مركب الارهاب يغرق في ادلب.. الفصائل تنشق عن بعضها وتتراشق الاتهامات
خرج فصيل ما يسمى بـ«أنصار التوحيد» الذي كان يعد امتدادًا لفصيل آخر يسمى بـ«جند الأقصى» ليعلن انشقاقه وانسحابه من غرفة العمليات التي كان يعمل تحت إشرافها في إدلب والتي عرفت باسم «وحرض المؤمنين» العاملة في إدلب، ليثير حالة من الجدل الكبير داخل أوساط الفصائل السورية، والتي تأتي في مقدمتها محاولاته للإنسحاب من معاهدة الحماية الموقعة مع تنظيم «حراس الدين» في أبريل 2018، والدفاع عن أي تهم تطاله بالارتباط بتنظيم القاعدة أو غيره من الجماعات والتنظيمات المصنفة على لوائح الإرهاب.
للمزيد: هكذا تراوغ هيئة تحرير الشام تركيا في سوريا
الانشقاق لنفي تهم الإرهاب
أعلن فصيل «أنصار التوحيد» المنضوي تحت ما تعرف بغرفة عمليات «وحرض المؤمنين»، العاملة في إدلب والتي تضم عددًا من الفصائل السلفية الأكثر تشدداً هناك، انشقاقه عن غرفة العمليات، إذ كشف في بيان له عبر معرفاته الرسمية بمواقع التواصل الإجتماعي بـ«أنه جماعة مستقلة لا تربطه بيعة تنظيمية خارجية أو داخلية، سرية كانت أو علنية، ولا ينضوي تحت أي غرفة عمليات، وأنه ليس له حلف مع أي جماعة أو فصيل، مؤكدًا أن معاركه قائمة على الاستقلالية أو بالتنسيق مع بعض الفصائل، دون تحديدها».
ويأتي سبب الانشقاق والخروج الفعلي لأنصار التوحيد من الغرفة المشكلة في إدلب والتي يعمل تحتها فصائل تنتمي لتنظيم القاعدة الإرهاب، إلى محاولات «أنصار التوحيد» لنفي أي ارتباط لها بالتنظيمات والجماعات المصنفة ضمن قوامئ الإرهاب في سوريا، حيث خرجت الانتقادات الموجهة لهم عقب إعلان انشقاقه من قبل تنظيم «حراس الدين» الذي يعد فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا، ويشكل الفصيل الأكبر في التحالف، حيث نفت أن يكون من مؤسسي غرفة العمليات، بل التحق بها لاحقاً، ملمحة إلى أن انسحابه يأتي استجابة للضغوط التركية على فصائل المعارضة للقبول بالاتفاقات الروسية التركية حول إدلب.
معاهدة الحماية
واعتبرت حسابات تابعة لتنظيم «حراس الدين» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن «أنصار التوحيد» أراد في بيانه الانشقاق، هو إعلان انسحابه من معاهدة الحماية الموقعة مع «حراس الدين» في أبريل 2018، وكذلك التأكيد على استقلاليته دفعاً لأي اتهام قد يطال اللواء بالارتباط بتنظيم «القاعدة» أو غيره من الجماعات المصنفة على لوائح الإرهاب، والابتعاد قدر الإمكان عن شبهات الإرهاب، مؤكدين أن توقيت إعلان بيان الانشقاق ومضمونه يشيران إلى هذا التوجه، كما كان لافتاً إعادة نشر هذا الموقف من قبل الداعية السلفي المعروف، أبو محمد المقدسي، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «التليجرام».
امتداد الفرع الإرهابي
يعد فصيل «أنصار التوحيد» امتداد فصيل آخر كان يسمى بـ«جند الأقصى» الذي أسسه الإرهابي المدعو «أبو عبد العزيز القطري» منتصف عام 2012، وبعد عامين من التأسيس لقي «القطري» مصرعه في ظروف غامضة عام 2014، ووجدت جثته في بلدة «دير سنبل» قرب مقر جبهة «ثوار سوريا» المنحلة، واتُّهم المدعو «جمال معروف» قائد الجبهة آنذاك بتصفيته.
شكّل «أنصار التوحيد» في أكتوبر 2018 مع كل من تنظيم «حراس الدين» وجبهة «أنصار الدين، وأنصار الإسلام»، غرفة مشتركة حملت اسم «وحرض المؤمنين»، وعمل جميع مقاتلوها في إدلب، وبشكل أساسي في ريف اللاذقية الشمالي وصولًا إلى الريف الغربي لحماة، حيث يعد فصيلًا مشكلًا من بقايا «جند الأقصى» الذي قامت الفصائل وهيئة تحرير الشام بتفكيكه، ولم يبق منه سوى لواء الأقصى الذي بايع فيما بعد تنظيم داعش الإرهابي.
في بداية ظهور «أنصار التوحيد» كان فصيل «جند الأقصى» يعد من أبرز الفصائل المقربة لـ«هيئة تحرير الشام» -جبهة النصرة سابقًا، وسار على نهج السلفية الجهادية، حيث امتنع عن قتال تنظيم داعش الإرهابي في سوريا بشكل كلي، الأمر الذي أحدث خلافًا بينه وبين الفصائل الآخرى أواخر عام 2015 مما أدى إلى نشوب اقتتال داخلي، أسفر عن خروج عدد من مقاتلي «جند الأقصى» وانشقاقهم عن الفصائل التي فرضت اتفاق بين «تحرير الشام وأحرار الشام» وتم تشكيل «أنصار التوحيد» في مطلع مارس 2018، بقيادة المدعو «أبو دياب سرمين».
للمزيد: لا فائز بالحرب في «إدلب».. انتهاكات تركية مستمرة رغم إعلان الهدنة





