«حزب الإصلاح».. عرض مستمر لمسلسل خيانته الشعب اليمني
الإثنين 08/أكتوبر/2018 - 08:29 م
حزب الإصلاح
محمد عبد الغفار
بحسابات اختلاف الأيديولوجيات، يعد من الغريب أن يحدث
تقاربًا ما، بين حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، وجماعة الحوثي، يد إيران في اليمن، إلا أن حسابات المنطق تتهاوى، دائمًا، مع جماعة
الإخوان، التي تبحث عن مصلحتها وتحقيق أهدافها، بغض النظر عن الطريقة والأسلوب.
الفريق على محسن الأحمر، نائب رئيس الجمهورية اليمنية الحالي
هذا التقارب غير المعلن في بدايته، والعلني بعد ذلك في اجتماعات «صعدة» ما بين قيادات الحزبين، سمح للحوثيين من جهة، ولحزب الإصلاح من جهة أخرى، بنشر الفساد والإرهاب داخل المدن اليمنية ومناطق الشرعية، ما جعل الشارع اليمني يشعر بالدهشة والتعجب مما يفعله الذراع السياسية لجماعة الإخوان في اليمن.
كانت البداية، عندما سلم الفريق على محسن الأحمر، نائب رئيس الجمهورية اليمنية الحالي، والمحسوب على حزب التجمع اليمني للإصلاح، معسكرات «الفرقة الأولى مدرع» في صنعاء وعمران، بما تمتلكه من قوات وآليات وصواريخ وعتاد عسكري، إلى ميليشيات الحوثي، ما منحها قوة عسكرية وبشرية مضاعفة، وفتح لها الباب للسيطرة على مناطق واسعة كانت تقع تحت حماية ونفوذ الفرقة المدرعة.
وبغض النظر عن إعلان قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح، مرارًا وتكرارًا مساندتهم للشرعية الدستورية، إلا أن تصرفات القوات العسكرية التابعة لهم على أرض الواقع، لم تكن تعبر عن هذا التوجه، حيث اختفت قوات حزب الإصلاح من محيط العاصمة صنعاء بصورة مفاجئة، ما فتح الباب أمام قوات الحوثي للسيطرة على العاصمة، وهذا يعد استمرارًا لمسلسل الخيانة التي قام بها الحزب، للشعب اليمني.
ميليشيات الحوثي
وعلى الرغم من الحرب الضروس التي تشنها قوات التحالف العربي للحفاظ على الشرعية الدستورية في اليمن، فإن قوات الإصلاح وبالتآمر مع ميليشيات الحوثي، تقوم بإعادة تسليم تلك المواقع مرة أخرى إلى الحوثيين، سواء بالهروب من القواعد العسكرية، أو بإجراء مواجهات صورية تنتهي دائمًا بانتصار قوات الحوثي واستعادتها لتلك المناطق.
وقد حدث هذا الأمر بصورة متكررة في المناطق المحررة داخل اليمن، مثلما حدث في يونيو الماضي داخل جبهة قانية وخدار العرجا وغول سالم وسفح وجبل العر بمحافظة البيضاء، حيث قامت القوة العسكرية للواء 117 المحسوب على حزب التجمع اليمني للإصلاح بتسليم تلك المواقع لقوات الحوثي بعد قتال صوري، كما سهل ضباط وجنود اللواء 117 خروج الأسلحة والجنود من جبال الخليقة، والتي تعتبر أكبر مخزون لأسلحة الحوثيين في المنطقة.
وقد تكرر الأمر في مدينة تعز، والتي تعد أكبر قاعدة شعبية لحزب التجمع اليمني للإصلاح، كما تحتوي على القيادات الرئيسية للقوات العسكرية التابعة لحزب الإصلاح، وعلى الرغم من ذلك، استطاعت ميليشيات الحوثي السيطرة على المدينة دون وجود أي مقاومة تذكر، وبدلًا من أن تقاوم قيادات ومنتسبي حزب الإصلاح عن مدينتهم، أعلن الحزب إجراء اتفاقية تعايش وتفاهم مع قيادات ميليشيا الحوثي، التي يعتبرها الحزب قيادات انقلابية!.
وقد كانت تلك الصيغة هى الباب الخلفي لتسليم المدن اليمنية واحدة تلو الأخرى ليد ميليشيا الحوثي، حيث سلمت قيادات حزب الإصلاح في مختلف المدن اليمنية مقاليد الحكم بها إلى الحوثيين، وذلك من خلال توقيع اتفاقية تعايش وتفاهم معهم، ما يضمن لهم الحصول على مزيد من المكاسب السياسية والأمنية على أرض الواقع، بغض النظر عن خيانتهم للشعب اليمني وللشرعية الدستورية.
صورة أرشيفية
وأمام هذه الخيانة، وسقوط المدن اليمنية بسرعة مريبة في يد الحوثيين، اضطرت الدول العربية إلى التدخل في الشأن اليمني لمواجهة المد الإيراني من خلال عاصفة الحزم، ما أربك حسابات قيادات الإصلاح، وظلوا لمدة 8 أيام يفكرون في تأييد أو رفض هذا التدخل، إلى أن قرروا إعلان التأييد الصوري للعلن، واستمرار سياستهم الخفية على أرض الواقع، حيث استفاد الحزب من عاصفة الحزم عبر وصول على محسن الأحمر إلى منصب نائب الرئيس، ما فتح أمامهم الباب للسيطرة على المناصب الحكومية الرسمية، وهو ما يمهد لأخونة الدولة اليمنية، كما عمل الحزب على إبرام اتفاقيات سرية مع قوات الحوثي وصالح حتى لا تحدث مواجهات قوية ومباشرة ما بين الطرفين في جبهات القتال.





