يقره الإسلام، ويرحب
به.
اقرأ أيضًا:
تعرف على أحمد الصيفي ذراع الإخوان في البرازيل
«المرجع» يرد بالمستندات على بيان «الصيفي»
«المرجع» يكشف تفاصيل زيارة «الصيفي» لإيران
«المرجع» يرد على بيان «الصيفي»: مركز الدعوة بالبرازيل يروّج لأفكار الإخوان
بسبب غياب الأزهر.. «داعش» يُحكم قبضته على المراكز الإسلامية العالمية





