ad a b
ad ad ad

قطر والجامعات الأمريكية.. متلازمة النفوذ والمال الحرام

الخميس 20/يونيو/2019 - 10:11 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تجتهد قطر من خلال الثروة المالية الضخمة التي منحها لها القدر للسيطرة على الدول الكبرى، وبث نفوذها داخل المجتمعات؛ لتطويع القادم من أجيال وفقًا لأجندتها الخاصة، وهو ما يظهر بجلاء في سياستها المالية نحو الجامعات والمعاهد التعليمية الأمريكية.


قطر والجامعات الأمريكية..

ومؤخرًا نشر موقع « clarion project» المتخصص في متابعة أخبار الحركات المتطرفة عدة وثائق تكشف المبالغ المالية الباهظة التي تقدمها الإمارة الخليجية كتبرعات للجامعات الأمريكية، لافتًا النظر إلى أن ذلك يعد تدخل وتطاول نفوذ وسيطرة على الحرم الجامعي من دولة ترعى الإرهاب والجماعات المتطرفة.


الحرم الأمريكي

أظهرت الوثائق التي نشرها الموقع الأمريكي أن قطر تبرعت بملايين الدولارات لجامعة أريزونا وكامبريدج وكورنيل وهارفارد وجون هوبكنز ونيويورك ونورث ويسترن و أوريجون ستيت وبيردو في ولاية إنديانا ورايس وجامعات أخرى كتكساس وشمال كاليفورنيا وميتشجين.


كما أن هذه التبرعات يتم تقديمها بسخاء أكثر من مرة في السنة منذ عام 2012 ولا تزال مستمرة حتى الآن، ويقدر الموقع قيمتها بـ1.5 مليار دولار، والمعروف أن قطر تنفق تلك الأموال عن طريق «مؤسسة قطر» التي تدعي بأنها هيئة غير هادفة للربح تم تأسيسها في 1995 وتنفق منها على المعاهد ومراكز الأبحاث الداخلية والخارجية إلى جانب المشروعات الأخرى كدور مجتمعي يحوي بداخله الكثير من الشكوك والأطماع.


فيما قدمت المؤسسة «Qatar Foundation» التي تترأس مجلس إداراتها الشيخة موزا بنت ناصر والدة الأمير القطري تميم بن حمد في يناير 2019  تعهدًا برفع استثماراتها في الولايات المتحدة إلى 45 مليار دولار.


المراكز البحثية

ويبقى هذا الأمر مثير لحفيظة الموقع الأمريكي الذي يقول: إن تلك المؤسسة تمول المراكز البحثية والدعوية التي يرأسها يوسف القرضاوي -الأب الروحي لجماعة الإخوان- مثل «مركز القرضاوي للأبحاث»؛ لذا يعتقد بأن المؤسسة تخصص أموالها لرعاية الإرهاب ويمكنها التأثير في نتائج الأبحاث والدراسات التي تقدمها تلك الجامعات عن طريق المراكز البحثية الخاصة بها.


علاوةً على ذلك، تستخدم قطر مؤسساتها المجتمعية لتمويل مراكز بحثية أخرى خاصة بها داخل الولايات المتحدة الأمريكية مثل «المعهد الدولي للفكر الإسلامي» الذي تم تأسيسه في 1981 في العاصمة واشنطن، بينما يشرف عليه دعاة جماعة الإخوان.

 القرضاوي
القرضاوي

الجامعات الداخلية

إلى جانب استثمارات قطر في الجامعات داخل الولايات المتحدة، فهي أيضًا ترعى العديد من الفروع للمعاهد التعليمية داخل أراضيها، ولخدمة ذلك أسست الإمارة «المدينة التعليمية» بالعاصمة الدوحة في 2003.


وتنتشر بالمدينة فروع لجامعات مثل فرجينيا كومنولث، وكورنيل وتكساس، وجورج تاون وكارنيجي وغيرهم من المؤسسات التعليمية، ويذكر أن مؤسسة قطر هي من تمول تلك الأفرع الداخلية أيضًا ويبلغ قيمة التمويل 320 مليون دولار سنويًّا وذلك طبقًا لتقرير قدمته صحيفة الواشنطن بوست في 2015 حول الكيفية التي ستحافظ بها الجامعات الأمريكية على قيمها وثوابتها في مجتمع متهم بالحصول على كأس العالم بالرشوة إلى جانب دعم الإرهاب.


عوامل وأهداف

بالتأكيد لا تخضع عملية إنفاق الأموال خصوصًا من قبل الدول للسذاجة أو تكسب الحسنات أو غيرها من الأهداف الإنسانية، إنما هي «أموال تدفع لتسترد» وإن كان ذلك بعد وقت طويل، وللتباحث حول الأسباب التي دفعت قطر نحو الاستثمار في التعليم الأمريكي يبدو أولاً رغبتها في مزيد من السيطرة للحصول على منافع وضمان الكوارث السياسية.


وفي هذا الصدد قدم مركز بحوث إعلام الشرق الأوسط ورقة بحثية تحدث فيها عن رعاية يوسف القرضاوي للمدينة التعليمية ودور ذلك في المناهج التي تقدم بالجامعات الأمريكية والهويات المضطربة لخريجي تلك الجامعات.


إذ ذكرت الدراسة أن سيطرة القرضاوي على المدينة توضح دور الدولة والإخوان في تلك المؤسسة وتكشف بجلاء توظيف قطر للأموال للسيطرة على العملية التعليمية في الولايات المتحدة وداخل الأفرع بالأمارة.

للمزيد: الإفتاء: «يورو فتوى» يفضح إرهاب القرضاوي.. والتطبيقات الذكية أداة للتنظيمات الإرهابية لنشر الأيديولوجيات

"