«ليس للحوثي عهد».. خيانة الميليشيا الإرهابية للمواثيق والاتفاقيات «عرض مستمر»
الإرهاب الحوثي نبتة شيطانية، زرع بذورها في أرض اليمن (الذي كان قبل الحوثيين سعيدًا) «نظام الملالي» بإيران، ومسلحو هذه الميليشيا الانقلابية مثل نظرائهم من عناصر الجماعات والتنظيمات الإرهابية ليس لهم عهود، ولا يعرفون لـ«الوفاء بالوعود» طريقًا.
ولم يكن انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية، الأحد الماضي، على كل بنود مشاورات السلام التي جرى الاتفاق عليها في مباحثات العاصمة السويدية ستوكهولم، وعلى رأسها رفض تسليم ميناء الحديدة، والانسحاب من المدينة، أمرًا بالجديد على مسلحي هذه الميليشيا الإرهابية؛ فالحوثيون خلال السنوات القليلة الماضية خانوا كل العهود التي قطعوها على أنفسهم للشعب اليمني.
للمزيد: الحوثيون ينقلبون على اتفاق السويد.. الميليشيا الإرهابية ترفض تسليم الحديدة
خداع مستمر
دأب الحوثيون، على ممارساتهم الخداعية، ولم يحترموا طوال تاريخهم الأسود باليمن، أي اتفاقات وقعوها أو عهود قطعوها مع أي طرف؛ ففي ديسمبر من العام 2017 اغتالوا الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، وذلك بعد أن قطعوا له عهودًا ومواثيق تظاهروا خلالها بتقاسم السلطة معه.
وقبل اغتياله بسنوات، وبالتحديد في العام 2003 اكتشف الرئيس اليمني الراحل، أن الحوثيين أصبحوا ذراعًا إيرانية تهدف إلى تخريب اليمن، وتنفيذ المشروع الصفوي في المنطقة العربية، فما كان من «صالح» إلا أن اصطدم بعناصر الميليشيا الإرهابية، وخاض ضدهم 6 حروب ما بين الأعوام 2004 وحتى 2010.
واستغل الحوثيون، عدم حسم «صالح» معاركه ضدهم عسكريًّا، وتحالفوا مع «إخوان اليمن»، حتى نجحوا في تنفيذ انقلاب أطاح به من السلطة عام 2011، ولم يكتفوا بذلك بل نفذوا في يونيو من العام ذاته محاولة انقلاب فاشلة ضده، وأخرجوه عقبها من الرئاسة، ومنذ ذلك الحين أصبحوا قوة عسكرية في اليمن، خاصة بعدما نجحوا في نهب معدات وأسلحة الجيش اليمني.
للمزيد: «المخطط الصفوي».. لهذه الأسباب لن يلتزم الحوثيون بالاتفاقيات الدولية
وشيئًا فشيئًا؛ استطاع الحوثيون باستخدام المكر والخديعة التي عرفوا بها، القضاء على «آل الأحمر» زعماء قبيلة حاشد في محافظة عمران، وهو المخطط الذي استولوا عقبه على العاصمة اليمنية صنعاء.
الانقلاب على الرئيس «هادي»
ظن الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي، أن الحوثيين ربما يستجيبون لنداءات السلام، فوقع معهم في سبتمبر من العام 2014 اتفاقية «السلم والشراكة» برعاية الأمم المتحدة، عقب استيلائهم على العاصمة صنعاء، وكعادتهم سرعان ما انقلب مسلحو ميليشيا الحوثي الإرهابية على هذه الاتفاقية، وذلك حين وضعوا «هادي» تحت الإقامة الجبرية، وأجبروه على إعلان استقالته تحت تهديد السلاح.
ولم ينقذ الرئيس اليمني الحالي، من قبضة الحوثيين، سوى نجاحه في الفرار من المكان الذي كان محتجزًا بداخله في صنعاء، وعودته عن الاستقالة، وفضحه كل تفاصيل المخطط الحوثي.
للمزيد: «المالكي» يؤكد أهمية التزام ميليشيا الحوثي باتفاق السويد
وجاءت لحظة ردع مسلحي ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وذلك حين شُكل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والذي دعم الحكومة اليمنية الشرعية والجيش الوطني في مختلف الجوانب، الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية، وهو الدعم الذي أنقذ ملايين اليمنيين من ويلات إرهاب الحوثيين.
اتفاق السويد.. لن يكون الأخير
وكانت آخر واقعة (ولن تكون الأخيرة، إذا ظل الحوثيون في اليمن) تبرهن على أن الحوثيين جُبلوا على الانقلابات والحنث بالعهود وخيانة المواثيق والاتفاقيات، تلك التي حدثت مساء الأحد الماضي، حين أكدت الميليشيا الإرهابية المدعومة من إيران، في تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أدلى بها القيادي بالميليشيا «عبدالملك العجري»، أن الحديث عن تسليم ميناء الحديدة «مجرد شائعات»، وهو ما يكشف القناع عن الوجه الإرهابي للميليشيا الإرهابية، ويؤكد عدم التزامها بتنفيذ أي اتفاقيات وقعت عليها مع الحكومة اليمنية الشرعية في السويد.
الانقلاب الحوثي على اتفاق السويد، أمر دُبر بليل، وكان معدًا له حتى من قبل جلوس وفد الميليشيا الإرهابية على طاولة المفاوضات؛ فقد كشف مستشار الرئیس اليمني، عضو الوفد الحكومي في مشاورات السلام، عبدالعزيز جباري، في لقاء تلفزيوني، أذيع أمس الأحد، على قناة اليمن الرسمية، عن تدخل شخصي من قبل زعيم ميليشيا الحوثي الإرهابية عبدالملك الحوثي، في نتائج مفاوضات السوید.
للمزيد: محاولة حوثية لاقتحام صعدة.. التحالف والجيش اليمني يُجبران الميليشيات على الهروب
هذا التدخل يتمثل في وفدي الحكومة الشرعية، والميليشيا الانقلابية، كانوا قد توافقوا على معظم الملفات ومنھا ملف تعز، لكن وفي الساعات الأخیرة أجرى «الحوثي»، مكالمة ھاتفیة بأعضاء الوفد الممثل للميليشيا أمرھم فیھا بالتراجع عن التزاماتھم في ھذا الملف تحدیدًا.
اتصال عبدالملك الحوثي، بأعضاء الوفد الممثل لميليشيته الإرهابية، في مشاورات السويد، كان أولى خطوات تنصل الحوثيين وانقلابهم على الاتفاق، وهو ما يشير إلى أن زعيم الميليشيا المدعومة من إيران، كان يبيت النية على الضرب بجهود المجتمع الدولي عرض الحائط.





