يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

الإرهاب يضرب مناطق عسكرية في مالي

الأحد 22/أبريل/2018 - 07:44 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة
هزَّت اليوم الأحد، سلسلة انفجارات مدويَّة مدينة «تمبكتو» الشماليَّة في مالي، بالقرب من القواعد العسكريَّة، في المنطقة التي تُواجه اعتداءات من المسلحين خلال الفترة الماضية.

وفي المنطقة نفسها، قُتِل أحد جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة، وأصيب 7 جنود فرنسيين نهاية الأسبوع الماضي على يد متشددين إسلاميين؛ وفقًا لما ذكره أحد السكان، ومصدر بالأمم المتحدة لوكالة رويترز.

هجمات بقذائف الهاون
وتعرضت قاعدة بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في «تمبكتو» -المعروفة باسم «المخيم الكبير»- مرة أخرى لهجمات بقذائف الهاون، على الرغم من أنه لم يتسنَّ التأكد من هذه المعلومات على الفور، وفقًا لوكالة رويترز.

وواجهت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والقوات العسكرية الفرنسيَّة في شمال مالي، هجومًا شبه دائم خلال العام الماضي على يد مجموعات جهاديَّة جيدة التسليح، يُنظر إليها على أنها أكبر خطر على الأمن في منطقة الساحل بغرب أفريقيا.

وفي مارس الماضي، أعربت بعثة الأمم المتحدة في مالي (مينوسما) عن «قلقها لاتساع أعمال العنف الطائفيَّة في مناطق وسط البلاد»، ولقي عشرات الأشخاص حتفهم في مواجهات بين أفراد من «إتنيتي بويل» و«دوجون».

مجموعات جهاديَّة
وسيطرت المجموعات الجهاديَّة المرتبطة بتنظيم القاعدة على شمال مالي في شهري مارس، وأبريل من العام 2012، وطُرِد القسم الأكبر من هذه المجموعات بعد تدخل عسكري فرنسي في يناير من العام 2013.

لكن مناطق بكاملها لاتزال خارجة عن سيطرة القوات الماليَّة والفرنسيَّة والدوليَّة، التي تتعرض باستمرار لهجمات دامية، على الرغم من توقيع اتفاق سلام في مايو ويونيو 2015، يفترض أن يعزل الجهاديين بصورة نهائية.

ومنذ 2015، امتدت هذه الهجمات إلى وسط وجنوب مالي، وانتشرت الظاهرة في البلدان المجاورة، خاصة في بوركينا فاسو والنيجر.

هجمات مستمرة
وتعرضت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والقوات الفرنسيَّة المتمركزة في شمال مالي، لهجمات شبه مستمرة، خلال العام الأخير، من جماعات متشدِّدة؛ حيث تُشكِّل هذه الجماعات تهديدًا جديًّا لأمن منطقة الساحل في أفريقيا.

وفي الشهر الماضي، أكدت الأمم المتحدة فقدانها 162 من موظفيها منذ 2013 في جمهورية مالي، وهو ما جعل العمليَّة الأمميَّة هناك، الأكثر دمويَّة في تاريخ حفظ السلام في العالم حتى الآن.

وتُواجِه القوات الفرنسيَّة إلى جانب قوات الجيش المالي، مسلحي الجماعات الإسلاميَّة في مناطق مختلفة في الأراضي المالية؛ لكنها -أيضًا- امتدت لتتخطى الحدود إلى الدول المجاورة؛ خاصة بوركينا فاسو والنيجر.

وتنشر فرنسا نحو 4000 آلاف جندي فرنسي في دول الساحل الأفريقي، في إطار عملية «برخان» لمكافحة الجماعات الجهادية المسلحة.

الدفاع عن السيادة
وتُحاوِل الحكومة الماليَّة -بمساعدة فرنسيَّة- الدفاع عن سيادتها على أراضيها ضدَّ عدد من الجماعات المسلحة، والتي تتحرك تحت قيادة حركة أنصار الدين.

وانضم إلى الحركة، عدد من الجماعات الإسلاميَّة التي تُطالِب بتطبيق الشريعة الإسلاميَّة، والتي تُحسَب على تنظيم القاعدة، ومنها جماعة أنصار الدين، وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وحركة الجهاد والتوحيد في غرب أفريقيا، وبوكو حرام.

واستمر الوضع في تدهور كبير، حتى دعتْ الحكومة المالية الجماعات إلى مفاوضات عَبْرَ قنوات عديدة دوليَّة ومحليَّة في يناير 2013؛ لكن الجماعات المسلحة سابقت وأعلنت الحرب، وتمكَّنت من السيطرة على مدينة «كونا»، ومع ازدياد تمدُّد الجماعات المسلحة في المدن المالية، قرَّرت الحكومة المالية الاستعانة بالقوات الفرنسيَّة لمساندتها في مواجهة المسلحين.

وبحسب «فرانس برس»؛ فإنه على الرغم من تشتيت جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة، وطردها من شمال مالي منذ 2013؛ لكن لاتزال مناطق بأكملها من البلاد خارج نطاق سيطرة القوات المالية والفرنسية وقوة الأمم المتحدة (مينوسما).

من «القاعدة» لـ«داعش»
في عرض لأبرز الجماعات المسلحة التي تعمل في مالي، تأتي في المقدمة «جماعة أنصار الدين»، والتي أُسِّسَت عام 2011 على يد «إياد أغ غالي» (وهو دبلوماسيّ سابق لمالي لدى السعوديَّة)، وانبثقت من حركة «تحرير أزواد» التي تقوم على الطوارق في مالي.

واعتنق «غالي»، الفكر السلفيّ الجهاديّ، وهو ما انعكس على الخلفية الفكرية للجماعة التي أسَّسَها، والتي عُرِفَت بأنها حركة جهاديَّة سلفيَّة، وتُطالِب بتطبيق الشريعة الإسلاميَّة والحكم الذاتي لشمال مالي.

الفكر السلفي الجهادي ظهر -أيضًا- في «جماعة التوحيد والجهاد» بغرب أفريقيا، والتي ظهرت عام 2011 بعد انشقاقها عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب؛ بسبب أن التنظيم رفض تشكيل كتيبة للمقاتلين العرب.

واستولت «جماعة التوحيد والجهاد»، بالتعاون مع حركة الوطنية لتحرير أزواد، على مدن «جاو» و«تمبكتو» و«كيدال»؛ لكنها سرعان ما انقلبت على حركة «تحرير أزواد»، وطردت مقاتليها وقياداتها من المنطقة، بعدما تلقَّت دعمًا من كتيبة الملثمين في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وتبنَّت الجماعة سياسة خطف الأجانب لمقايضتهم بفدية مالية، كما تبنَّت عمليات اختطاف دبلوماسيين جزائريين.

وفي 5 من ديسمبر عام 2012 فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات على جماعة التوحيد والجهاد، بغرب أفريقيا.

وفي يوليو من العام 2014، أعلنت الجماعة ولاءها لتنظيم داعش في العراق والشام، بقيادة «أبي بكر البغدادي»، واعتبرت مدينة «جاو» بمالي ولاية من ولايات الخلافة المزعومة، وأكدت أن زعيم الحركة «حماده ولد خيري» ضمَّن هذا الكلام في رسالة وجهها لـ«البغدادي».

أما تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فأُسِّسَ عام 2007، وانبثق عن الجماعة السلفيَّة للدعوة والقتال الجزائريَّة، التي وُلِدت من رحم الجماعة الإسلاميَّة المسلحة.

وفي العام 2006 أعلنت الجماعة السلفيَّة انضمامها إلى تنظيم القاعدة، قبل أن تُعلِن تغيير اسمها في العام التالي رسميًّا باسم «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميّ».

الكلمات المفتاحية

"