ad a b
ad ad ad

هكذا تراوغ هيئة تحرير الشام تركيا في سوريا

الثلاثاء 05/مايو/2020 - 11:04 ص
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

شهدت الآونة الأخيرة توترًا ملحوظًا، بين فصيل «هيئة تحرير الشام»، وقوات الجيش التركي في سوريا، على خلفية سعي أنقرة تسيير دوريات عسكرية على الطريق الدولي «M4» أتستراد اللاذقية–حلب الدولي. 



 هكذا تراوغ هيئة

وبدأ فصيل «هيئة تحرير الشام» –جبهة النصيرة سابقًا- بقيادة «أبو محمد الجولاني» باستخدام المراوغة بشكل متكرر؛ لتصيد القوات التركية في سوريا، واستغلاله الأوضاع في منطقة «خفض التصعيد» والأحداث التي جرت على الطريق الدولي «M4» اللاذقية-حلب، بفض الأتراك اعتصام الكرامة؛ لتسير دورياتها العسكرية؛ إذ قامت بمنع رتل تركي من دخول مدينة حلب السورية.


ويأتي هذا الأمر، في الوقت الذي عملت فيه الهيئة على إعادة تشكيل نفسها داخليًّا واستحداث عدة ألوية جديدة، واستقدام تجهيزات عسكرية، واستنفارًا عكسريًّا؛ استعدادًا منها للوقوف بوجه القوات التركية، على عكس ما بدر منها باعتذارها عن قيام عناصرها بتهديدهم بقطع رؤوسهم في ريف إدلب، حال مرورهم من الطريق الدولي.


للمزيد: إعادة هيكلة.. «تحرير الشام» تستغل وقف إطلاق النار في إدلب وتعيد تشكيل أوراقها



 هكذا تراوغ هيئة

توتر بين الهيئة والأتراك

وقطعت عناصر «هيئة تحرير الشام» الطريق على رتل عسكري تركي، ومنعهم من المرور للدخول إلى مدينة حلب السورية، عن طريق إيقافهم عند مدخل مدينة «دار عزة» الواقعة غرب حلب.


لم يكن قطع طريق الهيئة على الأتراك هو الأول من نوعه؛ إذ أقدم الأخير على قطع الطرق على الشاحنات التابعة لهيئة تحرير الشام، بانتشار القوات التركية بالقرب من مفرق بلدة كتيان، مقطعة باتجاه معارة النعسان مع ريف حلب، كما انتشرت عدة آليات تركية في كل من معارة النعسان وشلخ؛ لمنع مرور السيارات الكبيرة، وذلك في إطار رفض الأتراك إقامة علاقات تجارية بين الفصائل والجيش السوري.


وردت الهيئة على هذا الأمر؛ إذ أزالت السواتر الترابية وفككت الألغام ضمن المنطقة الفاصلة بين معارة النعسان وميزناز بريف حلب الغربي؛ وذلك بغية فتح ممر تجاري جديد، يربط مناطق نفوذها مع مناطق سيطرة قوات الجيش العربي السوري، إضافةً إلى تحريض المدنيين؛ لقطع طريق «باب الهوى» الواقع قرب بلدة «حزانو» شمال إدلب على الأتراك؛ لمنعهم من المرور على الطريق الدولي.


في هذا الصدد، لم يتوقف الاثنان عند حد قطع الطرق على بعضهم البعض، بل أصبح هناك استنفار أمني عسكري بين الجانبين وبات ملحوظًا استعدادهما لشن عمليات عسكرية.


وتستغل هيئة تحرير الشام الوضع في منطقة «خفض التصعيد»، التي تشهد صمتًا قتاليًّا من 15 مارس 2020، وقامت بحشد عناصرها، من خلال قيامها بتغير داخلي لها؛ إذ استحدثت في هيكلها الجديد عدة ألوية، تعمل ضمن صفوفه في مدينة إدلب، وهي ألوية «طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام، أبو محمد شورى، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن الخطاب، وسعد بن أبي وقاص».



 هكذا تراوغ هيئة

مرواغة دائمة

وعلى الجانب الآخر، سعت الهيئة على استخدام المرواغة كحيلة على خلفية ما قام به عناصرها من منع دخول الأتراك إلى مدينة حلب؛ لتجنب مواجهة القوات التركية بطريقة مباشرة من جهة، واستخدام المدنيين لصالحها من جهة أخرى؛ إذ قام عناصرها بإطلاق تهديدات مباشرة للجنود الأتراك، بقطع رؤوسهم في ريف إدلب، حال مرورهم على الطريق الدولي؛ حيث أظهر مقطع فيديو مصور لعدد من عناصر الهيئة، وهم يصورن الرتل التركي والجنود الأتراك، وهم يقفون خلفه، في منطقة «خفض التصعيد».


ووجه أحد عناصر الهيئة حديثه للأتراك، مهددًا إياهم، قائلًا: «نحن نحبكم وسنضع رؤوسكم هنا على الطريق، لن نأخذها معنا لا تخافوا»، الأمر الذي دفع الأتراك على استقدام قوات عسكرية جديدة من قبل معبر «كفرلوسين» الواقع شمال إدلب، يتألف من 20 آلية تحمل معدات لوجيستية باتجاه منطقة «خفض التصعيد»؛ حيث بلغ عدد الآليات التي دخلت الأراضي السورية منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد 2830 آلية، إضافةً لآلاف الجنود.


وشرعت الهيئة عبر منصاتها الإعلامية، عقب دخول القوات التركية الجديدة إلى سوريا، ومحاولة فض «اعتصام الكرامة» الموجود بالقرب من بلدة النيرب شرق إدلب، على الطريق الدولي «M4» أتستراد اللاذقية-حلب، إلى التبرؤ من عناصرها المسيئين للجيش التركي في إدلب؛ حيث توعدت بملاحقتهم، وقامت بنشر بيان اعتذار، عبر وكالة «إباء» الناطقة باسم الهيئة باللغة التركية، وقامت بحذفه بعد ذلك، زعمت خلاله رفض التصريحات التي أطلقها بعض عناصرها ووعيدهم بقطع رؤوس الجنود الأتراك في إدلب، وأنهم يمثلون أنفسهم فقط.

للمزيد: لا فائز بالحرب في «إدلب».. انتهاكات تركية مستمرة رغم إعلان الهدنة

 

"