«جمعيات الإخوان».. أئمة التنظيم يسعون للتوغل داخل المجتمع الأمريكي
الخميس 18/يوليو/2019 - 11:07 ص
نهلة عبدالمنعم
دعت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الأربعاء أحد الأئمة ويدعى محمد ماجد، للاجتماع الوزاري السنوي لتعزيز الحرية الدينية، وذلك لإلقاء كلمة عن الدين الإسلامي ووضعه داخل المجتمع الغربي، ويبدو الأمر من مقدماته طبيعيًّا لا بأس به، ولكن الصحافة الأمريكية كشفت أن «ماجد» على علاقة بجماعة الإخوان في البلاد.
وبالبحث عن محمد ماجد وجد إنه يرعى إحدى المسؤوليات الرسمية وتسمى «الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية» أو «ISNA» وهي الهيئة المعروفة بتمثيلها لأنشطة الجماعة داخل المجتمع الأمريكي وتم تأسيسها في 1982 بدعوة رعاية أبناء الجالية الإسلامية وتقديم الخدمات الإنسانية لهم ضمن نطاق منظمات المجتمع المدني العاملة في البلاد.
اختراق ممنهج
ومع تمكن الإخوان وممولهم الرئيسي «قطر» من الوجود داخل الحرم الجامعي للولايات المتحدة وتمويل الهيئات التعليمية ومعاهد الدراسات بالداخل، تبقى زيارة ماجد محل شك ودراسة بشأن تمكن الجماعة من اختراق مؤسسات الدولة، وخصوصًا أن الموقع الأمريكي «The investigative project on terrorism» قد كشف منذ عدة أيام استقطاب قطر لبعض البرلمانيين داخل الكونجرس لزيارات للإمارة الخليجية دون توثيقها وجهة تمويلها.
وقياسًا على منهجية الإخوان في التصاعد في المجتمعات عبر القواعد أولًا ثم الوصول إلى القيادة فيما بعد حتى لو انفقوا سنين في سبيل ذلك، تبدو منظمات المجتمع المدني الفاعلة بالداخل وأئمتها لاعبين محددي الدور حاليًا، أي ينتهجون استراتيجيات للتعامل مع الأفراد وتطويعهم داخل الأسر والمنظمات الصغيرة لبناء قاعدة جماهيرية تستخدم مستقبلًا داخل هذه الدول، وما يدلل على ذلك «وثيقة الجهاد الحضاري» التي عثرت عليها الجهات الأمنية الأمريكية عند مداهمة منزل إسماعيل البراسي عضو الإخوان في 2004، وعبرت الوثيقة عن خطة «زايد النعمان» مسؤول الجماعة في البلاد في الثمانينيات للصعود داخل الولايات المتحدة الأمريكية عبر العمل الخدمي والدعوي لتغيير ثقافات الشعوب وجعلها تتقبل وجود الإخوان على رأس السلطة.
موقف متناقض
وحول هذا الجدال الدائر يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية، سعيد صادق إن دعوة السلطات الأمريكية لشخص تلتصق به الشبهات المتعلقة بارتباطه بجماعة الإخوان هو أمر غريب وغير مفهوم.
وفي تصريح لـ«المرجع» أكد صادق أن مثل هذه الاجتماعات يتم فيها دراسة المدعوين بشكل جيد متسائلًا عن السبب الذي جعل الدولة تستقطب شخص لديه توجه سياسي، بل كان عليها وفقًا لرأيه إحضار شخصية دينية محايدة لا يربطها شيء بجماعة الإخوان.
وفيما يخص استغلال الإخوان لمنظمات المجتمع المدني أشار الباحث إلى أن الجماعة تسعى لخلق قاعدة شعبية تؤثر فيها عبر الخدمات والمساعدات الإنسانية حتى تستخدمها لاحقًا في العمليات الانتخابية، فهذا هو منهج الجماعة المتبع دومًا.





