مرحلة جديدة من «طوفان الكرامة».. ومصر تجدد دعمها للجيش الليبي
· ترحيب شعبي بالدور المصري في استقرار البلاد
دخلت في الرابع من أبريل الجاري، بدأت معركة «طوفان الكرامة»؛ حيث شنها الجيش الوطني الليبي، بقيادة القائد العام للقوات المسلحة، المشير خليفة حفتر؛ لتحرير العاصمة طرابلس من قبضة الميليشيات الإرهابية، والطوفان المستمر دخل مرحلة جديدة، سوف يسفر القادم من أيام عن نتائجها المبشرة.
وكان حساب «شعبة الإعلام الحربي» اللسان
الإلكتروني للجيش الليبي، على «فيس بوك»، قد نشر معلومات عن وصول إمدادات عسكرية
جديدة وصفها بـ«الضخمة» لقوات الجيش في المنطقة الغربية.
«مادي» يفرض السرية
وأوضحت الشعبة أن القوات المتدفقة يتولى قياداتها اللواء إدريس مادي، الذي يعد واحدًا من أبرز الشخصيات العسكرية التي لعبت دورًا في معارك التحرير التي خاضها الجيش الليبي، منذ 2014.
وفي السياق ذاته، وزعت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، منشورات على أفراد قواتها تتضمن تعليمات تخص سلامة الجيش الليبي، وسرية تحركاته.
وتلخصت أبرز هذه التعليمات في حظر استخدام وسائل الاتصال بكل أشكالها باعتبارها غير آمنة ويمكن مراقبتها، لاسيما منع التصوير بشكل كامل داخل المواقع العسكرية، وذكر في أحد المنشورات أن: «التصوير داخل المواقع يعني أنك قد أعطيت إحداثيات موقعك للعدو، وأصبحت هدفًا واضحًا ومضمونًا له».
وتطرقت القيادة إلى الظهور الإعلامي لبعض عناصر الجيش، محذرةً من التعامل مع الإعلام؛ بغرض التركيز في المرحلة القادمة.
«المسماري» يشيد بالدور المصري
بالتوازي كشف المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، عن دور تمارسه جمعيات خيرية منهم جمعية تدعى«جنزور» في دعم الجماعات الإرهابية، متعهدًا بملاحقة كل من يثبت تورطه في دعم الإرهاب وتوفير ملاذات آمنة له.
ولفت خلال مؤتمر صحفي، عُقد مساء الثلاثاء الماضي، إلى تمسك الجيش بالنصر في معارك طرابلس لآخر لحظة، مشيدًا بدور الدولة المصرية في دعم الليبيين في استرداد أمن دولتهم واستقراراها.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد جدد خلال اجتماع قمة الترويكا ورئاسة لجنة ليبيا بالاتحاد الأفريقي، مساء الثلاثاء، حديثه عن «حق الشعب الليبي في استرداد دولته».
ودعا الرئيس في كلمته إلى ضرورة تمكين المؤسسات الوطنية الليبية وقوات الجيش والشرطة الوطنيين الليبيين من القضاء على الإرهاب.
وأوضح أن الاجتماع يهدف للتوصل إلى حلول سياسية وعودة الاستقرار إلى ليبيا فى إطار العمل على إيجاد حلول أفريقية لمشاكل القارة، لافتًا إلى أن ليبيا تعرضت فى السنوات الماضية إلى مخاطر كبيرة، من بينها الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والاستقواء بالخارج.
وأكد السيسى أنه من حق جميع أبناء ليبيا أن يستعيدوا دولتهم ويبدأوا مرحلة جديدة من إعادة بناء وطنهم، داعيًا إلى إتاحة الفرصة للمؤسسات الوطنية الليبية.
وتوجه بحديثه إلى المجتمع الدولي، مُطَالِبًا إياه بتحمل مسؤوليته واستئناف الحل السياسي والعودة إلى المفاوضات السياسية من خلال قنوات الاتصال مع مختلف الأطراف السياسية الليبية.
ويحظى الدور المصري بقبول في الأوساط الليبية، إذ يعتبر الرئيس عبدالفتاح السيسي، هو الشخصية الوحيدة التي استقبلت القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، منذ بدء معركة «طوفان الكرامة»، فيما أجرى الرئيس منتصف الشهر الجاري، زيارةً إلى قاعدة محمد نجيب العسكرية بالمنطقة الحربية، ما اُعتبر رسالة تأمين مصر لحدودها الغربية واستمرارها في دعم الجيش الليبي.
وقيّم الباحث الليبي، محمد الزبيدي، تطورات المشهد الليبي، من إمدادات عسكرية واستمرار للدعم المصري، بأن الأمور تسير كما حُدد لها، موضحًا أن الجيش كان يدرك صعوبة معركة طرابلس وأنها لن تنتهي في أسابيع ولا شهر.
وبرَّر بذلك دخول المعارك في مرحلة جديدة مصاحبة لتكثيف الضربات، معتبرًا أن الأمر منطقي في ظل استماتة الإرهابيين، في الحفاظ على آخر مناطق تواجدهم بليبيا.
وشدد على أن طرابلس اليوم تضم خليطًا من الميليشيات، بدايةً من فلول تنظيمي «داعش» و«القاعدة» الخاسرين في الشرق، وحتى جماعة الإخوان التي تعتبر خسارة طرابلس خسارة جديدة تضاف لخسائرها القديمة في بلدان مثل مصر.
وتوقع أن تستغرق المعارك بضع شهور، معبرًا عن ثقته في قدرة الجيش على إنهاء المعارك لصالحه.
وتابع معركة درنة التي بدأت في مايو من العام الماضي وكان طرفاها الجيش الليبي وتنظيم «القاعدة»، احتاجت لما يقرب من ثلاثة أشهر حتى يتثنى للجيش إحكام سيطرته عليها، ما يعني أن استعادة طرابلس ستكون مهمة أكبر وستحتاج لوقت أطول.
وبينما يتفق مراقبون على صعوبة معارك طرابلس، تتوالي أخبار عن محاولات دول إقليمة داعمة للميليشيات لتوفير إمدادات عسكرية تقوي موقف أعوانها في مواجهاتها مع الجيش الوطني، ومن بين هذه الإمدادت السفينة الإيرانية «سحرإي كورد» التي وصلت إلى موانئ مدينة مصراتة، الثلاثاء الماضي، ويرجح حملها لأسلحة ومعدات حربية، فيما هبطت طائرة قطرية عسكرية، مطلع الأسبوع الجاري، بمطار تونسي، قريب من الحدود الليبية، ومن وقتها وتنشغل الساحة التونسية بحمولة الطائرة وما إذا كانت قادمة في مهمة إنزال أسلحة للميليشيات بالعاصمة الليبية أم لا.
ويشن الجيش الوطني الليبي عملية لتحرير مدينة طرابلس، عبر تحرك بدأه في الرابع من الشهر الجاري، ضد الميليشيات المسيطرة على العاصمة الليبية، ومنذ إطلاق العملية ويحرض الإسلامويون وميليشياتهم داخل ليبيا وخارجها على قوات الجيش، محاولين تأليب المجتمع الدولي عليهم.
ويخشى الإسلاميون بالمنطقة من تقدم الجيش نحو طرابلس وسيطرته على العاصمة؛ إذ سيفقدهم ذلك النفوذ الذي كوّنوه منذ سقوط النظام الليبي السابق في ليبيا، ما يعني خسارة جديدة للمشروع الإسلاموي في الإقليم.





