اتهامات لـ«النهضة» بتمرير مصابي الميليشيات الإرهابية من ليبيا للمشافي التونسية
تشهد الساحة التونسية انتقادات حادة لحركة النهضة الإسلامية، امتداد
جماعة الإخوان في تونس، على خلفية صور تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، قيل إنها لإرهابيين أصيبوا في معارك العاصمة طرابلس، ونُقلوا إلى مشافي تونسية
عبر الحدود للحصول على العلاج.
ووجه ساسة ونشطاء تونسيون
اتهامات لحركة النهضة بالوقوف وراء تسهيل مرور هؤلاء الإرهابيين إلى تونس، معتبرين
أن الحركة تقدم دعمًا للحركة على حساب سلامة الدولة التونسية.
ولا تعتبر هذه الاتهامات الأولي للنهضة، إذ هبطت طائرة عسكرية قطرية، بمطار شرقي تونس، مطلع الأسبوع الماضي، وشكك ساسة تونسيون في أن قدومها في مهمة إنزال أسلحة وامدادات عسكرية للإرهابيين في طرابلس.
واستند أصحاب هذا الرأي على البيان
الصادر من النهضة، عقب إنطلاق معركة «طوفان الكرامة» التي
بدأها الجيش الوطنى الليبي، لتحرير طرابلس، في الرابع من الشهر الفائت، إذ نددت النهضة في
بيان موقع من زعيمها راشد الغنوشي بالعملية، معلنة دعمها للميليشيات في العاصمة
ليبيا.
وعلى خلفية هذا البيان تلقت
النهضة اتهامات في الأوساط التونسية بدعم المتطرفين، لاسيما تجاوزها لدور
الدبلوماسية التونسية في التعليق على أحداث دول الجوار.
ويرى ساسة تونسيون أن النهضة بهذه المواقف تنتمي لكيانها الأم وهو
الإخوان ولا تنتمي للدولة التونسية، معتبرين أن معارك طرابلس جاءت لتحرج النهضة
التي تخشي سقوط أعوانها في العاصمة الليبية.
وعلقت مصادر نقابية معارضة للنهضة، على موقف الحركة من تحرير طرابلس، بأنها تمر بموقف لا تحسد عليه، لخوفها
من إعلان دعمها الكامل لميليشيات تنتمي لكيانات مثل القاعدة وداعش.
ولفت إلى أن النهضة تخشي فقد أنصارها في طرابلس،
لتأثير ذلك على وضعها في البلاد، مشيرًا إلى أنها متورطة في تهريب السلاح
والإرهابيين التونسيين إلى ليبيا.
وكان المتحدث باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، قال في تصريحات سابقة، في شهر إبريل، إن راشد الغنوشي زعيم الحركة متهم بتهريب الأموال والسلاح إلى المليشيات في طرابلس، لاسيما توريد الإرهابيين.
من جانبه رأي هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، إن حركة النهضة تعاني ظروفا حالية قد تنتهي بالقضاء على فرصها في الانتخابات القادمة، مشيرا إلى أن المشهد في ليبيا سيؤثر عليها بشكل مباشر.
وأعتبر "النجار" أن ليبيا كانت تمثل نقطة قوة لجماعات الإسلام الحركي، وعليها فهذه الجماعات تدافع عن بقاءها في طرابلس، بما فيها حركة النهضة.
ويشن الجيش الوطني الليبي عملية لتحرير مدينة طرابلس، عبر تحرك بدأه في الرابع من ابريل الفائت، ضد الميليشيات المسيطرة على العاصمة الليبية، ومنذ إطلاق العملية ويحرض الإسلامويون وميليشياتهم داخل ليبيا وخارجها على قوات الجيش، محاولين تأليب المجتمع الدولي عليهم.
ويخشى الإسلاميون بالمنطقة من تقدم الجيش نحو طرابلس وسيطرته على العاصمة؛ إذ سيفقدهم ذلك النفوذ الذي كوّنوه منذ سقوط النظام الليبي السابق في ليبيا، ما يعني خسارة جديدة للمشروع الإسلاموي في الإقليم.
للمزيد.. مرحلة جديدة من «طوفان الكرامة».. ومصر تجدد دعمها للجيش الليبي





