بالتبرؤ من «اجتماع زوارة» المشبوه.. قبائل الغرب الليبي تنتفض ضد الإسلاميين
الأربعاء 06/مارس/2019 - 07:35 م
سارة رشاد
حالة قلق مازالت تسيطر على إسلاميي ليبيا، منذ نجاح القائد العسكري للجيش الليبي، المُشِير خليفة حفتر، في حسم معاركه في الجنوب.
ورغم
عدم إفصاح الجيش الليبي بشكل صريح عن نيته
في أن يكون الغرب الليبي، وعلى رأسه العاصمة طرابلس، الخطوة القادمة، فإن قراءات
الإسلامويين جميعها تبرز تخوفاتهم من أن تكون المحطة القادمة لـ«حفتر» هي الغرب بعدما
نجح الجيش في إحكام قبضته على الشرق والجنوب ومدن وسط ليبيا.
وفي تعبير عن حالة القلق، نظّم الإسلاميون اجتماعًا في غرب ليبيا، الثلاثاء 5 مارس 2019، قالوا: إنه جمع ممثلين عن القبائل الغربية، بمدينة زوارة (تبعد 60 كم عن الحدود التونسية)، وخلص الاجتماع في بيانه إلى رفض وإدانة أي تحرك مرتقب للجيش الليبي في الغرب.
فائز السراج
وتضمن الاجتماع كلمةً لرئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، الذي تطرق فيها إلى اللقاء الذي جمعه بالمشير خليفة حفتر، الأسبوع الماضي، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، واتفقا فيها على ضرورة إنهاء الفترة الانتقالية في أسرع وقت وإجراء انتخابات في البلاد.
وخلال كلمته تحدث «السراج» إلى المعترضين على الاتفاق من الحضور، قائلًا: «لمن يعترضون على مثل هذه اللقاءات، ما هو البديل برأيكم؟ السلام هو خيارنا، والبديل يأخذنا لصراع مسلح وحرب أهلية، والمزيد من الدماء وتدمير المنشآت والممتلكات وموت الشباب، ولن يكون هناك رابحًا في هكذا صراع، بل هناك خاسر واحد هو الوطن».
إلى جانب ذلك، جدد «السراج» الشروط التي وضعها في اجتماعه مع «حفتر»، من حيث مدنية الدولة والفصل بين السلطات وتداول السلطة، على الحضور محاولًا طمأنتهم.
من جانبها تناولت صفحات إسلاميين على مواقع التواصل الاجتماعي، لقاء حفتر والسراج بنوع من الريبة، إذ نشرت سيناريوهات تزعم بأن هناك مؤامرة عربية دولية تُحَاك ضد الغرب الليبي لتمهيد دخول «حفتر» إليه، واستندوا في ذلك إلى عقد الاجتماع المشار إليه في الإمارات الداعمة لحفتر، لاسيما تدعيم شخصيات دولية للنتائج التي خلص إليها.
حالة فزع
عكست هذه السيناريوهات المتخيلة حالة الفزع المسيطرة على الإسلاميين الليبيين، من احتمالية تقدم حفتر إلى الغرب بمباركة دولية، ما يفسّر الاجتماع الذي عقدوه في زوارة، وحضره رئيس حكومة الوفاق.
وبينما يعتبر الاجتماع محاولة من قبل الكيانات الإسلاموية الليبية، لاستباق أي تحرك عسكري لحفتر غربًا مستخدمة في ذلك القبائل الغربية، جاءت الصدمة في سيل البيانات الصادر، منذ الثلاثاء 5 مارس وحتى صباح الأربعاء 6 مارس، عن تلك القبائل، التي أعلنت رفضها للاجتماع وتبرؤها منه.
وفي بيان مشترك بين ست مؤسسات بمدينة الزنتان، هم: «مجلس أعيان الزنتان»، و«مكتب المنسق الاجتماعي»، و«القوة المساندة للقوات المسلحة»، و«تجمع أبناء الزنتان»، و«أسر الشهداء بالزنتان» و«حراك دعم المؤسسات»، استنكر الموقعون الاجتماع الذي قيل إن المدينة مُثلت فيه، واعتبر البيان أن الاجتماع محاولة لإشعال نار، تم الزج باسمهم فيها، مؤكدين موقفهم الثبات في دعم القوات المسلحة الليبية والوقوف إلى جانب الوطن.
ومن جانبه أصدر كل من المجلس البلدي وأعيان ومشايخ وأهالي الرجبان، بيانًا الثلاثاء 5 مارس، حول اجتماع «زوارة» تلاه الشيخ حسين العكرمي الذي كان ضمن المشاركين بالاجتماع، مؤكدًا أن المخرجات التي جاء بها البيان الختامي، تم تغييرها عن عمد من اتفاقات اجتماعية تخص القبائل إلى عمل مناهض للمؤسسة العسكرية والقوات المسلحة.
وفي وقفة أمام مقر البلدية، تلا المشايخ والمجلس البلدي بيانًا، وجهوا فيه شكر للقوات المسلحة الليبية، ومؤكدين دعمهم لها ضد الجماعات الإرهابية.
واستنكر أهالي الرجبان محاولات البعض تكييف الاجتماع ضد المؤسسة العسكرية والنيل من انتصاراتها شرق البلاد وغربها وجنوبها. وأضاف: «نؤكد دعمنا للمؤسسة العسكرية بقيادة المشير خليفة بلقاسم حفتر وكل قيادات الأركان والمناطق العسكرية التابعة للقيادة العامة».
بدوره أصدر المجلس الأعلى لقبائل ومشايخ النوائل، غرب ليبيا، بياناً تبرَّأ فيه من الشخص الذي حضر الاجتماع باسم القبيلة، مؤكدًا أنه انتحل صفة تمثيل القبيلة في الاجتماع.
وحملت تلك البيانات كافة إحراجًا لمنابر جماعات الإسلام السياسي التي حاولت تقديم الاجتماع، كما لو أنه معقود لرفض التحرك العسكري لقوات الجيش الليبي، إذ جاءت بيانات القبائل لإحباط التحرك الإسلاموي الاستباقي في الغرب لأي تحرك للجيش.
وكان نحو مائة شخص من المحسوبين على التيار الإسلامي في ليبيا، نظموا وقفة أمام مقر الأمم المتحدة، مطالع الأسبوع الجاري، للتعبير عن رفضهم لاجتماع أبو ظبي الذي رحبت به الأمم المتحدة نفسها، واعتبرته إنجازًا مُهمًا في المشهد الليبي.
من جانبه توقع الباحث الليبي، محمد الزبيدي، لـ«المرجع» أن يكون دخول الجيش إلى العاصمة سهلًا، مُشيرًا إلى أنه بمجرد دخوله طرابلس ستهرب قيادات الميليشيات إلى إسطنبول.
أما الباحث الليبي، عبد الباسط بن هامل، فرأى، عبر حسابه على «فيس بوك»: «عندما يحين الوقت ستتحرك القوات المسلحة لتأمين طرابلس ليس لإحراقها وتدميرها والسطو والغنائم، إنما لاستعادة هيبة الدولة والذود عنها لاستعادة سيادة البلاد التي باتت في الوحل.. لن يواجهوا إلا حاملي السلاح من المجرمين والإرهابيين الجيش سيؤمن المؤسسات والطرقات وكل المرافق سيعيد دعم أجهزة الأمن وتفعيل مراكز الشرطة وبقوة».





