رهائن السويداء.. ورقة داعش الأخيرة للضغط على النظام السوري
يومًا تلو الآخر، يحقق النظام السوري العديد من الانتصارات على التنظيمات والجماعات الإرهابية الموجودة على الأراضي السورية، وتُعد الهزائم التي تلحقها القوات النظامية بعناصر تنظيم داعش الإرهابي خير دليل على قرب تطهير سوريا من الإرهاب.
ومن جانبه يستخدم داعش كل الوسائل غير المشروعة التي تمكنه من البقاء في سوريا، والتي كان آخرها اختطاف المواطنين الأبرياء ومساومة النظام السوري على حياتهم، وفي التقرير التالي نستعرض أزمة السوريين الـ27 المختطفين لدى التنظيم الإرهابي منذ معارك محافظة السويداء، وحقيقة قبول النظام السوري دفع فدية قدرها 27 مليون دولار لعناصر التنظيم مقابل الإفراج الرهائن.
اتفاق «سوري - داعشي»
في البداية أفاد المرصد السوري، أن تنظيم داعش أطلق اليوم السبت سراح 6 رهائن من أصل 27 رهينة اختطفهم في وقت سابق من محافظة السويداء السورية، وجاء ذلك تنفيذًا لاتفاق أبرمه النظام السوري مع التنظيم الإرهابي تحت رعاية روسية، يلتزم بموجبه النظام بالإفراج عن 60 معتقلًا من النساء الداعشيات، إضافة إلى المحتجزات منهن لدى قوات سوريا الديمقراطية، وكذلك دفع فدية قدرها 27 مليون دولار، في حين يفرج داعش عن المختطفين والمختطفات الـ27 المحتجزين لديه.
واختطف داعش، السوريين الـ27 أثناء المعارك التي نشبت بينه وبين القوات السورية في يوليو الماضي بمحافظة السويداء، والتي خلفت 250 قتيلًا، ووكلت الحكومة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد، روسيا لتولي دفة المفاوضات مع التنظيم الإرهابي؛ من أجل إنقاذ حياة هؤلاء المواطنين الأبرياء وتحريرهم من قبضة الدواعش، وبالفعل نجحت روسيا في التوصل إلى الاتفاق السابق ذكره.
للمزيد..مصير مجهول لـ«مختطفات السويداء».. وتوتّرات بين الدروز والبدو
أماكن وجود التنظيم
وفي السياق ذاته، قال العميد سمير راغب، الخبير العسكري: إن محافظة السويداء ليست من المناطق التي يُسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، مشيرًا إلى أن التنظيم موجود في مناطق شرق الفرات، وخاصة بالقرب من البوكمال، وبعض مناطق الشمال السوري.
وأكد «راغب»، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن العمليات التي يقوم بها التنظيم الإرهابي في سوريا، سواء مساومات أو مفاوضات أو عمليات انتحارية؛ ما هي إلا وسائل للمحافظة على وجوده في الأراضي السورية.
وأضاف الخبير العسكري، أن طلب داعش فدية قدرها 27 مليون دولار، شريطة الإفراج عن السوريين المختطفين لديه، تُعد محاولة لإيجاد موارد وتوفير تمويل بديل، يُمكن التنظيم الإرهابي من الإنفاق على آلته الإعلامية، وهو ما يُعيد له الحضور على الساحة العالمية من جديد؛ قائلًا: «غياب داعش عن الإعلام، دليل على تراجعه وهزيمته».
للمزيد.. فصائل التسوية تعود إلى «السويداء» لقتال داعش والوضع يتأزم
إشاعة مغرضة
وأوضح نضال السبع، المحلل السياسي، أن السوريين المختطفين من قِبَل تنظيم داعش الإرهابي هم من الدروز، الذين يمثلون أغلبية سكان منطقة السويداء.
وأشار «السبع»، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، إلى أن داعش كان موجودًا في وقت سابق بريف محافظة السويداء، وبالقرب من القواعد الأمريكية الموجودة في سوريا، وهذا دليل على أن أمريكا توفر الحماية لمقاتلي التنظيم الإرهابي، وهو ما يضمن لهم البقاء على الأراضي السورية.
وأكد المحلل السياسي، أنه بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا، لم يعد لداعش أي وجود مؤثر على الأراضي السورية، ولكن التنظيم الإرهابي يحاول الآن العودة إلى المشهد مرة أخرى.
وتابع «السبع»، أن موافقة الحكومة السورية على دفع فدية لتنظيم داعش مقابل الإفراج عن السوريين المحتجزين لديه، أمر عارٍ تمامًا من الصحة، قائلًا: «هذه إشاعة هدفها إحداث وقيعة بين الحكومة والشعب السوري، لأن هذا الأمر يُعطي مدلولًا على أنه تم الجلوس والتفاوض مع عناصر التنظيم الإرهابي، والحقيقة أن هذا لم يحدث من الأساس، والحكومة الروسية كانت وسيطًا بين الطرفين، ولم يتم دفع أى أموال أو حتى الاتفاق على دفعها نهائيًّا».





