مأزق «الدفاع» و«الداخلية».. التكتلات تعرقل اتمام تشكيل الحكومة العراقية
لاتزال وزارتا الدفاع والداخلية تشكلان حجر عثرة في طريق اتمام تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، برئاسة عادل عبدالمهدي،إذ أعلنت كتلة المحور في مجلس النواب العراقي، الذي يضم أغلب القوى السنية، اليوم الإثنين، عدم التصويت على مرشحي حقيبتي الدفاع والداخلية، اللذين سيقدمهما رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي للبرلمان.
وقال رئيس الكتلة، أحمد الجبوري في بيان صحفي، إن كتلته لن تصوت على وزيري الدفاع والداخلية بسبب عدم معرفة الأسماء حتى هذه اللحظة، مؤكدًا أن الكتلة ترفض سياسة الأمر الواقع والإملاءات التي تمارسها بعض الجهات، مضيفًا: نؤكد أن حقيبتي وزارة الدفاع والداخلية، استحقاق وطني، مع حرصنا الشديد على تقديم شخصيات مهنية لوزارتي الدفاع والداخلية بعيدة عن الأحزاب السياسية.
للمزيد.. الوزارات السيادية العراقية.. صراع بالمليارات تديره الأجندة الإيرانية
شبهات فساد
وفي ظل الجدل الدائر حول تسمية وزيري «الدفاع» و«الداخلية»، توالت التصريحات التي تبرر هذا التأخير، وأسباب عدم التوافق بشأن الوزارتين، إذ أكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية عن تحالف المحور الوطني، محمد الكربولي، أن سبب تأخر تسمية وزير الدفاع هو ضلوع بعض كبار قادة العمليات في تعاملات فاسدة.
وقال الكربولي، في تغريدة عبر «تويتر»: «ليكن معلومًا للشعب أن سبب تأخير حسم وزارة الدفاع، هو ضلوع بعض كبار قادة العمليات والجيش في تعاملات فاسدة، لعرقلة وصول الكفاءات العسكرية العراقية التي رشحناها للمنصب، خوفًا من توقف الإتاوات التي يجبونها من قواطع العمليات».
للمزيد.. معركة الوزارات السيادية بالعراق: «الدفاع» تُقسم السُّنَّة.. و«الداخلية» تشعل الصراع الشِّيعي
معركة «التهميش»
الكاتب والمحلل السياسي العراقي، عبدالجبار الجبوري، أكد أن رفض القوى السنية، وتحديدًا رئيس المحور أحمد الجبوري، للتصويت على وزيري الدفاع والداخلية، يأتي في ظل خلافات شديدة بين المحور وقائمة الفتح التي يتزعمها هادي العامري، وهذه الخلافات أجبرت رئيس المحور على الانسحاب من قائمة الفتح، بسبب تجاهل وتهميش رئيس القائمة، وتفردها بقرار تشكيل الحكومة والمناصب، وعدم دعوة أعضاء المحور للاطلاع على الترشيحات والمشاركة في المناصب الحكومة.
وأشار المحلل السياسي العراقي، إلى أن هذا الأمر أدى إلى الانسحاب، وبعدها خرج هادي العامري بتهديد مباشر لقائمة المحور، بفضح رئيس القائمة وأعضائها في عملية بيع المناصب، مؤكدا أن رفض التصويت للقوى السنية، جاء نتيجة إقصاء وتجاهل قوائم الإصلاح والبناء لها في اجتماعات تشكيل الحكومة، ورفض ترشيح الفريق جمعة عناد مرشح زعيم المحور، لمنصب وزير الدفاع.
للمزيد.. تشكيل الحكومة العراقية.. بداية الخروج عن «بيت الطاعة الإيراني»
صراع التكتلات
المحلل السياسي العراقي، أنمار الدروبي، يري أن البرلمان العراقي تسيطر عليه كتلتان ، هما الإصلاح والبناء، وداخل هاتين الكتلتين ينقسم النواب، ومنصب وزير الدفاع يخص «السنة»، وهنا القضية تحولت إلى صراع ما بين سنة البناء وسنة الإصلاح، مشيرًا إلى أن الأمر تحول إلى معارك ولا أحد يعمل من أجل الوطن والمواطن، تاركين مآسي الشعب من فقر وبطالة وسلاح خارج نطاق الدولة وإطار القانون وميليشيات مسلحة تصول وتجول في البلد، والنواب منغمسين في معارك المناصب والشد والجذب فيما بينهم.
وأوضح «الدروبي»، أن الكتل السنية رفضت مرشح وزارة الدفاع لأنه كان مرشحًا من قبل إياد علاوي، وهم يقولون هذا المنصب من حق سنة كتلة البناء، لافتًا إلى أن من يقود لوبي الرفض هم جماعة آل الكربولي، لافتًا إلى أن إياد علاوي رئيس القائمة الوطنية ومن خلال علاقاته القديمة مع رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي تمكن من ترشيح وزير الدفاع عن قائمته، ولكن سنة قائمة البناء يرفضون هذا الترشيح ويدعون أن هذا من حقهم.





