ميليشيات بلا شرعية.. «إخوان ليبيا» يتخوفون من النوايا التونسية تجاههم
تسببت تصريحات وزير الدفاع التونسي عماد الحزقي, بشأن ضبط الأوضاع على الحدود مع ليبيا، في إثارة مخاوف «إخوان ليبيا» من تبدل الموقف التونسي، خاصة مع تقدم قوات الجيش الوطنى الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وفي 15 إبريل
2020، تحدث وزير الدفاع التونسي عماد الحزقي, خلال استضافته على فضائية "حنبعل"
المحلية الخاصة، عن الأوضاع على الحدود "التونسية ــــ الليبية", وتطرق إلى ملف عودة
التونسيين من ليبيا بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، مشيرًا في هذا الإطار إلى أنه
يتم التنسيق مع "الميليشيات" التي تسيطر على المعابر البرية لاستقبال التونسيين العائدين
من ليبيا.
وأوضح "الحزقي" أن
انتشار كورونا في ليبيا يقلق الحكومة التونسية، مبينًا أن الوضع في ليبيا ومن بينه المنظومة
الصحية مختل، وأن هناك تخوفات من إحتمال تسلل الفيروس وانتشاره من خلال تدفق التونسيين
العائدين من ليبيا.
غضب إخواني
أثارت تصريحات «الحزقي» التي استخدم فيها مصطلح «ميليشيات» لوصف حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، غضب إخوان ليبيا، ما دفع حكومة الوفاق للاستنجاد بحليفها في تونس «راشد الغنوشي» رئيس حركة النهضة ورئيس مجلس نواب الشعب.
وفي مساء 15 أبريل 2020، أجرى رئيس المجلس الأعلى الاستشاري الليبي، القيادي الإخواني خالد المشري، اتصالًا هاتفيًّا برئيس مجلس نواب الشعب التونسي راشد الغنوشي، تطرق إلى تصريحات وزير الدفاع؛ معربًا عن دهشته من التصريحات وأثرها على العلاقة بين البلدين، ورد "الغنوشي"، مؤكدًا أهمية الاستيضاح حول التصريحات المشار إليها ومعالجتها بما يتناغم مع الموقف الثابت للدولة التونسية شعبًا وبرلمانًا وحكومة، والداعم لما وصفها بـ"المؤسسات الشرعية في ليبيا".
القانون هو المرجع
وسارعت رئاسة الجمهورية التونسية بتوضيح الموقف الرسمي من الأزمة الليبية عبر مكالمة هاتفية أجراها رئيس الجمهورية قيس سعيد في 15 أبريل، مع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، جدد فيها موقف تونس الثابت من الوضع الليبي، مؤكدًا أن تونس تتمسك وستبقى متمسكة بالشرعية.
وذكر بيان رئاسة الجمهورية التونسية، أن «القانون هو المرجع وهو الأساس» في القضية الليبية، وبين أن «التصريحات التي قد تصدر غير متسقة مع هذا الموقف، إما أنها قد تمت إساءة فهمها أو تم الترويج لها بهدف الإيحاء بتغير الموقف الرسمي التونسي».
ويقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن إخوان ليبيا يرغبون بالفعل في معرفة حقيقة ما يجري في تونس، وهل تسببت مكاسب الجيش الوطنى الليبي خلال الفترة الماضية في تغيير الموقف أم لا.
وأضاف لـ«المرجع»، أن وصف حكومة الوفاق بالميليشيات ليس السبب الحقيقي في انزعاج الإخوان، لكن الخوف الحقيقي من تغيير هيكلي في الموقف التونسي، وهناك متغيرات طرحت نفسها بعد تقدم الجيش الوطنى الليبي.
وتابع أستاذ العلوم السياسية: أن التغيير بدأ بالفعل، والبداية كانت بتصريحات وزير الدفاع التونسي، وسيكون التغيير مرحليًّا، فكلما حقق الجيش الوطنى الليبي نجاحًا سيكون هناك ضغط وتغيير في الموقف التونسي، خاصة أن تونس دولة جوار مهمة شأنها شأن الجزائر.
للمزيد: تأييد «النهضة» لقرارات «الفخفاخ».. هل يعيد «كورونا» رسم المشهد السياسي التونسي؟





