بعد إعلان دعمها لحفتر.. هكذا تُهدد تركيا القبائل الليبية
الإثنين 04/مايو/2020 - 01:55 م
أحمد عادل
تحاول تركيا عبر ميليشياتها والمرتزقة التي تم نقلهم من سوريا إلى ليبيا، النيل من القبائل التي لقنت أنقرة، صفعة كبيرة، بعد إعلان دعمهم الكامل لمجلس النواب والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، ورفضهم للتدخل التركي في البلاد.
وبات يتعامل نظام أردوغان مع الأغلبية الساحقة من الشعب الليبي، خصوصًا القبائل، كما يتعامل مع الأكراد في سوريا، بالكثير من العنجهية وروح الانتقام، بعد رفضهم مخطط السيطرة على البلاد الغنية بالنفط والغاز، وهو ما جعله يبيح كل الوسائل لقمعهم.
وتحاول الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق استهداف المدن الرئيسية الداعمة لقوات الجيش الوطنى الليبى وخاصة مدينة ترهونة غرب البلاد، التى تعد أحد القواعد الرئيسية للقوات المسلحة الليبية وخط الإمدادات الوحيد لها فى محاور القتال بمدينة طرابلس، حيث استهدافت في أبريل 2020، مدينة ترهونة بالصواريخ، الأمر الذي أدى إلي مقتل عدد من المدنيين بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى استهداف عدد من المواقع بواسطة الطيران التركى المسير الذى يخرج من قاعدة معيتيقة العسكرية فى طرابلس.
العجيلي البريني
والمتتبع لتحركات الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق خلال الأيام الماضية يلاحظ أن هناك تمسكًا بدخول مدينة ترهونة بأى شكل من الأشكال، وهو ما دفع حكومة الوفاق لقطع المياه والكهرباء وخدمات الاتصالات عن المدينة التى تتعرض لحصار خانق منذ عدة أسابيع.
واتهم رئيس المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، العجيلي البريني، النظام التركي، الخميس 30 أبريل 2020، بالتخطيط لتهجير القبائل الليبية من بلادهم. وقال: إن أردوغان يعتبر كل ليبي غير تابع لمشروعه عدوًا لابد من القضاء عليه بالقصف، والحصار والتهجير والترويع والتجويع وحرمانه من الخدمات الأساسية.
وأضاف البريني، أن التدخل التركي في ليبيا تزامن مع حملة إعلامية عنصرية ضد القبائل وضد المدن والقرى الداخلية المؤيدة للجيش الوطني، مقابل الإشادة بمن وصفهم أردوغان بأتراك ليبيا في محاولة منه لتمزيق النسيج الاجتماعي في البلاد، وتابع قائلًا: «لذلك نرى أول أهداف المرتزقة والإرهابيين حاليًّا هو ضرب القبائل كبني وليد وترهونة والنواحي الأربع، وتوجيه التهديدات المعلنة لبقية القبائل في كامل أرجاء ليبيا، وكانه يثأر منها بسبب تاريخها الطويل في مقاومة أجداده العثمانيين».
علي التكبالي
فيما أعلن عضو مجلس النواب الليبي علي التكبالي، أن الأتراك فرضوا تقاليد جديدة على الميلشيات في ليبيا ، وأهمها عسكرة المرافق العامة؛ مشيرًا إلى أن الجماعات الإرهابية باتت تخبئ أسلحتها في المستشفيات والجامعات والمساجد، وحين يقصفهم الجيش يتحججون بأنها مراكز مدنية، ومن حقهم الاختباء بها.
وأضاف التكبالي أن سكان طرابلس يدركون حقيقة تلك المليشيات المسلحة ، ولكن العالم يغمض عينيه للأسف ، متهمًا النظام التركي بأنه لا يستثني أداة أو وسيلة مهما كانت محرمة دينيًا وممنوعة قانونيًا ومرفوضة أخلاقيًا، في العمل على تحقيق أهدافه، مع اعتماده على أبواقه وأبواق حلفائه لتزوير الحقائق، وقلب المعطيات.
وفي 23 أبريل 2020، بادرت قبائل الأشراف والمرابطين في شرق البلاد إعلان تأييدهم لقائد الجيش الوطني لإدارة شؤون البلاد وقتال المرتزقة، وفي 28 أبريل أعلنت قبائل ترهونة قبولها دعوة حفتر وتفويضه لقيادة ليبيا، ومن قبلهم دعمت قبائل برقة وبعض القبائل في المنطقة الغربية تحركات الجيش الوطني لصد الميليشيات المرتزقة.
وأظهرت دعوة المشير خليفة حفتر وجود اصطفاف من القبائل الليبية لمواجهة التوغل التركي والإخواني في البلاد، كما أضعفت السيناريو التركي الساعي لتقسيم البلاد إلى شرق وغرب.
وأعلن المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، العالم، قبول تفويض الشعب الليبي لإدارة شؤون البلاد، وإسقاط اتفاق الصخيرات السياسي وكل من انبثق عنه من أجسام، مثل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج، والمجلس الأعلى للدولة، إذ أكد خلال كلمة متلفزة مساء الإثنين 27 أبريل 2020، استجابة الجيش لإرادة الشعب في تفويضه؛ لتسيير شؤون البلاد، وإسقاط اتفاق الصخيرات السياسي، مؤكدًا أن الاتفاق دمر البلاد، وقادها إلى منزلقات خطيرة، وأن القوات المسلحة الليبية ستستكمل مسيرتها في تحرير البلاد من الإرهاب، وحماية حقوق الليبيين، والسعي لتهيئة الظروف، لبناء دولة مدنية مستقرة.





