قبل أسبوعين من انطلاقها.. انتخابات العراق «حرب اتهامات»

أسبوعان فقط، هما ما تبقى على بدء الانتخابات النيابية العراقية، ما يُؤجج التنافس بين قادة الميليشيات الشيعية الكبرى، (الحشد الشعبي)، على كسب أصوات الناخبين وسط اتهامات بالمتاجرة بالنصر العسكري على «داعش».

ائتلاف دولة القانون، التابع لرئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، يُحاول الحفاظ على الصدارة التي تمتع بها طوال السنوات الماضية، فيما يسعى، هادي العامري، رئيس ائتلاف الفتح المتزعم لعدد من فصائل الحشد الشعبي، لكسر هذا الاحتكار اعتمادًا على ما حققه مقاتلوه من نصر عسكري على «داعش»، رغم الاتهامات التي لاحقت ميليشياته بارتكاب جرائم حرب بحق السكان السنة.

حيدر العبادي، رئيس الوزراء، يخشى خسارته
لمنصبه، حال إخفاق ائتلاف النصر الذي يُمثله، في إحراز الأغلبية النيابية في الانتخابات.

وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، قد وجه أمس الأول، انتقادات لاذعة لما اعتبره استغلالًا لاسم الحشد الشعبي، بهدف كسب الأصوات الانتخابية، كما قال، ومن ثَمَّ رد عليه، ليث العذاري، عضو المكتب السياسي لـ«عصائب أهل الحق»، أحد فصائل الحشد، قائلًا:
«أغلب من أتى بعد 2003 يفخر بتاريخه النضالي، فلماذا لا يحق لنا الفخر بما أنجزه الحشد الشعبي؟ أقرب مثال لاستغلال نتائج الحرب ضد «داعش»، هي قائمة النصر التي يرأسها رئيس الوزراء حيدر العبادي، فمن الواضح أن اسمها لا يستند إلى حزب أو جهة سياسيَّة، إنما على النصر المتحقق ضد داعش».

وكان «العامري» قد رفض، السبت الماضي، الانتقادات التي وجهها «الصدر» بشأن استخدام الحشد الشعبي كدعاية انتخابية للائتلاف، وقال في كلمة له في محافظة بابل خلال الترويج: «لم نُقاتل من أجل الانتخابات، ولا نُريد من أحد أن يجازينا على الجهود التي بذلناها».
وترجح بعض وسائل الإعلام المحلية، أن يحظى «العامري» دون سواه من المتنافسين بتأييد إيران، ذات النفوذ الكبير بالعراق، والذي يصل إلى حد حسم الأمر لصالح من تؤيده.
ويتعرض المرشحون التابعون لـ«العامري» في المحافظات المختلفة، لسيل من الانتقادات الحادة والمضايقات، التي وصلت إلى حد تعرض المرشحة عن تحالف الفتح، إيمان جبار، للضرب المبرح أثناء توزيع دعايتها الانتخابية مع فريق عملها.
وكان «العامري» قد دخل في تحالف مع «المالكي»، قبيل الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 30 من أبريل 2014، ووصف «العامري» حينها التحالف بـ«الكاثوليكي» -كناية عن استمراريته للأبد- وحصل هو وأتباعه على 22 مقعدًا برلمانيًّا ضمن الائتلاف، الذي يُعدُّ من أقوى منافسيه هذا الموسم.