الإخوان تلعب دورًا في تظاهرات السودان
بعد أيام من خروج آلاف السودانيين في تظاهرات؛ احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية الضائقة التي تمر بها البلاد، وامتداد الحراك لرقعة جغرافية كبيرة، شملت «عطبرة، والخرطوم، ومدينة القضارف»، قفزت جماعة الإخوان في السودان على التظاهرات، إذ قال المراقب العام، علي جاويش: إن الجماعة تقف صفًا واحدًا مع المواطن، وتؤيده في احتجاجه.
يزداد المشهد السوداني
تعقيدًا يومًا بعد الآخر، خاصة أن الجهة التي تقود الاحتجاجات مازالت غير محددة، لكن
ثمة شواهد تبين دورًا إخوانيًّا داعمًا للتظاهرات التي أدت إلى حرق مقر الحزب الحاكم،
اليوم، كما يرجح مراقبون أن الإخوان أعلنوا موقفهم عقابًا لـ«عمر البشير»، الرئيس
السوداني على زيارته لسوريا ولقائه الرئيس بشار الأسد، قبل عدة أيام، كأول رئيس عربي يزور سوريا منذ 2011، خاصة أن
الأبواق الإعلامية الناطقة باسم الإخوان، وتبث من قطر وتركيا، شنت هجومًا على
«البشير» الذي طالب بضرورة وجود القوات السودانية
ضمن صفوف التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن ضد ميليشيات الحوثي.
للمزيد:دوافع رغبة إخوان السودان في السيطرة على التنظيم الدولي
وأوضح في تصريحات له، أن رقعة الاحتجاجات تتسع جغرافيًّا في الشمال والوسط والشرق، والعاصمة الخرطوم، بينما تسارع عناصر الحكومة والجهاز التنفيذي وكذلك الحزبي بالهرب في مواجهة الاحتجاجات؛ مفسرًا ذلك بأن العجز الهائل والكارثي في الخبز والوقود، هما السبب المباشر في انطلاق الأحداث، والحكومة ليست لديها حلول حاليًا لهذه القضية، ولا في المدى القريب.
وعن قرار إغلاق المدارس والجامعات وقطع الإنترنت، أكد «رسلان» أنها مؤشرات واضحة للمأزق المتصاعد للنظام، لا سيما أن هناك ارتباكًا واضحًا فى الموقف الرسمي، فبعض قيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم تتهم الحزب الشيوعي السوداني، في حين أن رئيس جهاز الأمن برأ القوى السياسية، وعزا الأمر إلى دخول ٢٨٠ عنصرًا تابعين لحركة عبدالواحد محمد نور (دارفور) قدموا من إسرائيل، وقاموا بالتخريب من داخل المظاهرات، وأن بعض هذه العناصر تم تجنيدها من قِبل الموساد.
أما القوى السياسية المعارضة، فمواقفها باهتة ولا يبدو لها أثر في توجيه الأحداث حتى الآن، بحسب «رسلان»، مشيرًا إلى أن بعض القوى السياسية التي كانت متحالفة مع النظام، تحاول القفز من السفينة، مثل حزب الإخوان، وكذلك بعض الأطراف الاتحادية التي كانت جزءًا من النظام منذ عام ١٩٩٦.
ويرى رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل، أن السودان يتهيأ لانقلاب قصر؛ بما يعنى أن يرحل «البشير» ويتم التحول لفترة انتقالية أو يبقى بنسخة معدلة، محذرًا من حالة فوضى يمكن أن تشهدها البلاد في حالة السقوط غير المنظم للنظام، وعدم وجود تحالف بديل واضح لاستلام السلطة والسيطرة على الشارع من الانفلات.
للمزيد: بعد 20 عامًا من تصنيفه داعمًا للإرهاب.. السودان يبحث عن مخرج للاقتصاد
وبعد ترديد هتافات مطالبة بإسقاط النظام، أعلنت السلطات السودانية حالة الطوارئ في العاصمة، تبعها قرار بفرض حظر التجوال من السادسة مساءً حتى السادسة صباحًا، كما علّقت وزارة التربية والتعليم الدراسة بجميع المدارس الحكومية والأجنبية والخاصة لمرحلتي الأساسي والثانوي اعتبارًا من غدٍ إلى حين إشعار آخر؛ حفاظا علي أرواح الطلاب.
كما نقلت وكالة الأنباء السودانية «سونا» عن الناطق باسم الحكومة، بشارة جمعة، قوله إن جهات سياسية استغلت الاحتجاجات التي سقط فيها ثمانية قتلى، وحولت المظاهرات السلمية إلى نشاط تخريبي استهدف المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة بالحرق والتدمير وحرق بعض مقار الشرطة بفعل المندسين.
وأضاف: «برزت بعض الجهات السياسية في محاولة لاستغلال هذه الأوضاع لزعزعة الأمن والاستقرار تحقيقًا لأجندتهم السياسية، وهو الأمر الذي وضح جليًّا في بياناتهم المنشورة».
ورغم تبرؤ البشير من جماعة الإخوان قبل عامين، حين قال في مقابلة مع فضائية «سكاي نيوز» عام 2016 : «لم أكن يومًا أنتمي للإخوان»، ما زال السودان حاضنًا لقيادات وشباب الإخوان الهاربين من مصر، وفُتحت المعسكرات لتدريب الشباب على حمل السلاح، والعودة إلى مصر لتنفيذ عمليات إرهابية استهدفت رجال الجيش والشرطة والأقباط.





