ad a b
ad ad ad

مصير معتقلي «داعش» في سوريا بين الانسحاب الأمريكي والبقاء الفرنسي

الخميس 31/يناير/2019 - 10:03 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

يفتح الانسحاب الأمريكي من سوريا، باب عودة تنظيم داعش مرة أخرى حال تم ذلك الانسحاب قبل ضمان القضاء نهائيًّا على التنظيم، لكن هناك خطرٌ آخر يتعلق بمعتقلي التنظيم.


وتخشى دول التحالف المحارب لداعش في سوريا إلى جانب واشنطن، من أن يترك الانسحاب الأمريكي فراغًا أمنيًّا يجعل المناطق المحررة غير مستقرة، ويجعل من المستحيل احتواء السجناء.


وبحسب وسائل إعلام دولية، تسارع فرنسا إلى وضع خطط لإنهاء التزامها العسكري في سوريا، وتفكر في نقل عناصر داعش المعتقلين في الخارج إلى خارج البلاد.


مصير معتقلي «داعش»

قلق فرنسي


وفي أعقاب إعلان الرئيس دونالد ترامب المفاجئ في ديسمبر، بأنه كان يسحب القوات الأمريكية من سوريا، قال مسؤول فرنسي رفيع لـ«إن بي سي نيوز» إن البلاد تسعى جاهدة إلى تعديل موقفها العسكري تحسبًا لفراغ السلطة في شمال شرق سوريا مع استمرارها في القتال ضد داعش من بين المخاوف الحاسمة للمخططين العسكريين الفرنسيين هو تنفيذ خطة للتعامل مع مقاتلي داعش المحتجزين وحملهم على الخروج من البلاد قبل انسحاب الولايات المتحدة.


في مقابلة مع التلفزيون الفرنسي «بي إف إم تي في»، قال وزير الداخلية كريستوف كاستانير إنه: «لا يستطيع أن يذكر تفاصيل» عندما سئل عما إذا كانت فرنسا تخطط لنقل ما يصل إلى 130 من عناصر داعش إلى الأراضي الفرنسية.


وعلى الرغم من أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقد ترامب بسبب قراره الشهر الماضي بالانسحاب من سوريا، فإن المسؤولين الفرنسيين كانوا حذرين علنًا في التعليق على الكيفية التي سيؤثر بها الانسحاب على عملياتهم ضد الخلافة السابقة.


وقال المسؤول الفرنسي «أوضحت القوات الأمريكية أنهم ينسحبون، ومنذ ذلك الحين، كنا نعمل على مدار الساعة للتخطيط لهذا الانسحاب الأمريكي وكيف سيؤثر على العمليات العسكرية الفرنسية في سوريا».


ويعمل في سوريا أكثر من 3200 عسكري فرنسي كجزء من الحملة الفرنسية ضد داعش، كما تعمل قوات العمليات الخاصة الفرنسية بشكل وثيق مع الوحدات الأمريكية والبريطانية وغيرها من الحلفاء في كل من سوريا والعراق.

مصير معتقلي «داعش»

انسحاب أمريكي وبقاء فرنسي

وكانت الحكومة الفرنسية قد أعلنت قبل أسبوعين أنها ملتزمة بإبقاء قواتها في سوريا والعراق لبقية العام، لكن المسؤول الكبير اعترف بأن فرنسا لا تعتقد أن بإمكانها الحفاظ على وجود عسكري مستمر في البلاد دون دعم من الولايات المتحدة، وقال المسؤول: إن فرنسا تجري «اتصالات وثيقة» مع واشنطن بشأن كيفية المضي قدمًا.


من بين الاهتمامات الرئيسية لفرنسا وبلدان أخرى المئات، إن لم يكن الآلاف، من الرعايا الأجانب الذين توافدوا على داعش وحاربوا من أجلها، حيث  تم القبض على مئات من هؤلاء الرعايا الأجانب في ساحة المعركة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها  بما في ذلك فرنسا.


ويشغل موقف الدول من المعتقلين المنتمين لداعش، والإرهابيين العائدين، في وقت تحتجز فيه القوات السورية الديمقراطية (قسد) حاليًّا الإرهابيين الأجانب، بما في ذلك الرعايا الفرنسيين، في شمال شرق سوريا.


وعلى الرغم من عدم وجود حصر محدد بعدد المعتقلين لدى القوات السورية، فإن وزارة الخارجية الفرنسية ترى أنه في ضوء «القرارات الأمريكية»، كانت الحكومة الفرنسية تستكشف جميع الخيارات لمنع هؤلاء الأفراد المحتملين من الهروب أو التفريق.


وقال وزير الداخلية الفرنسي: إنه سيتم توجيه الاتهام لجميع المعتقلين لدى وصولهم إلى الأراضي الفرنسية، وإن كل معتقل سيتم اتهامه بشكل فردي اعتمادًا على أدلة الجرائم التي يُزعم أنه ارتكبها - بما في ذلك القتل والاختطاف والتعذيب.

وأضاف أنه في السابق نجح المدعون في إدانة بعض أعضاء تنظيم داعش في فرنسا بـ«الارتباط بالنشاط الإرهابي الإجرامي».

وتعمل وكالات إنفاذ القانون من جميع أنحاء العالم على تبادل المعلومات حول المقاتلين الأسرى والمشتبهين بالإرهاب، وغالبًا من خلال المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) التي تتخذ من فرنسا مقرًا لها.

ويعد الإنتربول مركزيًّا في تنسيق الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب، ويحتفظ الآن بقاعدة بيانات تضم 40 ألف ملف شخصي عن المقاتلين الإرهابيين الأجانب.

"