حلم «الوفاق» بعيد المنال.. ما أهمية قاعدة الوطية العسكرية في ليبيا؟
الأحد 26/أبريل/2020 - 11:06 م
معاذ محمد
صراعات عديدة تشهدها الأراضي الليبية خلال الفترة الحالية، بين قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وميليشيات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا ويتزعمها فايز السراج، وأعلنت الأخيرة السبت 18 أبريل 2020، إطلاق عملية عسكرية على مدينة ترهونة جنوب العاصمة طرابلس، بالإضافة إلى قصفها قاعدة الوطية جنوب البلاد.
وتضع ميليشيات حكومة الوفاق، قاعدة الوطية العسكرية على رأس المناطق التي تريد السيطرة عليها، خلال صراعها الحالي مع الجيش الليبي، وتعمل جاهدة لإخراج قوات المشير خليفة حفتر منها، ولكن ما أهمية هذه القاعدة في ليبيا؟
قاعدة الوطية
بناها الأمريكان عام 1942، عقب الوصاية الدولية الثلاثية بين بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة على ليبيا "المستعمرة الإيطالية السابقة"، وسميت سابقًا بقاعدة عقبة بن نافع.
وتقع القاعدة جنوب مدينة العجيلات غرب ليبيا، وتتبع منطقة الجميل إداريًا، وتتسم بموقع استراتيجي مهم، خصوصًا أنها تغطي كل المنطقة الغربية، وتستطيع تنفيذ عمليات قتالية جوية ضد أهداف عسكرية ليس بنطاق طرابلس فقط، وإنما داخل الدول المحيطة أيضًا إن دعت الحاجة لذلك.
وما يزيد "الوطية" أهمية، أنها القاعدة العسكرية الوحيدة في ليبيا التي لا علاقة للطيران المدني، فأغلب القواعد الأخرى مثل “بنينا، وطبرق، والأبرق، ومعيتيقة، وسبها” تستعمل كمطار مدني.
وتعد قاعدة الوطية الجوية، أكبر بنية تحتية عسكرية، خصوصًا أنها تستطيع استيعاب وإيواء 7 آلاف عسكري، وتم بناؤها على أساس التحصينات المحيطة بها "التضاريس الجغرافية" كما هو حال جميع القواعد في ليبيا، بالاضافة إلى أنها تمتلك أكبر تحصينات خارجية.
وما يؤكد قوة البنية التحتية للقاعدة، أنها تعرضت لقصف مكثف من طيران الناتو عام 2011، ولكن لم يؤثر ذلك فيها، ومعظم الأضرار لحقت بالطائرات الرابضة داخلها، ومستودعات الذخيرة ومراكز الرصد والدفاع الجوي.
كما أنها قبل فبراير عام 2011، كانت مركز عمليات لأسطول مقاتلات الميراج.
ويوجد بقاعدة الوطية حاليًا غرفة عمليات تابعة للقيادة العامة للجيش منذ عام 2014، على استعداد دائم لتنفيذ مهامها ضد الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وهو ما يبرر إصرار حكومة الوفاق على قصفها والهجوم عليها، وهو ما أكده مصطفى المجمعي، المتحدث باسم ما تسمى "قوات بركان الغضب"، التابعة لفايز السراج.
فوفقًا لـ"المجمعي"، فإن القاعدة استخدمت لتنفيذ ضربات عسكرية ضد قوات بركان الغضب، طيلة الأيام الماضية، مشددًا في تصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية، الجمعة 17 أبريل 2020، على أن قواتهم تعمل على السيطرة على "الوطية" لاستخدامها في عمليات عسكرية ضد قوات المشير خليفة حفتر.





