مواجهات «سبها»... محاولة «الوفاق» لإشغال الجيش بعيدًا عن طرابلس
الخميس 18/أبريل/2019 - 07:30 م

الجيش الليبي
سارة رشاد
بخلاف كل الجهود التي تبذلها حكومة «الوفاق» المدعومة من الإسلامويين
في ليبيا، لعرقلة وصول الجيش الليبي إلى العاصمة طرابلس، استيقظت ليبيا فجر اليوم
الخميس 18 أبريل 2019، على وقع معارك جديدة شنتها قوات تسمي نفسها «قوة حماية الجنوب» (تابعة للوفاق)،
على قاعدة تمنهنت الجوية، بمدينة سبها جنوبي غرب البلاد، والواقعة تحت سيطرة الجيش الليبي.
وفي تبريرها للهجوم، زعمت «حماية الجنوب» أن عمليتها جاءت لإعادة القاعدة الجوية إلى ما أسمته «الشرعية» يقصد إدارة حكومة الوفاق، فيما جاء الرد من الجانب الآخر ممثلًا في الجيش الليبي، الذي أكد أن هجوم سبها هدفه إشغال الجيش بعيدًا عن العاصمة، لإرهاقه.

الإعلامي الليبي عبد الباسط بن هامل
محاولة لإلهاء الجيش
من جانبه، قال الناشط العسكري، محمد القبائلي، في تصريحات صحفية: إن «المجموعات المهاجمة للقاعدة الجوية، يرجح انتماؤها للعصابات التشادية التي تم طردها من الجنوب، بعمليات عسكرية دشنها الجيش الليبي، مطلع العام الجاري».
ورصد ما وقع في الساعات الأولى من الهجوم، قائلًا: «ما حصل هو هجوم من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة، تصدت لهم قوات الجيش في أثناء الاشتباكات تراجع الجيش قليلا، تم دخول العصابات في الداخل وزادت الاشتباكات وانسحبت المجموعات الإرهابية المسلحة، ومازالت الاشتباكات دائرة مع وصول تعزيزات من مدينة سبها».
وتابع القبائلي: «الهجوم كان لزعزعة الأوضاع وإلهاء الجيش، والأهم كانوا يريدون التصوير وإلقاء بيان داخل القاعدة بمقابل رقم كبير من النقود».
من جانبه، نقل موقع «المرصد» عن مصدر عسكري لم يسمه، أن «القوات التشادية المشار إليها في السابق، تحركت نحو القاعدة بقيادة الليبي، قائد حرس المنشآت النفطية السابق، إبراهيم سالم جضران».
وهو شخصية مثيرة للجدل تستدعيه حكومة الوفاق من فترة لأخرى لإثارة القلق في مواقع ترغب الحكومة في الاستحواذ عليها من الجيش الليبي.
وسبق للجضران أن نفذ عملية عسكرية فاشلة بمعاونة مرتزقة تشادية، في يونيو من العام الماضي، بمنطقة الهلال النفطي المهمة، وبتعليمات من «الوفاق» للاستحواذ عليها من الجيش، إلا أن الأخير تمكن سريعًا من طرد القوات المهاجمة، وإعادة سيطرة على الهلال.
تعليقًا على ذلك، قال الإعلامي الليبي عبدالباسط بن هامل: إن معلومات لديه تفيد بأن حكومة الوفاق دفعت 50 مليون دينار ليبي لجضران وميليشياته التشادية، مقابل تحركهم باتجاه القاعدة الجوية.
وأكد عبر حسابه على «فيسبوك» أن الهجوم انتهى فعليًا بإحكام الجيش الليبي سيطرته على «تمنهنت»، نافيًا كل ما تروجه «الوفاق» وأعوانها من أن ما تُعرف بـ«حماية الجنوب» تمكنت من السيطرة على القاعدة الجوية.

الباحث الليبي عبد الحكيم فنوش
مزاعم حول السيطرة
منذ صباح اليوم، وحتى الآن، وتنشر قنوات ومواقع إخبارية داعمة لحكومة الوفاق، أخبار تفيد بنجاح الهجوم في السيطرة على قاعدة تمنهنت، إذ قال خالد المشري، رئيس مجلس الدولة والإخواني المستقيل، عبر مؤتمر صحفي بمقر السفارة الليبية في تونس: إن قوات الوفاق تمكنت من السيطرة على الجنوب بسيطرتها على القاعدة الجوية.
وذهب إلى أبعد من ذلك، إذ أوضح أن القوات المهاجمة ستتجه نحو الجفرة، عقب سيطرتها على القاعدة، بحسب قوله.
في المقابل يحل الجيش الليبي، الذي نفى كل ما تروجه الوفاق من مزاعم حول السيطرة على القاعدة، إذ قال على لسان آمر المنطقة العسكرية سبها، اللواء مبروك الغزوي، في تصريحات صحفية: إن القوات المسلحة تمكنت من صد هجوم من وصفهم بـ«المهرجين التشاديين»، ومن وصفهم بـ«بقايا عصابة المطلوب جضران».
وأضاف: «فلول المعارضة التشادية اليائسة وبقايا عصابة المطلوب جضران المتسللة من شتات الصحراء لمطار تمنهنت طُردت وباتت ملاحقة ولم تتمكن من إثبات وجودها نظير حصتها من ميزانية الـ2 مليار التي خصصها السراج لميليشياته».
من جانبه، رأى الباحث الليبي، عبدالحكيم فنوش، أن «المعارك التي شهدتها سبها غرضها تخفيف الضغط على الميليشيات في طرابلس ومصراتة بأي شكل».
وتابع في تصريحات لـ«المرجع» أن «أسلوب تخفيف الضغط الذي تتبعه الوفاق، استخدمته من قبل عندما استخدمت الدواعش في هجوم بمدينة الجفرة، في التاسع من أبريل الجاري».
فيما يشن الجيش الوطني الليبي عملية «طوفان الكرامة» لتحرير مدينة طرابلس، ومنذ إطلاق العملية يحرض الإسلامويون ميليشياتهم على قوات الجيش، محاولين تأليب المجتمع الدولي عليهم، ويخشى الإسلاميون من تقدم الجيش نحو طرابلس وسيطرته على العاصمة، إذ سيفقدهم ذلك النفوذ الذي كونوه منذ سقوط النظام الليبي السابق.
ولهذا السبب يستدعي الإسلاميون أطرافًا خارجية مثل قطر وإيطاليا الذين يشنون من وقت لآخر حربًا إعلاميَّة على الجيش ويطالبونه بالتراجع.