بعد فشل «برخان» الفرنسية.. شراكة أمريكية إيطالية لمكافحة إرهاب «داعش» بغرب أفريقيا
في وقت تتزايد فيه عمليات «داعش» في أفريقيا بشكل ملحوظ، يبحث الشركاء الأوروبيون، خاصةً كلًا من أمريكا وإيطاليا، وسائل مكافحة الإرهاب المتزايد من قبل التنظيم الإرهابي، في الوقت الذي أعلن فيه ماكرون انسحاب عمليات برخان الفرنسية من منطقة غرب أفريقيا.
مبادرة إيطالية
من جانبها، قدمت إيطاليا الإثنين 28 يونيو 2021، مبادرة لتعزيز جهود مكافحة تنظيم داعش الإرهابي في أفريقيا في الوقت الذي وسع فيه التنظيم المتطرف نطاق نشاطاته الإرهابية متنقلًا من منطقة إلى أخرى، بينما لم تنجح مهمة برخان العسكرية الفرنسية في كبح تمدده بعد سنوات من إطلاقها.
ودعا وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو إلى تشكيل قوة مهام دولية لمواجهة تهديدات تنظيم داعش الإرهابي في أفريقيا، معبرًا عن قلقه إزاء انتشار التنظيم في القارة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي كان يتحدث بعد اجتماع في إيطاليا استهدف تجديد جهود محاربة المسلحين الإرهابيين، إنه يؤيد المبادرة الإيطالية.
وفي الأسابيع الأخيرة، حقق أتباع تنظيم داعش الإرهابي مكاسب في نيجيريا ومنطقة الساحل الأفريقي وموزمبيق وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وهو ما ساعد التنظيم على تعويض الانتكاسات التي مُني بها في الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية الإيطالية، لويجي دي مايو، للصحفيين وهو يقف بجوار بلينكن: «بدعم من الولايات المتحدة وشركاء آخرين كثيرين، اقترحت تشكيل قوة مهام لأفريقيا لتحديد ووقف التهديدات المتصلة بإقامة دولة الخلافة المزعومة في القارة».
ومع ذلك فإنه من المرجح أن تواصل القوة العمل الذي أنجزته القوات الفرنسية في منطقة الساحل الأفريقي منذ عام 2013.
المهمة انتهت
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال يونيو 2021، إن العملية الفرنسية ستنتهي في الوقت الذي تعمل فيه القوات الآن في إطار جهود دولية أوسع في المنطقة.
وقال بلينكن «دعوني أقول بوضوح شديد إننا نؤيد المبادرة الإيطالية بشدة لضمان أن ينقل التحالف المناهض لداعش خبرته إلى أفريقيا، بينما تبقى عيوننا مفتوحة على سوريا والعراق عن قرب».
ويثير تعاظم نفوذ التنظيم وإعادة هيكلته قلقًا كبيرًا، لأنه يعني أن تنظيم داعش الإرهابي ولاية غرب أفريقيا، بات يسيطر على أجزاء أكبر من المنطقة ولديه المزيد من الرجال والسلاح.
وشكل تنامي قوة تنظيم داعش الإرهابي «ولاية غرب أفريقيا» منعطفًا حاسمًا في خضم صراع على النفوذ مع تنظيمات إرهابية أخرى في المنطقة أبرزها جماعة بوكو حرام النيجيرية.
للمزيد.. تمديد حالة الطوارئ في «بوركينا فاسو» عقب تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية
وتسيطر جماعتان إرهابيتان متنافستان على أجزاء كبيرة من منطقة بحيرة تشاد في نزاع مستمر متواصل منذ نحو 12 عامًا، إلا أن تنظيم داعش بات الأقوى.
وتزايدت حدة الخصومة مع جماعة بوكو حرام منذ عدة سنوات وساهمت في إضعاف الطرفين، لكن يبدو أن فرع «داعش» في غرب أفريقيا الذي صار هو الجماعة المهيمنة، يسيطر بوضوح وبشكل واسع على المنطقة.
ونافس الفرع الغرب أفريقي لداعش، جماعة بوكو حرام وهي أقوى الجماعات المتطرفة في المنطقة، وأكثرها دموية، لينهي أكثر من عقد من سطوة التنظيم النيجيري الذي خسر كثيرًا من المناطق الإستراتيجية.
وانهار مشروع دولة الخلافة المزعومة في العراق وسوريا مع انحسار نفوذ التنظيم الدموي ومقتل معظم قادته، بمن فيهم زعيمه «أبوبكر البغدادي»، وتشتت بقاياه إلى مجموعات مسلحة لا تزال بعضها تنشط في المناطق الصحراوية للبلدين الجارين، إلا أن التنظيم أطل برأسه مجددًا أكثر قوة في غرب أفريقيا، حيث تنتشر جماعات إرهابية، أبرزها تنظيم بوكو حرام النيجري، الذي لم يلق حاضنة شعبية واعتمد على أسلوب «داعش» الدموي في فرض نفسه، مخلفًا عشرات آلاف القتلى ومئات آلاف النازحين والمشردين.
وأعدم تنظيم داعش الإرهابي في أفريقيا عشرة من قادة «بوكو حرام» في حين انضم ثلاثون من الأعضاء البارزين في هذه الجماعة الأخيرة إليه وفق مصادر قريبة من الاستخبارات وسكان في المنطقة.
وتفيد مصادر أمنية بأن التنظيم عين قائدًا على غابة سامبيسا، هو «أبومصعب البرناوي»، نجل مؤسس بوكو حرام محمد يوسف، الذي سبق واختاره تنظيم داعش الإرهابي في 2016 لقيادة الحركة الجهادية في المنطقة.





