يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

إذلال أمريكي لأمير قطر.. «تميم» يقدم فروض الطاعة في مرآب سيارات

الثلاثاء 09/يوليو/2019 - 06:42 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

بينما تنادي أصوات دولية بضرورة تضييق الخناق على جماعة الإخوان وتصنيفها «إرهابية» في مختلف دول العالم، وبالأخص في الولايات المتحدة الأمريكية، يظهر الرئيس دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء بصحبة أمير قطر  تميم بن حمد بناء على زيارة رسمية لواشنطن.


فأمير الدولة التي تعد الممول الرئيسي للتنظيم الدولي يزور واشنطن اليوم للقاء الرئيس الأمريكي والتباحث حول عدد من الملفات أبرزها على ما يبدو «الأموال التي ستقدمها الإمارة الخليجية لإنعاش الخزينة الأمريكية والغربية».


 
إذلال أمريكي لأمير

فروض الولاء والطاعة


استنادًا على معايير «المصالح» و«التفاهمات» قد يرى البعض تلك الزيارة طبيعية ومتوقعة وحدثت من قبل في العام الماضي، فالسياسة تحكمها المصالح، والعلاقات الدولية يمكنها الاتساع لتقبل الممكن والمتاح، ولكن تميم لم يكن ندًا لترامب، بل بدا وكأنه يسدد فاتورة غض الطرف للولايات المتحدة الأمريكية، فالظروف الحالية للعالم تنذر بالخطر وخصوصًا منطقة الشرق الأوسط لتصاعد أنشطة الجماعات الإرهابية بها وعبثهم بأمنها، تلك الجماعات التي تُتهم قطر بتحريكها لا سيما جماعة الإخوان.


والملاحظ في الزيارة منذ بدايتها هو الحديث عن الأموال وحجم تدفقات العملة إلى جانب الاستقبال الفاتر والمهلهل، فمنذ قدوم تميم لم يكن رئيس الجمهورية في استقباله بل انتظره أحد معاوني السلطة، وحتى عند زيارته لوزارة الدفاع الأمريكية تم استقباله في «مرآب» على ما يبدو إذ ظهر خلفه الكثير من السيارات المصطفة، ما جعل رواد تويتر يغردون ساخرين بأن الولايات المتحدة استقبلت الأمير القطري في موقف سيارات.


وعقب ذلك التقى تميم مع ترامب في وزارة الخزانة الأمريكية، ما أشعل الأحاديث عن النقود والأموال ولم تكن الأحاديث فقط للعامة أو المتابعين من الساسة والباحثين وإنما تطرق كل من ترامب وتميم للأمر ذاته، وشكر ترامب، أمير قطر على استثماراته التي بلغت 8 مليارات دولار لتطوير قاعدة العديد العسكرية التي أسستها قطر على أرضها للأمريكان، قائلًا «نحمد الله أن هذه أموالكم وليست أموالنا».


وفي السياق ذاته تحدث تميم قائلًا: إن بلاده تغطي العجز التجاري للأمريكان، لذا يتطلع لاستمرار الصداقة والعلاقات الجيدة بين الطرفين والاستثمارات والتنمية الاقتصادية، وبدوره أعرب ترامب عن امتنانه من الزيارة واصفًا الأمير بالحليف الاستراتيجي.


كلمات تبين مدى حرص كل من ترامب وتميم على التأكيد بأن العلاقات الاقتصادية وحجم المدفوعات هي المتغيرات الأساسية في طبيعة القرارات المتخذة سواء بالتوافق أو التضاد، وعليها يتضح كيف يفكر الغرب بشأن جماعة الإخوان وممولها قطر وغيرهم من الأذرع الإرهابية.


والجدير بالإشارة أن أحاديث الأموال لم تكن وليدة الزيارة الأخيرة، لكنها ظهرت منذ فترة بعدما كشفت المواقع الأمريكية حجم الدعم الذي تقدمه الدولة لبعض أعضاء الكونجرس الأمريكي بالإضافة إلى التبرعات التي تقدمها للجامعات والمعاهد التعليمية في البلاد.

إذلال أمريكي لأمير

استهجان متواصل


بالتزامن مع بدء الزيارة امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الاستهجان ونشر صور المظاهرات التي اندلعت في الدول الغربية من قبل للتعبير عن الغضب من تمويل قطر للإرهاب، وحتى بداخل الولايات المتحدة قدم المعارضون جانبًا آخر من الاستهجان.


وقبل اللقاء ببضعة أيام أطلق المخرج الأمريكي، عامي هورويتز فيلمًا وثائقيًّا بعنوان «حقيقة جماعة الإخوان» أورد فيه بعضًا من التفصيل حول نشأة الجماعة التي تدعي الارتكاز على الدين الإسلامي كأساس لدعوتها في حين أنها تتخفي تحت أهداف خاصة أهمها تدمير الحضارة الغربية وهدمها وتخريب معتقداتها لصالح انتشار الجماعة مدللًا على ذلك بعبارات اقتبسها من مذكرات لقائد الإخوان محمد إكرام ادلوني.


كما التقى هورويتز بأحد عناصر الجماعة ويدعى نضال محمد صقر (سبق وافتعل أزمة كبيرة على مواقع التواصل الأمريكي بدعوته لذبح ترامب وأسرته) ووصفه التقرير بأن الجماعة استقطبته بعد علاقاته مع تنظيم القاعدة الذي نفذ معه هجمات إرهابية متعددة بناء على تأثره بعبدالله عزام، مدللًا بذلك على مدى الارتباط الشديد بين قطر والإخوان والتنظيمات الإرهابية الدولية.
"