فرصة ثمينة لعودة «داعش».. الجيش العراقي يخفض عناصره للنصف بسبب «كورونا»
على الرغم من إعلان تنظيم داعش الإرهابي تعليق عملياته بسبب تفشي فيروس كورونا، لكن ذلك لا يستبعد فكرة استغلاله للفرص التي تقدم له على «طبق من ذهب»، نتيجة انتشار الفيروس، خصوصًا أن بعضها لم يحدث من قبل، وربما لن يتكرر مرة أخرى، في ظل ضعف التنظيم، ومحاولته النهوض مجددًا.
فرصة للثأر
في الوقت الذي أعلنت خلية الإعلام الأمني في قيادة العمليات المشتركة فى العراق، السبت 21 مارس 2020، أن طائرات «اف 16» قصفت أوكارًا لتنظيم داعش في سلسلة جبال حمرين شمالى البلاد، ما أسفر عن مقتل العشرات منهم، أصدرت وزارة الدفاع قرارًا بمنح نصف أفراد الجيش إجازات لاحتواء فيروس كورونا.
برغم تعليق «داعش» عملياته، فإنه ربما يفكر في الثأر من عملية جبال حمرين، خصوصًا أنها بحسب تقارير استخباراتية ديمسبر 2019، تُعد حاليًا أكبر تجمع لعناصر التنظيم، ويختبئ داخلها نحو 2500 مقاتل.
كما أعلن التنظيم تعليق العمليات، ربما تكن محاولة منه للإلهاء ولفت النظر عنه، وقد لا يفوت تلك الفرصة الثمينة، خصوصًا أنه منذ إعلان هزيمته في دمشق وبغداد، أواخر عام 2017، يسعى للظهور مجددًا، والتماسك مرة أخرى، وبالطبع قرار تخفيض عدد الجيش العراقي للنصف، قد يُعزز من فرصه لتحقيق مآربه.
وبجانب ذلك، بدأ الجيش العراقي منذ فترة كبيرة تتبع خلايا التنظيم النائمة في بعض المدن، بالإضافة إلى عناصره الموجودين في الجبال والكهوف، ما أسفر عن مقتل العديد منهم، وربما قد يستغل «داعش» الفرصة للثأر لأتباعه عبر رصد بعض الجنود والمدنيين، خصوصًا أنه نفذ العديد من تلك العمليات سابقًا عبر «ذئابه المنفردة»، وقطعوا رؤوس بعض القرويين بعد اختطافهم من منازلهم.
إعادة تنظيم الصفوف
خلال الفترة الماضية، حذرت بعض التقارير من بداية جديدة للتنظيم، خصوصًا أنه يعيد ترتيب صفوفه في بغداد من جديد بخمسة آلاف مقاتل في مناطق غير خاضعة للسلطات، ويستخدم أساليب التخفي والاختباء في الكهوف والأنفاق، غير أن تقليل عدد عناصر الجيش العراقي قد يدفع تلك العناصر إلى الخروج للمدن للإعلان عن تماسك «داعش» وتنفيذ عمليات كبرى.
من جهته، أكد مسرور بارزاني، رئيس وزراء كردستان العراق، في تصريحات صحفية، فبراير 2020، أن «داعش» بالرغم من فقده الكثير من قاداته ورجاله الأكفاء، لكنه ما زال على حاله، بالإضافة إلى تمكن عناصره الحاليين من اكتساب الخبرة وتجنيد آخرين، مشددًا على أنه يمتلك ما يقارب من 20 ألف مقاتل في جميع أنحاء العراق وسوريا.
وما يعزز استغلال التنظيم لتلك الفرصة، اعتياد هذا النهج منذ هزيمته الكبيرة، والتي كان آخرها تنفيذه بعض العمليات الخفيفة في ظل التوترات بين واشنطن وطهران، وهو ما أشار إليه موقع«Insider» الأمريكي، 17 فبراير 2012، في تقرير له عن الوضع الميداني لـ«داعش»، مؤكدًا أن تلك الخلافات صرفت الانتباه عن مقاتليه، بجانب أنه بات أقوى مما كان عليه في بداياته عام 2014 من حيث العدد، بالإضافة إلى امتلاكه الملايين من الدولارات تحت تصرفه.
للمزيد.. «كسر الجدران».. «داعش» يسعى لإثبات وجوده باقتحام السجون





