يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

بعد هزائمه المتتالية.. الطائفة الزيدية تنقلب على الحوثي

الإثنين 09/يوليو/2018 - 12:12 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة

بعد الهزائم المتتالية التي ألمت بالميليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، على وقع تقدم المقاومة اليمنية والتحالف العربي لدعم الشرعية، تشجعت الأصوات المعارضة داخل الطائفة الزيدية، التي ينتمي إليها الحوثي، على الجهر بمعارضتها لمشروع الميليشيات الانقلابية وتفسيراتها للمذهب، واحتكارها لتمثيله.

بعد هزائمه المتتالية..

وكانت الحركة الحوثية قد اعتمدت منذ ظهورها، في تسعينيات القرن الماضي، على الطائفة الشيعية الزيدية، على اعتبار أنها قامت بالأساس لتدافع عن المظلومية التي تتعرض لها الطائفة بالرغم من معارضة كبار فقهاء ومشايخ الزيود لـ«الحوثي» وأفكاره.

 

وتتسم العقيدة الزيدية بالتسامح وعدم التعصب، وتعد أقرب الفرق الشيعية إلى أهل السنة والجماعة، حيث لا توجد توترات تذكر بين الطائفتين، إذ تضيق هوة الخلافات الفقهية والعقدية كثيرًا بينهما وتتشابه الأدبيات الدينية في معظمها ويختلط أبناء الطائفتين بشكل يصعب أحيانا التمييز بينهما، بعكس الطوائف الشيعية الأخرى.

 

لكن، منذ استيلاء الحوثيين على السلطة وانقلابهم على الرئيس عبدربه منصور هادي، عام 2014، وهناك سيطرة شبه تامة للميليشيات على الطائفة بعد إسكات أصوات المعارضة بالقوة والقهر، باعتبار أن الحركة تستمد شرعيتها من كونها الممثل الوحيد للطائفة والفصيل المحتكر للتحدث باسمها.

 

وقد ساهمت الهزائم المتتالية التي تعرضت لها الميليشيات الانقلابية، لاسيما بعد المعارك التي دارت في الساحل الغربي خلال الشهرين الماضيين، في تحرر الكثيرين من أبناء الطائفة الزيدية من الخوف، وأظهروا معارضتهم علنًا لـ«الحوثي» بعدما أحسوا أنه على وشك الهزيمة، وانفض عنه كثير من مناصريه.

علي عبدالله صالح
علي عبدالله صالح

وشكلت حادثة قتل الميليشيات للرئيس علي عبدالله صالح، وانقلابهم عليه، نقطة التحول في علاقة الزيود بـ«الحوثي»، فقد كان «صالح»، الذي ينتمي للمذهب نفسه، يوفر لهم حاضنة شعبية قوية، الأمر الذي لم يعد متوفرًا بعد اغتيال الحوثيين له.

 

وبدأت مؤخرًا أصوات المعارضة تصدر من كبار الرموز داخل الطائفة الزيدية، وعلى رأسهم المفكر الزيدي الشهير محمد عزان، مؤسس حركة الشباب المؤمن (عام 1992)، وهي الحركة التي انبثقت عنها حركة الحوثيين -فيما بعد-، حيث شرع في كتابة المنشورات التي تهاجم الحركة وقادتها، واتهمهم بأنهم وضعوا الطائفة الزيدية في مواجهة مع الشعب اليمني.

 

ووجه «عزان»، في منشوراته على حسابه بموقع «فيسبوك»، اتهامات عديدة لقادة ميليشيا الحوثي، منكرًا تمثيلهم للزيود، ومنبهًا إلى الجرائم اللاإنسانية التي ترتكبها عناصرهم ضد المواطنين، كتجنيد الأطفال وغيرها من الانتهاكات.

الإعلامي أحمد المكش
الإعلامي أحمد المكش

من جهته، أكد الإعلامي أحمد المكش، القيادي بحزب المؤتمر الشعبي اليمني، تعرض مشروع الحوثي لتجنيد القبائل الزيدية ضمن صفوفه لانتكاسات كبيرة، مشيرًا إلى أن عددًا من تلك القبائل أدرك أن «الحوثي» يستخدم أبناءهم وقودًا في معركة خاسرة.

 

وأضاف المكش، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن الزيود يتهمون الحوثي بتحريف مذهبهم الزيدي اليمني واستبداله بالعقيدة الاثنا عشرية المستوردة من إيران، بما تحمله من معاداة للطائفة السنية.

 

وأشار «المكش» إلى أن الخلافات داخل البيت الزيدي تأخذ عدة أبعاد، على رأسها البعد الأيديولوجي، لذا لم يعد يتبعه إلا بعض قبائل ذمار، معقل الزيدية الاثنا عشرية المحرفة، وصعدة وعمران، وكثير من أفراد هذه القبائل عقائديين مؤدلجين بفكر ملالي إيران.

 

وأكد «المكش»، على أن أقل من نصف البيت الزيدي هو الذي لا يزال يؤيد الميليشيات الانقلابية، ممن ترتبط مصالحهم بـ«الحوثي»، أما البقية فكلهم انقلبوا ضدهم انتقامًا لمقتل «صالح»، موضحًا أنه بعد اغتيال الحوثيين لحليفهم الزيدي اليمني المعتدل علي عبدالله صالح (الرئيس السابق)، في ديسمبر 2017، والذي ينتمي لقبائل حاشد الزيدية، انقلبت «حاشد» على «الحوثي»، وأصبحت القضية ثأرا قبليًا.

 

وبيَّنَ «المكش» أن عددًا من القبائل الزيدية انقلبت عليهم أيضًا، في الفترة الأخيرة، وأصبح أبناؤها يقاتلون ضد الميليشيات، من ضمنهم جزء كبير من قبائل سنحان، مسقط رأس «صالح»، وقبائل خولان الطيال، الملاصقة لسنحان، بالإضافة إلى قبائل بني ضبيان وعمران وحجه والمحويت.

"