يمنح الحوثيين حكمًا ذاتيًّا.. غموض حول المقترح الأمريكي لإنهاء الأزمة اليمنية
يبدو أن شهر نوفمبر المقبل سيكون آخر أيام لإنهاء الصراع الدائر في اليمن، وتستسلم ميليشيا الحوثي الانقلابية والمدعومة من إيران، للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وبوادر اتفاق أمريكي لخارطة الطريق، تزامنًا مع لقاء مرتقب لأطراف الأزمة في اليمن خلال شهر نوفمبر بإحدى العواصم الأوروبية مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث.
مقترح أمريكي
وقد دعا كل من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ووزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، كل الأطراف في الحرب الأهلية باليمن للموافقة على وقف لإطلاق النار خلال الأيام الـ30 المقبلة.
ووضع وزير الدفاع الأمريكي، موعدًا زمنيًّا لإنهاء الحرب وجلوس جميع أطراف الصراع إلى طاولة المفاوضات، قائلًا: «30 يومًا من الآن نريد أن نرى الجميع على طاولة المفاوضات بناءً على وقف لإطلاق النار، وانسحاب من المناطق الحدودية، ووقف القنابل التي تحول دون جهود المبعوث الأممي الخاص لليمن، مارتن غريفيث».
وقال ماتيس في كلمة بمؤتمر البحرين للأمن، بحضور ممثلين عن عدد من دول العالم والمنطقة: «أعتقد أن الحوثيين أيضًا سيجدون فرصتهم، وهم لن يجدوا وقتًا أفضل من الانخراط الآن مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن جريفيث وموظفيه الجيدين؛ من أجل الحصول على ما أعتقد أنها مصلحتهم الأفضل، وهم سيوافقون على تحقيقها، وهي أن يكون لديهم في منطقتهم مستوى من الحكم الذاتي».
فيما أعلن وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، عن لقاء مرتقب يجمع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، والمبعوث الأممي مارتن غريفيث، خلال أيام؛ لبحث مشاورات نوفمبر بين الحكومة والمتمردين الحوثيين.
للمزيد تغيير المناهج في اليمن.. سلاح «الحوثي» لتنفيذ أجندة «الملالي»
خطة الـ8 بنود
من جانبه، كشف المحلل السياسي اليمني، هاني مسهور، عن خارطة الطريق الأمريكية لحل الأزمة في اليمن، والتي تأتي أهم بنودها بوقف الحرب، والجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وأضاف المحلل السياسي اليمني، على موقع صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن الحل الأمريكي يتضمن منح الحوثيين حكمًا ذاتيًّا في صعدة مع نزع السلاح، وكذلك منح اليمن الجنوبي، حكمًا ذاتيًّا بدون حق تقرير المصير.
وتابع مسهور، أن خارطة الحل الأمريكي تتضمن أيضًا تشكيل حكومة وحدة وطنية، ونقل صلاحيات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، لنائب توافقي.
وقال مسهور إن من بنود الخطة الأمريكية للحل في اليمن، هو إلغاء القرارات ما بعد سبتمبر ٢٠١٤، واستفتاء على الدستور، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.
موقف الحوثيين
فيما رفض الحوثيون التصريحات الأمريكية حول السلام، وإنهاء الحرب.
وقال نائب رئيس وفد المفاوض للحوثيين، عبدالملك العجري، على «تويتر» إن ما قاله ماتيس مرفوض «من كل القوى الوطنية، ولا تُمثل رؤية أنصار الحوثي أو غيرهم»، رافضًا مقترح الحكم الذاتي للحوثيين.
للمزيد.. «إرهاصات السقوط».. هل اقتربت نهاية ميليشيا الحوثي في اليمن؟
مستقبل الخارطة الأمريكية:
من جانبه، قال علي الصراري، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني: إن المقترحات الأمريكية غريبة؛ لأنها لم تطرح من قبل أي طرف في اليمن أو خارجه، متوقعًا عدم نجاح الطرح الأمريكي بإعطاء حكم ذاتي للحوثيين؛ لأنه غير مقبول من قبل الحكومة الشرعية، وكذلك سيجد رفضًا من قبل الميليشيا الانقلابية.
وأضاف الصراري، في تصريح خاص لـ«المرجع» أن القضية الأولى في اليمن تتمثل في إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة الدولة من جماعة متمردة انقلبت على الدولة والشرعية في البلاد.
وتابع السياسي اليمني أن الطرح الأمريكي بمنح الحوثيين حكمًا ذاتيًّا، يُعتبر خروجًا عن مساعي الحكومة الشرعية والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وكذلك القرارات الدولية، بإنهاء انقلاب الحوثي.
الأمر الآخر من وجهة نظر «الصراري»، يقول: إن المقترح الأمريكي لا يقدم حلًّا لإنهاء الانقلاب الحوثي أو الصراع في اليمن، بل يُشكل مزيدًا من تعقيد الأزمة، وإدخال اليمن في مرحلة جديدة من الصراع، متوقعًا فشل المقترح الأمريكي؛ لأن جميع أطراف الصراع غير موافقة عليه، وهومقترح غير واضح الهدف.





