نتائج الانتخابات العراقية.. حرب المصالح بين أمريكا وإيران
السبت 19/مايو/2018 - 02:19 م
حور سامح
كشف الموقع الرسمي لزعيم التيار الصدري «جوابنا»، عن اجتماع مقتدى الصدر زعيم تيار «سائرون»، بالسفير السعودي بالعراق عبدالعزيز الشمري، والسفير التركي فاتح يلدز، والسفير السوري صطام الدندح، والسفير الأردني منتصر الزعبي؛ حيث عُقِد اللقاء يوم الجمعة، قبل الإعلان الرسمي عن نتيجة الانتخابات العراقية.
وقال «الصدر»، خلال الجلسة: إن «العلاقات مع البلدان المجاورة علاقات تاريخية وثقافية، والتعامل مع دول الجوار يقوم على علاقات الصداقة لا العداوة، وأنه سيعمل على تعزيز العلاقات بالشعوب والدول المجاورة»، مناشدًا الدول العربية بضرورة دعم العراق في خطواته القادمة، ومساعدته في تشكيل حكومة وطنية بعيدًا عن الطائفية والصراعات السياسية.
وأظهرت النتائج النهائية للانتخابات العراقية فوز التيار «الصدري» بالأغلبية؛ حيث حصل على 54 مقعدًا، ويليه تحالف «الفتح» برئاسة هادي العامري 47 مقعدًا، وفي المرتبة الثالثة جاء ائتلاف «النصر» برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ42 مقعدًا، فيما حصل الحزب الكردستاني على 26 مقعدًا، وتذيل الترتيب ائتلاف «دولة القانون» برئاسة نوري المالكي بـ 25 مقعدًا.
وفي هذا الصدد، نشر مايكل نايتس، الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، تحليلًا للوضع في العراق، يشير فيه إلى أن الوضع في العراق معقد للغاية، ولا يمكن حسم المشهد هناك، وأنه يجب عدم الاعتماد على التحليلات المتسرعة للمشهد، رغم الأداء القوي لتحالف «سائرون» في الانتخابات، بشكل غير متوقع.
ويتشكل البرلمان العراقي من 329 نائبًا، ويختار النواب رئيس الوزراء بتحقيق أغلبية تبلغ 165 صوتًا، بغض النظر عن التحالفات والأحزاب والانتماءات.
ويوضح «نايتس» في تقريره، أن احتمالات تأخر تشكيل الحكومة موجودة، إذ استغرق تشكيل الحكومة فترة طويلة عام 2014، وبالمقارنة بانتخابات 2014 يمكن أن تشكل الحكومة في سبتمبر 2018، أو من الممكن أن تستغرق 289 يومًا كانتخابات 2010، ووقتها ستباشر الحكومة عملها في فبراير 2019، وقد تكون النتيجة احتمالًا بين الاثنين، وهو تشكيل الحكومة في نوفمبر 2018.
وأكد التقرير أنه غير مسموح لأي ائتلاف عراقي أن ينفرد بتشكيل الحكومة، وعادة ما يكون التحالف يضم «6 - 8» قوائم لتشكيل الحكومة.
ويقول «نايتس» إنه يرى سيناريوهين للانتخابات العراقية، الأول وجود حكومة تنوع الأغلبية يشكلها تحالف التيارين «الصدري والعبادي»، لافتًا إلى أن التيار الصدري سيستبعد تيار الفتح، وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، وتلك الأقرب لإيران، وسيمثل التيار المستبعد المعارضة في البرلمان لأول مرة منذ عام 2003.
ويرى «نايتس» أن التيار الصدري قادر على تشكيل حكومة تكنوقراط، تنتهج نهجًا شعبيًّا اقتصاديًّا.
وكشف أن السيناريو الآخر هو «حكومة فوضوية»، وهذا سيتم اللجوء إليه في حالة عدم قبول إيران استبعاد حلفائها من الحكومة، وتهديد التكتلات بتحركات تعرقل المشهد، خصوصًا أنها تمتلك ميليشيات مسلحة، وأن التيار الصدري غير مستعد للتعاون مع إيران بأي شكل من الأشكال، مثلما أكد مقتدى الصدر مؤخرًا أنه لن يسمح بتدخلات إيران في العراق؛ لأنها سبب في توتر المشهد السياسي.
واختتم «نايتس» تحليله، مشددًا على ضرورة ألا تخشى الولايات المتحدة على مصالحها في العراق، وأنها يجب ألا تربط مصالحها بوجود رئيس وزراء دون غيره، وأن وجودها يجب ألا يتجدد كل أربع سنوات، ولابد أن تبحث عن حل يحمي مصالحها بشكل متوازن، دون ربط مصالحها بالحكومات المتغيرة.





