ad a b
ad ad ad

لا فائز بالحرب في «إدلب».. انتهاكات تركية مستمرة رغم إعلان الهدنة

الخميس 19/مارس/2020 - 12:10 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

تجددت الأزمة داخل الساحة السورية، رغم جلوس الوفد العسكري الروسي مع أنقرة في عقر دارهم لبحث أزمة إدلب؛ حيث كان لتصريحات وزير الدفاع التركي «خلوصي أكار» رأي آخر يمكن أن يدخل فيما يسمى بـ«المكابرة» بإعلانه مواصلة العمليات العسكرية رغم التوصل لاتفاق يلزم الأخيرة وقف إطلاق النار، ما يؤكد أنه لا يوجد فائز بالحرب في المدينة السورية، التي يتنازع عليها الجميع، إضافة إلى وجود مخاوف عدة من قبل دول الاتحاد الأوروبي بالتأثير بالسلب عليها من قبل العمليات العسكرية هناك التي ستزيد من تدفق اللاجئين إليها بشكل كبير.


وزير الدفاع التركي
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار

مواصلة الانتهاكات


بات وزير الدفاع التركي «خلوصي أكار» متذبذبًا في تصريحاته حول إدلب، فعقب إعلانه أن اللقاءات مع الوفد العسكري الروسي في أنقرة ستتواصل من أجل وقف دائم لإطلاق النار في إدلب، وأنهم توصلوا إلى اتفاق بدرجة كبيرة، إلا أن أنقرة تواصل الحرب، وأكد وزير دفاع أردوغان أن انسحاب القوات التركية من المدينة أمر غير مطروح، بالرغم من انسحاب الآليات التركية الثقيلة من نقاط المراقبة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، وذلك بحسب وكالة «نوفوستي» الروسية.


وفي 5 مارس الجاري توصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، إلى حزمة قرارات لتخفيف التوتر في إدلب السورية تشمل إعلان وقف إطلاق نار في المنطقة من 6 مارس 2020، وإنشاء ممر آمن في مساحات محددة.


لا فائز بالحرب في

أنقرة لن تقرر مصيرها وحدها


بالرغم من مرور عام ونصف على التفاوض بين روسيا وتركيا حول منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية التي تفصل المنطقة الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية عن الأراضي التي تسيطر عليها ما يسمى بـ«المعارضة»، أكد «جميس جاي كارافانو»، نائب رئيس دراسات السياسية الخارجية والدفاع في مؤسسة «هيريتاج»، أن قوات عدة تشارك في الحرب السورية، وكلها مستعدة للقتال حتى آخر سوري، ويضيف أنه من حسن الحظ أن الولايات المتحدة لا تشارك في هذا القتال الذي يتحول إلى صراع آخر لا نهاية له، والجميع خاسرون فيه.

وخلال تقرير لنائب رئيس دراسات السياسية الخارجية والدفاع، أكد أن تركيا دائمًا تعجز عن حل أي مشكلة كبيرة بمفردها، وأنها تعمل على تحقيق التوازن بين روسيا وإيران والولايات المتحدة والناتو والاتحاد الأوروبي، موضحًا أن العملية السياسية الجغرافية المعقدة لا تترك مجالاً للرئيس التركي للمناورة؛ إذ لا يمكنه أن يميل إلى أحد الأطراف من دون إثارة الأطراف الأخرى؛ مشددًا على أنه لن توجد هناك مناورات صغيرة يمكن أن تنتهجها لتحقيق مصلحتها بشكل كامل، ويعني هذا أن تركيا على الأرجح ستكون جزءاً من حل للعديد من القضايا ولكن من المستبعد أن تكون الجهة الوحيدة التي تقرر مصيرها.

للمزيد: إدلب.. معركة النفس الأخير بين روسيا وتركيا


مخاوف أوروبية

في المقابل، أكد مركز «جسور» للدراسات المتعلقة بالشأن السوري، أن المخاوف الأوروبية في تزايد مستمر من تدفق موجات جديدة من اللاجئين حال استمرار العمليات العسكرية في إدلب، وذلك على غرار الموجة الأولى التي شهدتها دول الاتحاد الأوروبي عام 2015، بسبب عدم قدرة الحسم العسكري الروسي في إدلب على تقديم حلّ لمسألة المقاتلين الأجانب وخاصة المنحدرين من البلدان الأوروبية؛ إذ يمكن لهذا السيناريو أن يدفعهم للعودة مجدداً إلى بلدانهم، وهنا تبرز أهمية الدور التركي في إدلب بالنسبة للدول الأوروبية.


وأوضح المركز، خلال تقرير له جاء بعنوان «طبيعة الموقف الأوروبي من التصعيد في إدلب»، أنّ الموقف الأوروبي ليس موحداً من التعاطي مع هذا الملف، وخاصة فيما يتعلق بالتجاوب مع المطالب التركية الخاصّة بمواجهة أزمة إدلب، حيث أبدت بعض الدول تحفظاتها، إذ عبّرت ألمانيا عن تقديم المزيد من الدعم المالي لتركيا، في مواجهة أزمة اللاجئين، فيما أعلنت هولّندا موقفاً داعماً لتأسيس منطقة حظر جوي في إدلب، ومنع تكرار الهجمات الجوية، مع إيجاد آلية مراقبة دولية.


ونوّه المركز إلى أن تركيا لا تسعى فقط للحصول على دعم من دول الاتحاد الأوروبي فيما يخص أزمة إدلب، وإنّما تعمل على إعادة تعريف علاقتها مع بروكسل، بعد تجميد المفاوضات الخاصة بانضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي، وعدم إحراز تقدّم في مجال إعفاء مواطنيها من تأشيرات الدخول وتعديل النظام الجمركي، كما ترغب تركيا بالمزيد من تجاوب كتلة الاتحاد الأوروبي في حلف شمال الأطلسي مع المصالح التركية الأمنية.

للمزيد: لهذه الأسباب.. استهداف قوات أردوغان في إدلب ضرورة

 

الكلمات المفتاحية

"