أجنحة إيران تحلق فوق «الدفاع» العراقية.. «تشيُّع» الوزارة الأخطر في حكومة «عبدالمهدي»
الخميس 13/ديسمبر/2018 - 11:12 م

أجنحة إيران وحكومة «عبدالمهدي»
محمد شعت
تحولٌ جديدٌ تشهده أزمة تسكين وزارتي «الدفاع» و«الداخلية» في حكومة العراق، ما قد يُعرقل تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة عادل عبدالمهدي، خاصةً في ظل اختلافات داخلية وضغوط دولية ومصالح الإقليمية، إضافة إلى فكرة المحاصصة التي تُسيطر على نظام الحكم في بلاد الرافدين.

عبد الله الخربيط رئيس كتلة «الأنبار هويتنا»
جاء التحولُّ الجديد في الأزمة بعدما أعلنت كتل سنّية في العراق، عن قبولها تولية قائد عسكري شيعي حقيبة الدفاع، وهو ما عبّر عنه بشكل صريح رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، موجّهًا رسائل إلى عددٍ من قادة جهاز مكافحة الإرهاب لاختيار أحدهم وزيرًا للدفاع بعيدًا عن كون المنصب من حصة «المكوّن السني».
وقال عبد الله الخربيط رئيس كتلة «الأنبار هويتنا»، في تصريحات نقلتها تقارير صحفية: «نرى أن المسألة لا تتعلق بحصة هذا الطرف أو ذاك على أسس طائفية أو مكوناتية بقدر ما هو استحقاق وطني يستحقه من هو أكفأ، فضلًا عن أننا بذلك نُريد كسر المحاصصة التي ألحقت ضررُا كبيرًا بالعراق».

المحلل العسكري العراقي، زياد الشيخلي
انشقاقات التكتلات
في تصريح خاص لـ«المرجع»، يقول المحلل العسكري العراقي، زياد الشيخلي، مفسرا: «إن العراق لن يخرج من باب المحاصصة السياسية والدينية والقومية، فالعملية السياسية قد بنيت بهذا الشكل وهو الذي يخدم الأحزاب والكتل المسلطة على رقاب العراقيين منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣».
وتابع «الشيخلي»: إن دعوة بعض الأطراف السنية المشاركة في العملية السياسية بقبول وزير شيعي لمنصب وزير الدفاع، لم يأتِ من الانسلاخ الطائفي لهذه الفصائل ولا من إبداء الولاء الوطني للعراق، بل جاء نتيجة ما أفرزته الانتخابات البرلمانية الأخيرة والتشرذم والانشقاق داخل جميع الكُتل والمكونات فلا توجد كتلة أكبر أو توافق سني كامل أو توافق شيعي بالشكل المطلوب.
وأوضح المُحلل العسكري العراقي، أن هذه الدعوات جاءت من أجل سحب البساط من تحت بعض الفصائل السياسية السنية المتسلطة على حقيبة الدفاع، التي جعلت من هذه الوزارة سلعة تتداول داخل سوق المزايدات الفاسدة.
واستطرد «الشيخلي» موضحًا تلك التحولات: الفصائل السنيَّة التي دعت لقبول شخصية شيعية لمنصب وزير الدفاع ستكون لها الكلمة الأقوى داخل قبة البرلمان بعد أن أعطت ولاءها الكامل لنواب الشيعة وبهذا قد قاموا بضرب عصفورين بحجر واحد.
وأضاف «الشيخلي»، إن كل عراقي وطني يرغب بأن يخرج العراق من خندق المحاصصة السياسية والدينية والقومية، وتكون المناصب وفق الاستحقاق المهني والعلمي، وليس على حسابٍ أعلى المزادات، وإهانة العراق بهذا الشكل المخجل الذي لا يبني أوطان ولا حتى مؤسسات أو جيل ناجح.

المحلل السياسي والكاتب العراقي، عبد الجبار الجبوري
حيلة إيران
على صعيدٍ متصل يرى المحلل السياسي والكاتب العراقي، عبدالجبار الجبوري، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، إنه يتداول في مجلس النواب تقديم مقترحات من نواب سنة، لتجاوز أزمة منصب وزير الدفاع ، وقد تسربت معلومات عن قيام رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بتقديم وترشيح شخصية عسكرية شيعية، لمنصب وزير الدفاع.
وأعرب «الجبوري» عن اعتقاده بأن هذا المقترح تقف خلفه إيران للخروج من أزمتها مع مقتدى الصدر ورفضه فالح الفياض المحسوب على الأجنحة الإيرانية؛ حيث وصلت حدة التصريحات إلى المواجهة بين الطرفين، ليأتي مقترح الحلبوسي وينزع فتيل الأزمة بمقترحه تنصيب شيعي وزيرًا للدفاع بالرغم من أن منصب الدفاع من مكونات السنة وفقًا لسياسة المحاصصة العراقية، وبهذا المقترح الذي قدمته أطرافٌ سنيةٌ تنقذ أجنحة إيران من المواجهة والاشتباك، من جهة وتمد حبل النجاة لحكومة عادل عبد المهدي الآيلة للسقوط والفشل من جهة أخرى.
واختتم الجبوري موضحًا، أنه حتى لو ظهرت حكومة عادل عبد المهدي ورأت النور، لن تمكث طويلًا في المشهد وستواجه الانهيار بعد فترة قصيرة، وذلك لعدة أسباب، على رأسها ضعف شخصية عبد المهدي في مواجهة أجنحة إيران، وفرض طهران- من خلال رجالها في العراق- سطوتها على الحكومة الوليدة، لذلك نراه يحاول التوفيق والخضوع لقوائم إيران في العملية السياسية تجنبًا للصدام معها.