قبائل اليمن.. ورقة الحسم في صراع الشرعية و«الحوثي»
الخميس 01/نوفمبر/2018 - 05:17 م
الحوثي
علي رجب
تُشكل «القبائل» المكون الأساسي في التركيبة الاجتماعية اليمنية، وفي ظلِّ الحرب التي يقودها التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، تأتي القبائل على رأس اللعبة السياسية والعسكرية في تحديد مصير ميليشيا الحوثي الانقلابية.
الدكتور سمير الشميري
ويوجد أكثر من 200 قبيلة في اليمن، ما يضيف للقبائل أهمية سياسية في بناء الدولة؛ إذ تلعب دورًا رئيسيًّا في صناعة القرار السياسي، بحسب أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة عدن، الدكتور سمير الشميري، في بحثه «القبيلة والسلطة.. القوة والضعف».
الرئيس اليمني السابق «علي عبدالله صالح»
من «الجزرة» إلى «العصا»
منذ مقتل الرئيس اليمني السابق «علي عبدالله صالح»، تصاعدت التوترات بين قبائل اليمن الواقعة تحت سيطرة ونفوذ الحوثي، خاصة فيما يسمي قبائل «طوق صنعاء»، التي اختارت الوقوف على الحياد في معركة الأيام الثلاثة الأولى في ديسمبر 2017 بين ميليشيا الحوثي و«صالح».
وبعد مقتل «صالح» تغيرت الموازين، وتحولت سياسة «الجزرة» التي اتبعتها ميليشيا الحوثي مع القبائل، إلى سياسة «العصا»؛ حيث مارست الميليشيا أسوأ أنواع التنكيل والإهانة بمشايخ القبائل؛ لحثهم على مد جبهات القتال بعدد من أبناء القبائل، في ظلِّ الخسائر البشرية لديها.
وقد أصدر رئيس ما يُسمى المجلس السياسي الأعلى، «مهدي المشاط»، قرارًا بإعادة تشكيل مصلحة شؤون القبائل، وتحويلها إلى هيئة تابعة للجماعة، تحت عنوان «الهيئة العامة لشؤون القبائل»، في محاولة للسيطرة على القبائل.
الحوثي
أزمات الحوثي والقبائل
وشهدت الأيام الماضية شبه ثورة غضب مكتومة لقبائل اليمن بشكل عام، وقبائل العاصمة بشكل خاص، حيث تضم 9 قبائل تشكل ما يطلق عليه «قبائل طوق صنعاء»، وهي: «حاشد، همدان، بلاد الروس، سنحان، بكيل، خولان، بني عشيش، أرحب ، بني حارث».
وطالبت مجموعة من نساء تلك القبائل، في بيان لهن، مشايخ وقبائل «طوق العاصمة»: إلى الانتفاضة ضد الحوثيين، وتحرير البلاد من أيديهم، قائلات: «رسالتنا إلى أهلنا وأخواننا وأبنائنا من مشايخ وقبائل طوق العاصمة صنعاء، نناشدكم نحن أمهاتكم وأخواتكم وبناتكم بسم الله ثم الوطن والجمهورية، نناشدكم باسم كل امرأة انتهك عرضها، وانتهك حرمة بيتها، نناشدكم باسم القبيلة والعرف القبلي، ونضع أمامكم وأمام نخوتكم ومروءتكم يا رجالنا جاه الله ورسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، أن تخرجوا عن صمتكم الذي قتلنا وقتل كرامتنا وكرامتكم».
وتابعن: «يكفي خضوع وخنوع وإذلال لنا ولكم ولوطنكم، الذي فرقته جماعة إرهابية ليس لديها مشروع حياة، وكل ما تعرفه هو الموت والدمار وتمزيق الوطن وقتل شعبه، وأنا الآن أضع جاهي وجاه كل نساء اليمن بين أيديكم ألا تخذلونا، فنحن عرضكم، وأن تخرجوا ضد عصابات الحوثي الإرهابية».
وفي 29 أكتوبر الماضي، عقدت القبائل، مؤتمرًا للوقوف على الأحداث والتطورات الجارية في الساحة اليمنية، واستمرار المعركة الوطنية ضد قوى الشر والانقلاب الحوثي.
وقالت قبائل «خولان السبع»، في بيان لها: إنهم أقروا عددًا من التوصيات، مجددين التأييد والمساندة لكل الجهود الوطنية التي تبذلها القيادة الشرعية، بقيادة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، داعية إلى «دعم الجبهات وتوفير الإمكانات اللازمة والكافية لاستكمال معركة التحرير».
ومؤخرًا توعدت قبائل «العوذلة» بمديرية مكيراس في محافظ البيضاء، وسط اليمن، بإخراج ميليشيا الحوثي الانقلابية من مناطقها، والثأر لقتل الأخيرة أحد أبنائها وتعذيب الآخر بعد اختطافهما.
كما أعلنت قبائل «الزرانيق»، أهم قبائل محافظة الحديدة، تجهيز 3 آلاف مقاتل من أبناء القبائل للمشاركة ضمن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، في معركة الحسم وطرد الميليشيات المتمردة من المحافظة.
ولعبت قبائل اليمن الجنوبي دورًا في دحر ميليشيا الحوثي؛ حيث أعدت قبائل «العوالق» (كبرى قبائل محافظة شبوة) 3 آلاف مقاتل؛ لحماية معقل القبيلة من الميليشيات المسلحة، قائلة في بيان لها: «لن نسمح لأي ميليشيا أن تدخل المحافظة، وسنقاتل كلّ من يحاول دخول مديريات شبوة من خارجها».
الباحث في الشأن اليمني محمود طاهر
مستقبل القبائل
من جانبه، قال الباحث في الشأن اليمني محمود طاهر: إن «القبائل عبر التاريخ تميل لطرف الصراع الأقوي في اليمن، وهم دائمًا لديهم توقيت اختيار الجانب الأقوى والوقوف إلى جانبه في حسم الصراع عبر التاريخ، وهو ما حدث مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، في صراعه مع الحوثيين في الأول من ديسمبر 2017».
وأضاف «طاهر»، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن قبائل اليمن خاصة «طوق صنعاء» سيكون لها دور في حسم الصراع إذا وجدت الشرعية قوية والحوثيين ينهارون في الجبهات.
وتابع الباحث اليمني: «المهم أن تتحرك الحكومة الشرعية والمقاومة الوطنية لتحرير المزيد من المدن والمحافظات وتطويق الحوثيين، وتشديد الخناق عليهم لكي تتحرك القبائل ضد الميليشيات الحوثية، وتحسم الصراع لصالح الحكومة الشرعية».





