مخاطر شباب المجاهدين على أمن القرن الأفريقي

يشير التصاعد الكبير في نشاط حركة «شباب المجاهدين
الصومالية» خلال السنوات الأخيرة، إلى أنها لم تعد تمثل خطرًا على الداخل الصومالي
فحسب، وإنما على منطقة القرن الأفريقي بأكمله، لاسيما في ظل رغبتها في توسيع نفوذها
خارج حدود البلاد؛ كونها ذراع تنظيم القاعدة في شرق أفريقيا، التي تسعى مؤخرًا للانتشار
والتمدد في أكبر عدد من مناطق القارة الأفريقية، بعدما تمكن من استعادة نفوذه في
شمال وغرب أفريقيا، وأصبح يسعى إلى بناء شبكة قاعدية تربط المجموعات القاعدية المتناثرة
في القارة، بدايةً من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بمجموعاته المختلفة،
ومرورًا بالمجموعات القاعدية في ليبيا ومالي والنيجر، وانتهاءً بحركة شباب
المجاهدين في الصومال، التي يسعى أن تكون جسرًا للتواصل مع تنظيم القاعدة في
اليمن، في ظل استراتيجيته التي تعتمد على الانتشار التنظيمي وليس السيطرة المكانية،
كما يفعل تنظيم «داعش»، وذلك حتى يتجنب التجمع في مكان محدد؛ ما يسهل استهدافه
والقضاء عليه.
الأمر الذي بات يفرض تساؤلًا مهمًّا حول أهم ملامح حركة
شباب المجاهدين الصومالية، وأبرز عوامل قوتها، ودوافع تصاعد نشاطها، ثم تداعيات
ذلك على أمن القرن الأفريقي، ومنطقة شرق أفريقيا بشكل عام.
·
أولًا:- أهم الملامح الخاصة لشباب المجاهدين:
برغم تعدد التنظيمات المسلحة في الصومال، تبقى حركة «شباب
المجاهدين» هي التنظيم الأكبر والأقوى في البلاد، وقد كان أول ظهور علني لها بذلك
المسمى عام 2006، عقب سيطرة اتحاد المحاكم الإسلامية على العاصمة مقديشو والعديد
من مناطق وسط وجنوب الصومال، وإعلانها بأنها «لم تعد تحارب كمقاومة، وأنها تخوض جهادًا
مسلحًا»، وقد تمكنت الحركة على الصعيد الميداني من تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض، حتى
خضع لسيطرتها ثلثا مساحة أحياء العاصمة مقديشو منذ عام 2009 وحتى أواخر عام 2011. وتقدر
بعض التقارير إلى أن القوة العسكرية لحركة الشباب المجاهدين، بناء على تقديرات مجموعة
المراقبة التابعة للأمم المتحدة، بحوالي 5 آلاف مقاتل([1]).
ويمكن تحديد أهم ملامح الحركة وعوامل قوتها في النقاط التالية:
الانتشار الواسع: تمتع شباب المجاهدين بانتشار واسع داخل الصومال؛ حيث
تنتشر الحركة فيما يقرب من 18 منطقة، منها تسع مناطق في جنوب الصومال، مثل «ووادور»
و«جوهار» و«غرباهاري» و«مقديشو» و«ماركا» و«كيسمايو»، وإن كان كثيرًا ما يتم إجلاؤها
عن بعض هذه المناطق، لكنها سرعان ما تعود إليها من جديد، مثل سيطرتها مؤخرًا على أجزاء
كبيرة من مدينة «بلعد» جنوب الصومال في السابع من شهر مارس 2018، بعد أن كانت تخضع
لسيطرة القوات الحكومية، وقد سبق قيامها بإرسال بعض عناصرها لسواحل شمال شرقي البلاد
وعلى وجه التحديد مدينة «جرعد»- الخاضعة لسلطة بونتلاند- في منتصف 2017، وذلك لتأسيس
معقل لها في هذه المنطقة، يكون بمثابة بديل آمن، يمكن اللجوء إليها وقت الأزمات، لتأمين
قيادتها وعناصرها من الغارات الجوية التي تلاحقها جنوبي ووسط البلاد، والتي تعتبر مناطق
مكشوفة.
كما تمكن مقاتلو الحركة، في الرابع من شهر أغسطس 2017، من
السيطرة بشكل كامل على مدينة «ليجو» الاستراتيجية، الواقعة في الطريق الواصل بين العاصمة
«مقديشو» ومدينة «بيدوا»، وذلك عقب انسحاب القوات الأوغندية منها، وهذا ما يشير
إلى أن الحركة حريصة على الانتشار في عدد من المناطق؛ من أجل ترسيخ وجودها وتقوية
نفوذها.
قوة الهيكل التنظيمي: تمتلك حركة شباب المجاهدين هيكلًا تنظميًّا قويًّا، يحافظ على التسلسل الهرمي، وعلى الرغم من عدم وجود أي وثائق محددة عن ذلك الهيكل، فإن هناك شبه اتفاق على وجود بعض أربعة أجنحة رئيسية، يأتي على رأسها «مجلس شورى الحركة» الذي يرأسه أميرها، أما الثاني فهو «الجناح الدعوي» الذي يعمل على تجنيد أعضاء جدد للحركة، بينما يتمثل الجناح الثالث فيما يسمي بـ «الحسبة»، وهو يمثل الشرطة الدينية، ويتمثل دوره في مراقبة وصيانة احترام الأحكام والأعراف الإسلامية-حسب رؤية الحركة- ويأتي أخيرًا «الجناح العسكري» وهو المسؤول عن تدريب الشباب عسكريًّا، وتنفيذ الهجمات الإرهابية وعمليات الاغتيالات ([2]).
التمويل الجيد: تتمتع «شباب المجاهدين» بمصادر تمويل جيدة، تمكنها من
الإنفاق على أنشطتها ومقاتليها بشكل جيد؛ حيث تشير العديد من التقارير إلى تنوع تلك
المصادر، التي من أهمها، دعم القبائل الصومالية، خاصةً التي ينتمي لها بعض قادة الحركة؛
حيث تساعدها في تجارة وتربية المواشي والإنتاج الزراعي، كما تتلقى الحركة تمويلات مالية
من بعض الجمعيات الخيرية والأفراد المتعاطفين معها من خارج الصومال، وعادة ما يتم نقل
تلك الأموال من خلال ما يعرف بـ«الحوالة»، كما تصل إليها الأموال أحيانًا عبر القنوات
المصرفية العادية، هذا إلى جانب الأموال التي تحصل عليها من الجباية والضرائب على
التجار، إضافة إلى الأموال التي تتحصل عليها من أعمال القرصنة ودفع الديات للإفراج
عن الرهائن([3]).
العنف المفرط: من أهم ما يميز حركة شباب المجاهدين، من بين كل فروع تنظيم
القاعدة، «العنف المفرط»؛ حيث توصف بأنها من أشرس فروع القاعدة وأكثرها دموية، ويبدو
ذلك واضحًا من خلال عملياتها المروعة والمتلاحقة التي لا تفرق بين مدني وعسكري؛ حيث
إنها أحيانًا ما تقتل المئات خلال عملية إرهابية واحدة، مثل الهجوم الذي شنته بسيارة
مفخخة في قلب العاصمة مقديشو في 14 أكتوبر 2017، والذي أسفر عن مصرع 358 شخصًا، وما
يقرب من 228 مصابًا، وبعدها بأسبوعين شنت هجومًا مزدوجًا بسيارتين مفخختين وسط العاصمة،
أسفر عن سقوط 17 قتيلًا على الأقل.
التحالفات القبلية: تمكنت حركة «شباب المجاهدين» الصومالية، من عقد تحالفات مهمة
مع عدد من القبائل، خاصة تلك التي ينتمي إليها بعض قادة الحركة؛ ما مكنها من الاستمرار
في نشاطها، والتي كان آخرها، التحالف مع بعض المجموعات من قبيلة «مرسدي»، وهو ما
أدى إلى تقوية الحركة بشكل كبير، وربما هذا ما دفع الحكومة الصومالية إلى تعيين «حسن
علي خيري»، ابن هذه القبيلة، رئيسًا للوزراء في 23 فبراير 2017([4])؛
وذلك لقطع الطريق على هذا التحالف؛ نظرًا لما يمكن أن يمثله من خطرٍ بالغٍ على
الحكومة الصومالية الهشة، ورغم ذلك تسعى إلى خلق حالة من الاستقرار، والحد من
العمليات الإرهابية المتصاعدة.
·
ثانيًا: ملامح تصاعد نشاط الحركة:
منذ مطلع عام 2016 وحركة شباب المجاهدين تشهد تصاعدًا
ملحوظًا في نشاطها على أكثر من صعيد، فعلى مستوى الهجمات الإرهابية الداخلية، شهدت
تلك الفترة تصاعدًا غير مسبوق في تلك الهجمات، خاصةً تلك التي تعتمد على استخدام السيارات
المفخخة، على غرار التفجيرين اللذين هزا العاصمة الصومالية، في 24 فبراير 2018؛ ما
أدى إلى مصرع 45 شخصًا، وكان قد سبقه هجوم مماثل استهدف العاصمة مقديشو بالقرب من القصر
الرئاسي، عبر تفجير سيارتين مفخختين في 24 من شهر فبراير 2018؛ ما أدى إلى مصرع 45
قتيلًا ما بين مدني وعسكري وإصابة 36 آخرين.
كما يعد استهداف المدنيين، من أهم التحولات التي طرأت على
هجمات الحركة منذ مطلع عام 2017، وجعلها تصبح أكثر دموية عن ذي قبل؛ حيث إنها تؤدي
إلى سقوط المئات منهم، في ظل استخدام السيارات المفخخة في الأماكن العامة، والتي لا
تفرق بين المدني والعسكري، مثل السيارة الملغومة التي تم تفجيرها في أحد الشوارع المزدحمة
بالمواطنين بالعاصمة مقديشو في 17 مارس 2017؛ ما أسفر عن مقتل 15 من المدنيين على الأقل
وإصابة 17 آخرين، فضلًا عن استهداف بعض المدنيين بشكل متعمد، مثل قيام الحركة
بإعدام اثنين من المواطنين في بلدة «جامامي»، شمال مدينة «كيسمايو» في 11 أغسطس
2017 بحجة التعاون مع القوات الحكومية، وهو ما يدل على أن الحركة لم تعد تهتم بنظرة
الشعب الصومالي إليها، وهو ما يشير إلى حالة الاستعلاء المفرط التي تنتابها.
ومن جهة أخرى تركز الحركة على استهداف القوات الأفريقية،
مثل الهجوم الذي استهدف موقع للقوات الأوغندية، بالقرب من مدينة «بولومرير»، مطلع شهر
أغسطس 2016؛ ما أدى إلى مصرع عدد من الجنود، كما قامت الحركة بإعدام أحد الجنود الكينيين
الذين وقعوا في قبضتها، وكشفت عن عملية الإعدام عبر إصدار مرئي جديد لها، أطلقت عليه
«الحقيقة المرة» في أغسطس 2017.
وطبيعة الهجمات الأخيرة للحركة -خاصة التي تستهدف
المدنيين- تشير إلى تحول ملحوظ في أفكارها؛ حيث إن استهداف المدنيين بهذا الشكل،
غالبًا ما تقوم به التنظيمات التكفيرية البحتة، من أمثال تنظيم داعش وفروعه
المختلفة، والتي تُكَفِّر كل من لا يبايعها، وبالتالي تجيز قتلهم حتى النساء
والأطفال، وهو ما يخالف الفكر القاعدي الذي تعتنقه حركة شباب المجاهدين، والذي
يدعو إلى عدم استهداف الأبرياء إلا لضرورة قصوى، وهو ما يعني أن الحركة بدأت تتجه
نحو الفكر التكفيري، وهو ما أدى إلى انشقاق بعض القيادات والمجموعات عنها مؤخرًا،
من أمثال «مختار ربو أبومنصور» الذي سلم نفسه مع المئات من أتباعه إلى الحكومة
الصومالية، في أغسطس 2017؛ بسبب تصاعد الأفكار التكفيرية داخل صفوف شباب المجاهدين([5]).
ومن ناحية أخرى لم يتوقف تصاعد نشاط الحركة على النشاط
العسكري فحسب، وإنما تعداه إلى النشاط الإعلامي؛ وذلك من أجل خلق جذور تاريخية
وفكرية لها، وإثبات أنها ليست مجرد تنظيم محلي، وإنما يستند إلى مظلة كبيرة تتمثل
في تنظيم القاعدة، وهذا من خلال العديد من الإصدارات الوثائقية التي تؤرخ للحركة،
التي كان من أهمها، إصدار «مسيرة الصمود، للشيخ مختار أبي الزبير»، الذي نشرته الحركة
لأول مرة في يونيو 2017؛ نظرًا لأنه يعد أضخم إصدار وثائقي لها على الإطلاق؛ حيث
تناول تاريخ الحركة ونشأتها وأبرز قادتها.
وكشف الإصدار عن شخصية قائد الحركة السابق «أحمد عبدي غودان»،
المعروف بـ«مختار أبي الزبير»، الذي تم اغتياله بطائرة دون طيار، في سبتمبر 2014، والذي
كان يعد الشخصية الأكثر غموضًا؛ حيث كان نادرًا ما يظهر للعلن، ولم يكن أحد يعرف ملامحه
الشخصية، سوى قلة من المقربين إليه، ولم يكتفِ الإصدار بذلك فحسب، بل قام بالكشف عن
قيادات أخرى بارزة، كانت تعد مجهولة بالنسبة للكثيرين، من حيث الشكل والملامح
والدور المنوط بها، مثل «محمد إسماعيل يوسف» و«إبراهيم نالييي» اللذين لعبا دورًا
في استهداف القوات الأمريكية في الصومال، وكذلك «أبو طلحة طارق السوداني» الذي شارك
في التخطيط لتفجير السفارة الأمريكية في «نيروبي» و«دار السلام» في أغسطس 1998،
وكذلك القيادي البارز في الحركة «محمود سنطيري»([6]).
ويبدو أن شباب المجاهدين الصومالية، تهدف من خلال إصدار «مسيرة
الصمود»، إلى إثبات أنها الحركة الأقوى، والأكثر تضحية من أجل الدين، وذلك من خلال
استعراض دورها العسكري، في مواجهة القوات الأمريكية والحكومية، حتى يتسنى لها جذب
أكبر عددٍ ممكن من الشباب من داخل وخارج الصومال، لاسيما في ظل حاجتها إلى عناصر
جديدة، في ظل حالة التمدد والانتشار الأخيرة، عقب سيطرتها على العديد من المناطق مؤخرًا،
فضلًا عن المناطق التي تمكنت من استعادتها من جديد، وذلك من أجل تكريس وجودها في
البلاد، وفرض سيطرتها بشكل كبير.
كما يشير إصدار «مسيرة الصمود» مع غيره من الإصدارات
الأخرى، إلى تمتع الحركة بقدر كبير من المهارة في التنفيذ والإخراج الجيد، بطريقة
ربما تضاهي الإعلام الداعشي، الذي دائمًا ما يوصف بأنه أكثر احترافية من الإعلام
القاعدي، وذلك من خلال عرض شهادات القادة الذين عاصروا تأسيس الحركة، عبر خط زمني متسلسل،
يروي انطلاق الحركة ونشأتها، عبر استعراض حياة أميرها «أبو الزبير»، منذ نشأته وتعليمه،
ثم سفره إلى أفغانستان، ثم ارتباطه ورفاقه الصوماليين بقيادة تنظيم القاعدة، من
أمثال «أسامة بن لادن» و«أيمن الظواهري» وغيرهما، ثم العودة مجددًا إلى الصومال،
واستكمال المسيرة، عبر العمل المسلح، حتى وصلت الحركة إلى هذا المستوى من القوة
والنفوذ.
·
ثالثًا: دوافع الحركة لتصعيد نشاطها:
يبدو أن هناك
عددًا من الدوافع تقف وراء حرص حركة شباب المجاهدين على تصعيد نشاطها العسكري
والإعلامي، والانتشار الجغرافي خلال الفترة الأخيرة، والذي يتزامن مع حالة من
الصعود القاعدي بشكل عام في القارة السمراء، ويمكن تحديد أبرز تلك الدوافع في الآتي:-
توسيع السيطرة والنفوذ: هجمات حركة الشباب المتصاعدة ضد الحكومة الصومالية
والقوات الأفريقية، إضافة إلى المجموعات المنشقة عنها، في نفس التوقيت، تشير بوضح
إلى رغبتها في الانفراد بالساحة، وتصدرها مشهد عنف في البلاد من بين كل المجموعات
المسلحة، فضلًا عن توسيع سيطرتها عبر التمدد والانتشار في مناطق جديدة، خاصة منطقة
الخط الساحلي، التي تعد أحد أهم الخطوط الاستراتيجية، التي تسعى للسيطرة عليها
مؤخرًا؛ من أجل إحكام قبضتها على المناطق الساحلية التي تربط بين الصومال وكينيا، والتي
تضم بعض الموانئ الاستراتيجية.
استغلال انسحاب القوات الأفريقية: تسعى «شباب المجاهدين» من خلال تصعيد هجماتها إلى
استغلال انسحاب القوات الإثيوبية، من بعض المناطق بشكل متكرر مؤخرًا، وكان أشهرها
الانسحاب من مدينة «هالغان» وسط الصومال، التي أعلنت الحركة استيلاءها عليها في
أكتوبر 2016، وبالتالي تتمكن من ملء الفراغ الذي يمكن أن يتركه رحيل القوات الأفريقية،
خاصة أن الموقع الذي انسحبت منه القوات الإثيوبية لم يكن الأول من نوعه؛ حيث سبق
لها الانسحاب من موقعين سابقين، أحدهما في مدينة «موقوكوري»، والآخر في «قرية العلي»؛
لذا تهدف الحركة من خلال عملياتها إلى السيطرة على مزيد من الأراضي، حتى تتمكن من
استعادة نفوذها([7]).
وقف نزيف الانشقاقات: تهدف الحركة من وراء تصاعد نشاطها، إلى الحفاظ على ولاء
عناصرها للقيادة الحالية؛ حيث من أهم معايير كفاءة القيادة عند التنظيمات
الإرهابية، التي تستوجب «الولاء»، هو قدرتها على شن أكبر عدد من الهجمات، التي تؤدي
إلى الانتشار الجغرافي الجيد، إضافةً إلى وجود دعاية إعلامية، تكون قادرة على
تعظيم دور الحركة، ونشر أفكارها على أوسع نطاق، وهذا ما سعت إليه القيادة الحالية
خلال الفترة الأخيرة؛ وذلك لخلق حالة من التماسك التنظيمي، لاسيما بعد تعدد حالات
الانشقاقات خلال السنوات الماضية، فضلًا عن ظهور بعض المجموعات الموالية لـ«داعش»،
والتي أصبحت تهدد صدارة الحركة على الساحة الصومالية؛ لذا فإن تصعيد الحركة لنشاطها
الداخلي، يمكن أن يُسهم بشكل كبير، في خلق حالة من الثقة في قيادة الحركة الحالية،
وبالتالي منع أي انشقاقات محتملة في المستقبل.
إحباط مشروع «فرماجو»: تسعى حركة شباب المجاهدين عبر تصعيد نشاطها وهجماتها
الإرهابية، إلى إجهاض مشروع الرئيس محمد عبدالله فرماجو، الذي تولى الحكم في
فبراير 2017، وهو يحمل مشروعًا طموحًا يهدف إلى القضاء على التنظيمات الإرهابية في
البلاد، خاصة حركة شباب المجاهدين، من خلال محاربتها وتجفيف منابعها ومواردها
الاقتصادية، عبر إعادة بناء مؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، إضافةً
إلى بناء تحالفات قبلية مضادة لتحالفات الحركة، وبالتالي فإن تصعيد الحركة لهجماتها
منذ مطلع العام الجاري 2017، يهدف إلى إفساد ذلك المشروع؛ لأنه يمكن أن يخلق حالة
من الاستقرار، وهو ما سيمثل خطرًا على الحركة، لأن التنظيمات الإرهابية عادة لا تجيد
العيش إلا في بيئة منهارة وغير مستقرة([8]).
تحجيم النفوذ «الداعشي»: منذ ظهور تنظيم «داعش» داخل الصومال في يناير 2016، من
خلال فصيل منشق عن حركة «شباب المجاهدين»، مكون من 600 عنصر تقريبًا، يتزعمهم
القيادي السابق في الحركة «عبدالقادر مؤمن» والحركة تعتبره خطرًا عليها ويهدد
نفوذها، خاصة في ظل حرصه على توسيع نفوذه والسعي إلى استقطاب عناصر جديدة من داخل الحركة،
ورغم أنه لم ينجح حتى الآن في ذلك بشكل كبير، فإنه صار يؤثر على صدارتها للمشهد في
البلاد؛ لذا حرصت الحركة خلال الفترة الأخيرة على تحجيمه والقضاء عليه في أسرع
وقت، لاسيما في ظل رغبته في نشر أفكاره في أوساط الشباب الصومالي، معتمدًا على
جاذبية الفكر الداعشي، ورمزية الخلافة التي يتبناها، وبالتالي فإن الحركة ترى أن من
أهم وسائل تحجيم نفوذ التنظيم، هو تصعيد نشاطها وهجماتها الإرهابية؛ لأن الفكر
المتطرف قائم على أن من يكون أكثر عنفًا، فهو أولى بالاتباع؛ كونه أكثر إيمانًا وجهادًا
في سبيل الله، خاصة أن فرع «داعش» في الصومال، لم يتمكن من القيام بعمليات تضاهي
عمليات شباب المجاهدين.
· رابعًا:
تداعيات تصاعد نشاط شباب المجاهدين على القرن الأفريقي:
من
المؤكد أن تصاعد نشاط حركة شباب المجاهدين الصومالية، المتزامن مع حالة الصعود
القاعدي، والذي يأتي في وقت يتراجع فيه تنظيم «داعش» بقوة، ستكون له تداعيات مباشرة على أمن القرن الأفريقي
ومنطقة شرق أفريقيا بشكل عام، لاسيما في ظل حرص تنظيم القاعدة على التوسع في هذه
المناطق؛ ما يمكنه في المستقبل من توجيه ضربات قوية تجاه أهداف دولية وإقليمية، لاسيما
أنه يدرك أنه سيكون الهدف التالي للقوى الدولية بعد القضاء على تنظيم «داعش» في
العراق وسوريا، وبالتالي فإن تصعيد الحركة لنشاطها يأتي في سياق رغبتها لتوطيد
النفوذ القاعدي في منطقة القرن الأفريقي؛ نظرًا لأهميتها الاستراتيجية من ناحية،
وقربها من القاعدة في اليمن؛ ما يمكن أن يخلق حالة من التعاون القاعدي، يمكن من
خلاله تهديد العديد من القوى الإقليمية والدولية الموجودة في تلك المنطقة، في ظل
التنافس فيما بينها على تكريس وجودها فيها، وبالتالي يمكن تحديد أبرز تلك
التداعيات في الآتي:
تهديد المصالح الأمريكية: يُعد تنظيم «القاعدة»
الولايات المتحدة الأمريكية العدو الأول له إلى جانب الدول الغربية، منذ تأسيسه
تحت مسمى «الجبهة العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين» في أغسطس 1988، حتى إنه
يعد التنظيم الإرهابي الوحيد الذي بنى منظومته الفكرية على العداء لها؛ حيث حدد أهدافه
في وقت مبكر من خلال فتوى لـ«أسامة بن لادن» ونائبه «أيمن الظواهري» في ذلك
التوقيت، والتي جاء فيها: «إن حكم قتل الأمريكيين وحلفائهم مدنيين وعسكريين، فرض عين
على كل مسلم في كل بلد متى تيسر له ذلك، حتى يتحرر المسجد الأقصى والمسجد الحرام من
قبضتهم، وحتى تخرج جيوشهم من كل أرض الإسلام، مسلولة الحد كسيرة الجناح. عاجزة عن تهديد
أي مسلم»([9])-على
حد تعبيرهم.
وبما
أن حركة «شباب المجاهدين» الصومالية، تعد ذراع القاعدة في شرق أفريقيا، فإنه سيكون
على رأس أولوياتها العسكرية استهداف مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في تلك المنطقة،
إذا ما تمكنت من ذلك، وبالتالي فإنه كلما تصاعد نشاط الحركة تصاعد احتمال استهداف
المصالح الأمريكية، وهذا ما يشير إليه تصريح الجنرال «توماس والدوسر» قائد القوات الأفريقية
في أفريقيا (أفريكوم) في إفادة له أمام لجنة الشؤون العسكرية في مجلس النواب الأمريكي،
في السابع من مارس 2018، «أن حركة الشباب تشكل خطرًا على الصومال والمصالح في المنطقة»([10]).
وربما
ذلك ما يفسر قيام القوات الأمريكية بتنفيذ ما يقرب من عشرات الهجمات الجوية ضد
مواقع الحركة خلال السنوات العشر الأخيرة، أسفرت عن مقتل ما يقرب من 300 من أعضائها،
كما قررت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مؤخرًا، توجيه بتكثيف الضربات ضد الحركة
من خلال منح القيادة العسكرية الأمريكية الأفريقية صلاحيات واسعة بشن غارات جوية مكثفة
ودقيقة ضد مواقعها لحرمانها من الملاذات الآمنة، التي يمكن أن تهاجم من خلالها مواطنين
أمريكيين أو مصالح أمريكية في المنطقة، وذلك وفق ما أعلنه «البنتاجون»، في 30 مارس
2017.
استهداف المصالح الخليجية: يحمل تنظيم القاعدة
قدرًا كبيرًا من العداء تجاه دول الخليج بشكل عام، والمملكة العربية السعودية والإمارات
العربية المتحدة بشكل خاص، حتى إنه أنشأ في وقت مبكر من عام 1998 فرعًا له في منطقة
الخليج أطلق عليه «القاعدة في جزيرة العرب»؛ من أجل استهداف أمن دول الخليج، وقد استند
في تحديده لجزيرة العرب، لتعريف الأصمعي الذي حددها «بأنها تمتد من ريف العراق إلى
عدن طولًا، ومن تهامة إلى ما ورآها من أطراف الشام عرضًا» وبالتالي فإن كل دول الخليج
ضمن جزيرة العرب([11])،
ورغم أن التنظيم خلال السنوات الأخيرة صار يقصر نشاطه على «اليمن»، فإنه لا يزال يحمل
عداءً كبيرًا لكلتا الدولتين، وهذا ما أشار إليه حوار «قاسم الريمي» زعيم تنظيم القاعدة
فيما نشره التنظيم في 30 أبريل 2017، والذي حرض فيه بشكل صريح الفروع القاعدية المنتشرة
في كلتا الدولتين.
وبالتالي
فإن تصاعد نفوذ الحركة في منطقة القرن الأفريقي، يمكن أن يؤثر على المصالح الإماراتية والسعودية،
في ظل تواجد مصالح اقتصادية وعسكرية لهما في المنطقة، كما أن الدور الذي تلعبه
كلتا الدولتين في الحرب على الإرهاب، والذي كان آخره الدعم القوى لقوة الساحل الأفريقي،
المُشَكّلة من جيوش خمس دول، وهي: (موريتانيا، ومالي، وبوركينافاسو، وتشاد، والنيجر)،
والتي أعلن عنها خلال قمة باريس في ديسمبر 2017، لمواجهة التنظيمات الإرهابية المنتشرة
في منطقة الساحل والصحراء، من خلال المساهمة بـ«مائة مليون يورو» للسعودية و«ثلاثين
مليون يورو» للإمارات؛ حيث إن مجمل مشاركتهما تجاوز ما قدمته بعض القوى النافذة في
تلك المنطقة، مثل: الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، وهو ما
يمكن أن يستعدي عليهما الفروع القاعدية، في ظل ما يعرف بالتواصل القاعدي، وهو ما يعطي
شباب المجاهدين دافعًا قويًّا لاستهداف مصالحهما بشكل مباشر في منطقة القرن الأفريقي،
خاصةً إذا ما كان هناك تحريض من القاعدة على الأم على ذلك.
وهذا
ما أشار إليه، المدير السابق للمخابرات الصومالية «بشير محمد جامع غوبي»، في تصريحات
أدلى بها، أن تنظيم القاعدة يخطط لشن هجمات على دول الخليج يكون مركز تدبيرها الصومال
واليمن، بعد ترابط حركة الشباب بحليفها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن،
وبعد توفر العناصر البشرية من الدول الأفريقية، وتوفر التمويل اللازم والمقدر بمئات
الملايين من الدولارات من الموانئ التي تسيطر عليها([12]).
تهديد الملاحة الدولية: يعود الاهتمام الدولي بمنطقة القرن الأفريقي لاعتبارات عديدة،
من أهمها تمتعها بمنافذ بحرية متميزة سواء كانت في البحر الأحمر أو بموقع خليج عدن
والمحيط الهندي، وهذه الطرق بمثابة شريان حيوي لنقل الطاقة النفطية من دول الخليج العربي
إلى دول أوروبا والولايات المتحدة؛ حيث تعبر من مضيق باب المندب سنويًّا نحو 12 مليون
حاوية من البضائع، إضافة إلى ناقلات النفط؛ حيث يعد أحد أهم منافذ التجارة الدولية،
وبالتالي فإن تصاعد نشاط ونفوذ حركة شباب المجاهدين يمثل خطرًا مباشرًا على
الملاحة الدولية؛ نظرًا لقدرتها على تضييق الخناق على حركة السفن في خليج عدن ومضيق
باب المندب؛ ما يهدد حركة نقل النفط الذي يمثل العصب الأساسي لاقتصادات الخليج العربي
والعالم الغربي، لاسيما في ظل تصاعد المخاوف من المشروع التوسعي للحركة والذي لن يتوقف
قبل السيطرة على القرن الأفريقي كله، وهو ما يعني اتساع دائرة الخطر على منطقة جنوب
البحر الأحمر، خصوصًا في القسم الشمالي من الصومال- جمهورية أرض الصومال- غير المعترف
به دوليًّا، والذي تسعى الحركة للتمدد إليه، وهو ما يمكن أن يمنحها إمكان الانتقال
إلى جيبوتي، التي تعد الجزء الأضعف والأهم في الوقت نفسه لإطلالها على باب المندب،
ولدورها اللوجستي في أزمة اليمن([13]).
تهديد دول الجوار: تصاعد نشاط حركة شباب المجاهدين، من
المؤكد أنه سينعكس بشكل مباشر على أمن دول الجوار؛ حيث سيدفعها إلى شن العديد من
الهجمات الإرهابية داخل أرضيها، خاصة أن الحركة قبل أن تركز نشاطها خلال السنوات
الأخيرة على الداخل الصومالي كانت تستهدف دول الجوار بهجمات إرهابية متنوعة، خاصة
كينيا التي كان لها النصيب الأكبر من هذه الهجمات، فلم يكن الهجوم الإرهابي الأخير
الذي شنه مقاتلو الحركة في الثاني من مارس 2018 شمال شرق كينيا، والذي أودى بحياة
خمسة من رجال الشرطة، سوى واحد من سلسلة هجمات خارجية اتسمت بالعنف المفرط
والدموية الشديدة.
على
غرار الهجوم على المركز التجاري «ويست جيت» بنيروبي عاصمة كينيا، في 21 من سبتمبر عام2013؛
ما أسفر عن مصرع 72 شخصًا على الأقل، من
بينهم 61 مدنيًا و6 جنود كينيين، و5 مهاجمين، وإصابة ما يقرب من 200 شخص، وفي أبريل
2015، قامت الحركة
بالهجوم على جامعة «غاريسا» بشمال شرق كينيا راح ضحيته 147 شخصًا، منهم ما يقرب من
70 طالبًا وأربعة من المسلحين الذين شاركوا في الهجوم، إضافةً إلى عشرات المصابين،
كما نفذت الحركة سلسلةً من الهجمات،
بعضها ببلدة «ميكتوني» الساحلية، التي راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل، كما بدأت
الحركةُ تستهدف القوات الدولية من جديد، من خلال بعض العمليات التي كان أشهرها
العملية التي حدثت في مطلع عام 2015، وسقط فيها جنديان، من خلال هجوم بالقنابل
والأسلحة.
ترسيخ الوجود القاعدي في شرق أفريقيا: تسعى حركة شباب المجاهدين، بصفتها
ذراع تنظيم «القاعدة» في شرق أفريقيا، إلى استغلال عملياتها الداخلية في ترسيخ الوجود
القاعدي في الصومال، ومن ثم الانطلاق للتمدد في منطقة شرق أفريقيا؛ من أجل توسيع
النفوذ القاعدي حول العالم، خاصة في تلك الفترة التي تشهد تراجعًا ملحوظًا لقوة
تنظيم «داعش» في العراق وسوريا؛ بسبب الضربات القوية من قوات التحالف، التي أصبحت
تهدد بنيانه التنظيمي بشكل كبير، وبالتالي فإن تصعيد الحركة لعملياتها الداخلية سيوطد
للوجود القاعدي في منطقة شرق أفريقيا؛ نظرًا لأهميتها الاستراتيجية من ناحية،
وقربها من القاعدة في اليمن؛ ما يمكن أن يخلق حالة من التعاون القاعدي في تلك
المنطقة.
وأخيرًا، وفي ضوء ما سبق يمكن القول: إن نشاط حركة شباب المجاهدين
الصومالية المتصاعد، صار يمثل خطرًا حقيقيًّا يهدد أمن واستقرار منطقة القرن الأفريقي،
خاصة مصالح الدول الغربية الكبرى، إضافة إلى بعض دول الخليج، في ظل وجود العديد من
المصالح العسكرية والاقتصادية لها في هذه المنطقة؛ الأمر الذي بات يفرض ضرورة وضع
استراتيجية متكاملة تتعاون فيها كل القوى الدولية والإقليمية لمواجهة الحركة
والقضاء عليها، يكون نقطة البداية فيها، مساندة الحكومة الصومالية والمساعدة في
إعادة بناء الجيش الصومالي الوطني؛ كونه سيقع عليه العبء الأكبر في مواجهة «شباب
المجاهدين» واقتلاع جذورها من الأراضي الصومالية، وذلك تزامنًا مع مواجهة أخرى لا
تقل صعوبة عن المواجهة العسكرية وهي المواجهة الفكرية، حتى تكون المواجهة شاملة، وبدون
هذه الاستراتيجية ستظل حركة شباب المجاهدين تمثل الخطر الذي يهدد المنطقة، وربما
القارة الأفريقية بأكملها خلال الفترة المقبلة.
[2] ) تساؤلات حول مستقبل الصومال في ظل تصاعد هجمات
حركة الشباب: موقع الإمارات اليوم.
http://www.emaratalyoum.com/politics/reports-and-translation/2017-11-20-1.1045718
[3] ) تساؤلات حول مستقبل الصومال في ظل تصاعد هجمات
حركة الشباب: موقع الإمارات اليوم.
http://www.emaratalyoum.com/politics/reports-and-translation/2017-11-20-1.1045718
[4] ) القيم والمبادئ المشتركة بين الرئيس وحسن خيري
وراء تعيين الأخير رئيسًا للوزراء- مركز مقديشو للبحوث والدراسات.
goo.gl/Vom4gb
[5] ) تأثيرات الانشقاقات داخل «شباب المجاهدين» في
الصومال – موقع السياسة الدولية.
http://www.siyassa.org.eg/News/15424.aspx
[6] ) «مسيرة الصمود» عنوان وثائقي ضخم نشرته حركة
الشباب المجاهدين عن أميرها السابق الشيخ مختار أبي الزبير- وكالة شهادة الإخبارية
goo.gl/ANi5P7
[7] ) مرحلة جديدة: أسباب الاستهداف
الأمريكي لحركة «شباب المجاهدين» الصومالية - مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة.
goo.gl/eNriiN
[8] ) الرئيس «فرماجو» والتحدي الإرهابي.. أوراق القوة
والضعف – موقع مجلة السياسية الدولية
http://www.siyassa.org.eg/News/12013.aspx
[9] ) «دليل الحركات الإسلامية في العالم» :- العدد
الأول- الطبعة الثالثة مارس 2006
مركز الأهرام للدراسات
السياسية والاستراتيجية-القاهرة – ص 73
[10] ) قائد القوات الأمريكية في أفريقيا: حركة الشباب
تشكل خطرًا على الصومال والمنطقة- موقع الصومال الجديد goo.gl/Y1MRpE
[11] ) علي بكر :-«استراتيجية مواجهة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب – دراسة مقارنة
مع الحالة المصرية» - مركز المسبار للدراسات –أكتوبر 2007 – دبي، الإمارات- ص : 136
[12] ) حركة الشباب الصومالية ومخاطرها على الأمن الخليجي.
goo.gl/XG7Yq9.
[13] ) مسيرة القاعدة وداعش في الصومال.. قراءة في المآلات
والنتائج – موقع الراصد
http://www.alrased.net/main/articles.aspx?selected_article_no=7685