براجماتية «النهضة» تُنذر بثورة داخلية على «الغنوشي»
في رسالة موجهة لـ«راشد الغنوشي»، رئيس حركة النهضة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان في تونس) عبّر بعض أعضاء الحركة عن رفضهم السياسات المتناقضة لـ«النهضة»، خلال الأشهر الماضية، مستنكرين موقف «الغنوشي» من تصاعد الخلاف بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد، والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي.
وانتقد الموقعون على الرسالة، تعاطي «النهضة» مع الصراع الدائر بين «الشاهد» و«السبسي»، إضافة إلى موقف «الغنوشي» من التوافق مع حزب نداء تونس، حيث شملت الرسالة- المكونة من أربع صفحات، ونشرتها الصحف التونسية صباح اليوم الأربعاء 3 أكتوبر 2018، التأكيد أن استمرار دعم رئيس الحكومة، دون أي تفاهمات ولا عقود ولا تصور واضح للمستقبل ولا تشديد على ضمانات عدم الجور، قد يتسبب في إهدار أهم مكسب للثورة التونسية، بإجهاض الانتقال الديمقراطي للسلطة.
ونوّهت الرسالة التي يقف وراءها، لطفي زيتون، المستشار السياسي لرئيس الحركة، إلى أن تونس تشهد في الفترة الأخيرة مأزقًا سياسيًّا؛ يختزله صراع مفتوح بين رأسي السلطة التنفيذية، مشيرة إلى أن ثمة تحول في الموقف حدث من جانب «الغنوشي»، إذ استشعر رئيس الحركة ضعف «السبسي»، فانحاز لـ«الشاهد»؛ بما قد يتسبب في واحدة من أكبر الأزمات السياسية.
ولفت أعضاء «النهضة» إلى أن موقف رئيس الحركة يمكن أن يؤدي إلى تعطيل البرلمان، وجعل تسديد واستكمال المؤسسات الدستورية (هيئة الانتخابات والمحكمة الدستورية خاصة) متعذرًا في الوقت الحاضر.
وأبدى الموقعون تخوفهم من اطمئنان «الغنوشي» للمؤسسات الدولية، واعتقاده بأن الخارج أصبح مساندًا لموقف النهضة، ولا يرى مانعًا في تقدمها نحو السلطة وحتى في تقديم مرشح منها للرئاسة، مؤكدين أن الأحداث السياسية أكدت عدم وجود تغييرات في الوضع الإقليمي والدولي تبرر أو تدعو إلى هذا التحول في موقف الحركة، وأن الجار الغربي لم يبد منه إن كان مرتاحًا لنتائج الانتخابات البلدية أو انفراد النهضة بالحكومة.
واختتم أعضاء «النهضة» رسالتهم، بعدة توصيات لـ«الغنوشي»، منها تحذيره من نقل الأزمة السياسية إلى البرلمان، مع ما أصبح عليه من التشتت؛ بما يعطل هذه المؤسسة أو يحول دون قدرتها على استكمال بناء المؤسسات الدستورية الضرورية لإتمام عملية الانتقال الديمقراطي.





