هجوم ترهونة.. أردوغان يسخر كورونا لتغذية الإرهاب في ليبيا
الخميس 23/أبريل/2020 - 06:03 م
أحمد عادل
تقع مدينة ترهونة على بُعد 65 كيلومترًا، جنوب شرقي العاصمة الليبية طرابلس، وتمثل أهمية قصوى، في محاور الاقتتال بين المرتزقة الأتراك الموجودين في ليبيا، والمتحالفين مع قوات حكومة الوفاق الإخوانية، وقوات الجيش الوطني الليبي.
أحمد المسماري
رعاية تركية للإرهاب
وهاجمت الميليشيات المرتزقة تحت الغطاء الجوي التركي، السبت 18 أبريل2020، مدينة ترهونة، ولكن تمكن الجيش الوطني الليبي، عن طريق منصات دفاعاته الجوية، من إسقاط طائرة مسيّرة تركية في محور الوشكة جنوب شرق مدينة مصراتة، عندما كانت في طريقها لقصف تمركزاته في مدينة ترهونة، إضافةً إلى القبض على عشرات الأسرى، والحصول على معدات تركها المسلحون بعد هروبهم من أرض المعركة، وهو ما أكده الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري.
وذكر المسماري، في مؤتمر صحفي- الإثنين 20 أبريل 2020- أن الجيش الليبي كشف تحركات تركية؛ لحشد عناصر للهجوم على ترهونة قبل بدء الهجوم، وإن تركيا حاولت استغلال أزمة كورونا، ونقلت الأفراد والمعدات إلى طرابلس ومصراتة وزوارة؛ لتنفيذ مهام إرهابية، مشيرًا إلى أن من ضمن المعدات التي نقلتها تركيا إلى المنطقة، طائرات استطلاع وطائرات تشويش وطائرات هجومية، مبينًا أن الجيش مستمر في تطهير مناطق أقصى الجنوب الغربي، بمحاذاة الحدود التشادية.
وأوضح الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، أن تركيا وجماعات القاعدة، هما من تحركان الميليشيات في جميع مناطق ليبيا، لافتًا إلى وجود قيادة ميدانية تركية، خاصة في مناطق الجنوب الغربي، ورصد تحركات لمجموعات إرهابية في منطقة غدوة، مؤكدًا أن الهجوم على ترهونة تم بآلاف الإرهابيين والمرتزقة وعدد كبير من الطائرات المسيرة، لافتًا إلى أن استهداف المدينة، تم بسبب دعمها للقوات المسلحة، ولدورها في مواجهة المخطط التركي.
وتعتبر ترهونة، مدينة خالصة الولاء للجيش الوطني الليبي؛ نظرًا لأن تركيباتها القبيلة ترفض تواجد الميليشيات المسلحة، وترفض التدخل التركي في ليبيا، وشهدت المدينة في فبراير 2020، فعاليات الملتقى الوطني للقبائل الليبية على حدود العاصمة طرابلس؛ لدعم القوات المسلحة الليبية؛ حيث كان الملتقى الأكبر في تاريخ ليبيا المعاصر؛ إذ يضم أكثر من ألف، من ممثلي القبائل والمكونات الاجتماعية الليبية، من عرب وطوارق وتبو وأمازيغ، واستمر ليومين، تحت شعار «ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا».
وتقدم تركيا دعمًا عسكريًّا كبيرًا للميليشيات المرتبطة بحكومة السراج، سواءً بإرسال مستشارين عسكريين أو جنود أو أسلحة، أو حتى مرتزقة من سوريا.
أردوغان
واعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمقتل عدد من ضباطه وجنوده في ليبيا، لكنه لم يذكر أيًّا من أسماء القتلى أو رتبهم العسكرية، وذلك في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الوطنى الليبي، برئاسة المشير خليفة حفتر، عن قتل وجرح وأسر العديد من الأتراك في محاور القتال، في محيط العاصمة طرابلس.
وتسعى تركيا جاهدة، عبر مسارات مختلفة؛ للاستفادة من أجواء الحرب الليبية؛ للخروج بحزمة مكاسب، تمكنها من رسم خريطة البلد الغني بالنفط، على نحو يخدم مصالحها، وهي إذ تعلل بحماية جغرافيتها وإرثها القديم، تتزايد المخاوف من أن تشرع أنقرة الباب أمام حرب إقليمية، ربما تطول، سيكون الخاسر فيها الشعب الليبي بكل أطيافه ومناطقه.
وبدأت تركيا التخطيط لوضع أقدامها في ليبيا، عبر توقيع مذكرتي تفاهم بين رئيس حكومة الوفاق «فائز السراج»، والرئيس «رجب طيب أردوغان»، في 27 نوفمبر2019، الأولى تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، والثانية بتحديد مناطق الصلاحية البحرية في البحر المتوسط.
وصادق البرلمان التركي، في ديسمبر 2019، على مشروع قرار، يسمح بإرسال قوات عسكرية مدة عام؛ لمساندة حكومة الوفاق، في مواجهة الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر.





