الهروب الكبير.. لعبة أردوغان مع داعش مقابل البقاء العسكري في سوريا
بات الهروب المتكرر من قبل عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي من داخل السجون،
أمرًا ليس عاديًّا، لا سيما في الآونة الأخيرة؛ إذ استغل التنظيم الإرهابي حالة
الاسترخاء الأمني في السجون السورية والعراقية؛ نظرًا لتفشي وباء «كورونا» المستجد «كوفيد 19»، إضافةً إلى سعي أنقرة لعودة داعش للظهور في الساحة
السورية من جديد؛ لاتخاذها ذريعة للبقاء في الشمال السوري، ودعم الفصائل الإرهابية
المسلحة؛ بغية محاربة التنظيم الإرهابي.
للمزيد: فرصة ثمينة لعودة «داعش».. الجيش العراقي يخفض عناصره للنصف بسبب «كورونا»
هروب الدواعش
الهروب الأخير الذي قام به عناصر التنظيم، كان ليل الأحد 29 مارس 2020، من سجن الحسكة، الذي يقع تحت قبضة قوات سوريا الديمقراطية، ويقبع بداخله العديد من عناصر التنظيم، بعد خسارته آخر معاقله في شرق سوريا «الباغوز»؛ حيث أكد مصطفى بالي، المتحدث باسم قوات «قسد»، أن إرهابيي داعش سيطروا على الطابق الأرضي في سجن الحسكة، وبدأوا في هدم الجدران الداخلية والأبواب؛ ما أدى لفرار عدد منهم، وجارٍ البحث عنهم، موضحًا في تغريدة له عبر «تويتر»، أن قوات مكافحة الإرهاب تتعامل مع الوضع؛ لإعادة السيطرة على الطابق الأرضي في السجن، و إعادة الهدوء للسجن عمومًا، دون معرفة عدد الهاربين أو هوياتهم.
بينما أكد الكولونيل، مايلز كاجينز، المتحدث باسم التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، عن حدوث تمرد في السجن، وقال: إن السجن لا يضم أي أعضاء بارزين من التنظيم، لافتًا في تغريدة له عبر «تويتر»، إلى أن قوات التحالف الدولي يساعد قوات سوريا الديمقراطية «قسد» بالمراقبة الجوية، بينما تعمل على قمع انتفاضة في منشأة احتجاز بالحسكة.
لم يكن هروب الدواعش من سجن الحسكة بسوريا، هو الأول من نوعه، بل كان للتنظيم في السجون العراقية باعٌ كبيرٌ في الهروب؛ حيث قام عدد من سجناء التنظيم في سجن «التسفيرات»، التابع لجهاز مكافحة الإرهاب، في منطقة الفيصلية، في الموصل، مركز محافظة نينوى، شمالي العاصمة بغداد، نهاية نوفمبر 2019، بالهرب من داخله، بعد اندلاع الاشتباكات، في إحدى قاعات السجن، بين منتسبي الأمن والسجناء، الذي يضم ما يقرب من 90% من عناصر داعش؛ ما أسفر عن مقتل شرطي أحد حراس السجن، مع وقوع عدد من الجرحى.
تركيا وعودة داعش
وبالرغم مما أعلنه الرئيس التركي «أردوغان»، في العديد من محافله ومؤتمراته، بإعادة الدواعش الأجانب إلى بلادهم، بجانب قيام قوات الشرطة التركية بالقبض على العديد من عناصر التنظيم هناك، إلا أن العدوان التركي على الشمال السوري، الذي وقع مطلع أكتوبر 2019، سهّل هروب آلاف الدواعش الذين كانوا محتجزين في أحد السجون التابعة لقوات سوريا الديمقراطية «قسد» في شمال سوريا، باستهدافه بقصف جوي ومدفعي؛ لتحرير العناصر الإرهابية من السجون؛ إذ أكد آنذاك «عبد حامد المهباش»، الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي، لما يعرف بـ«الإدارة الذاتية» التابع لقوات «قسد»، أن لعدوان التركي استهدف سجنًا لآلاف الدواعش من جنسيات مختلفة؛ من أجل إحداث ثغرة، تُمكن آلاف العناصر الداعشية من الهروب.
لم يكن تسهيل أنقرة، هو الأمر الذي دأب عليه التظيم الإرهابي؛ للهروب من السجن والعودة للظهور من جديد، بل كان لنساء التنظيم دورٌ في هذا الأمر، فغداة العدوان التركي، أضرم العديد من نسوة داعش، القابعين في مخيم الهول، بمدينة الحسكة السورية، النيران بعدد من الخيم داخل المخيم، وهجمهن على الحراسة المسؤولة عن تأمين المخيم؛ حيث استطاع النظام في أنقرة بعدوانه على الشمال السورى، بخلاف تدخلاته في العراق، إلى إعادة تنظيم داعش الإرهابي إلى الصدارة، وسط مخاوف استخباراتية من عودة جديدة لخطر الإرهاب على الصعيد العالمي؛ إذ منح أردوغان قبلة الحياة للتنظيم الإرهابي، بتسهيل هروب عناصره من السجون؛ حيث أكدت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في تقرير لها، نهاية فبراير 2020، إلى أن التنظيم الإرهابي بات أكثر قوة عما كان عليه في بداية ظهوره وسيطرته على أراض عراقية وسورية، خلال عام 2014؛ حيث نقل التقرير عن مسؤولين أكراد، من أن داعش يضاعف عدد الجنود في جميع أنحاء العراق وسوريا، مما كان عليه عندما اجتاح المنطقة.
للمزيد: مؤشرات عودة «داعش» إلى العراق وسيناريوهات إنهاء الوجود الأمريكي





