يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

في ذكرى «ثورة 17 فبراير».. هل اقترب «حفتر» من تطهير ليبيا بالكامل؟

الإثنين 18/فبراير/2019 - 02:54 م
خليفه حفتر
خليفه حفتر
محمود محمدي
طباعة

أزمة تتعمق بشكل كبير يومًا بعد يومٍ، هكذا يمكن توصيف الحال في ليبيا منذ انطلاق ثورة 17 فبراير عام 2011؛ إذ تشهد ليبيا طوال تلك السنوات الثمانية صراعًا معقدًّا على السلطة بين حكومات عدة، وشرعيات متناقضة، إضافة إلى انتشار المجموعات المسلحة في أركان البلاد.


وسط تلك المعارك والاضطرابات الأمنية التي تشهدها ليبيا، ترتكز سلطة الحكومة الناتجة عن ما يُسمى بـ«اتفاق الصُخيرات» في الغرب، بينما توجد «حكومة الوفاق» التابعة للمجلس الرئاسي المعترف به دوليًّا في المنطقة الشرقية من البلاد، ويأتي بجوارها في المنطقة ذاتها تمركز موسع للميليشيا المسلحة، إضافة إلى الحكومة المؤقتة التي يدعمها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وتبقى المنطقة الجنوبية في حالة من الفوضى والغياب الأمني.


من جانبه، استغل تنظيم داعش الإرهابي الفوضى والانقسامات لتوطيد أقدامه في البلاد؛ حيث تمكن طيلة أشهر عدة من السيطرة على مدينة «سرت» مسقط رأس الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، حتى تم إخراج العناصر الإرهابية منها في أواخر 2016.


ورغم إضعاف موقعهم، إلا أن الإسلاميين المتطرفين لا يزالون يتخذون من ليبيا مرتعًا لتنفيذ اعتداءات دامية من آن لآخر، خاصة في منطقة الجنوب التي لا تنعم بقدر من الاستقرار مثل أجزاء كبيرة من ليبيا يسيطر عليها الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

أحمد المسماري
أحمد المسماري

«حفتر» يحسم الأمور

يحاول «حفتر» مدّ نفوذه مع شنه منتصف يناير الماضي حملة في جنوب البلاد الصحراوي الشاسع، من السلطات الانتقالية المتعاقبة، والذي بات ملاذًا للمهربين من كل نوع وللإسلاميين المتطرفين، ومع تلقيه دعم القبائل المحلية، تمكن الجيش من السيطرة على مدينة «سبها» كبرى مدن المنطقة إضافة إلى «الشرارة» أحد أهم حقول النفط في ليبيا.


ومنذ أن أطلق الجيش الليبي عملية «الكرامة» في مايو 2014 ضد الجماعات الإرهابية في مدينة بنغازي، وتتوالى النجاحات العسكرية، إضافة إلى تطهير أجزاء كبيرة من البلاد، كما أصدر «حفتر»، تعليمات إلى عناصر الجيش للتوجّه إلى الجنوب الليبي في أكتوبر الماضي، لمواصلة العمليات العسكرية ضد عصابات الجريمة في جنوب البلاد التي سيطرت بالكامل على منطقة مرزق جنوب غرب ليبيا، وطردت بعض الأسر الليبية من المنطقة، بحسب العميد أحمد المسماري،  المتحدث باسم الجيش الليبي.


وكشف «المسماري»، أن الجيش الليبي ينسق مع دولتي تشاد والنيجر لتنفيذ عمليات عسكرية ضد الجماعات المسلحة في الجنوب، وأن العمليات بدأت لتطهير الجنوب الليبي من قبضة العصابات.


وآخر تلك الجهود تمثلت في إعلان الجيش الوطني الليبي، نشر تعزيزات أمنية، تابعة لقوات «الدعم المركزي» بمختلف الطرق العامة والمفترقات في «سبها»؛ إذ يأتي هذا التحرك لتأكيد استتباب الأمن داخل المدينة، عقب تطهيرها من العصابات الإجرامية من قبل القوات المسلحة الليبية.

في ذكرى «ثورة 17

خريطة السيطرة

قاد المشير حفتر، الجيش إلى التمدد والسيطرة بالكامل على مدينة بنغازي بعد ثلاث سنوات من القتال تقريبًا، فيما تمكنت القوات الداعمة لحكومة الوفاق، من بسط سيطرتها على «طرابلس» العاصمة، بعد أن اقتسمتها لأشهر طويلة مع حكومة «الإنقاذ»، ورغم ذلك فإن نفوذها تراجع بشكل ملحوظ في مناطق واسعة جنوبي ووسط البلاد.

 

وبالنظر إلى الخريطة الاستراتيجية والسياسية لليبيا في الوقت الراهن، نجدّ أنّ الجيش أصبح مسيطرًا على مناطق واسعة شرقي البلاد وجنوبها؛ إذ أنهى معركته الرئيسية في بنغازي، وكذلك تمكن من تحرير «درنة»، ليخرج «حفتر» بعدها ويلوح بإمكانية دخول الجيش إلى طرابلس، قائلًا: «حينما نرى الوقت المناسب سنتحرك نحو طرابلس، وستسير الأمور بشكلها الصحيح، وفي حال دخول الجيش لطرابلس، فإن ذلك سيثلج صدر الجميع».

 


للمزيد.. «كعكة طرابلس».. هل يتحرك «حفتر» لإنقاذ العاصمة من موجات العنف؟

"