المستفيدون من بقاء الإرهاب.. كيف استطاع داعش العودة إلى سوريا؟
تُحذر
العديد من التقارير من إمكانية عودة تنظيم داعش في سوريا، بل وصعوبة القضاء عليه،
وقدرته على ضم مقاتلين أجانب جدد لإعادة ضبط صفوفه، وتثير هذه التقارير تساؤلات
حول المستفيد من استمرار وجود التنظيم في سوريا؟ خاصة بعدما أحرزت قوات التحالف
تقدمًا خلال الفترة الماضية في ملاحقة والقضاء على الدواعش.
تحذيرات
من عودة داعش
وحذر
رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الأمريكية، جوزيف دانفورد، في تصريحات له أمس
الثلاثاء، من أن تنظيم داعش في سوريا، مازال يستقطب مقاتلين أجانب جدد إلى صفوفه،
وصل عددهم قرابة 100 مقاتل شهريًّا، ومعظمهم يأتي من الحدود التركية.
وكانت أعداد المقاتلين الأجانب المنضمين لداعش قد بلغت ذروتها قبل نحو 3 سنوات، وذلك عندما وصل عددهم إلى 1500 مقاتل في كل شهر.
للمزيد.. «داعش» والعودة المحتملة.. محاولات يائسة للصمود في ظل غياب التمويل
وأضاف
«دانفورد»، في تصريحاته، أن الأمر لا يقف عند حد توفر وازدياد المقاتلين الأجانب
المنضمين إلى داعش خلال الفترة الأخيرة، بل وقدرتهم على نقل الموارد،
والأيديولوجية التي تسمح لهذه الجماعات بالعمل.
إضافة
إلى تحذيرات واشنطن، فإن قياديًّا في قوات سوريا الديمقراطية (تحالف عربي كردي مدعوم
من الولايات المتحدة) قال في تصريحات لوكالة «فرانس برس»: «إن طرد داعش من
منطقة في دير الزور سيستمر وقتًا أطول من المتوقع»، مشيرًا إلى أن التنظيم يستفيد
من ظروف المناخ، والعواصف الرملية التي ساعدتهم على الفرار من طائرات المراقبة.
وبحسب
قوات سوريا الديمقراطية؛ فإن منطقة هجين (آخر جيوب داعش في سوريا)، يوجد بها نحو 3
آلاف داعشي حفروا خنادق وأقاموا عوائق ووضعوا متفجّرات.
من
يستفيد من بقاء داعش في سوريا؟
تتعقد المواجهات في سوريا بين القوى الدولية، فبينما تتدخل إيران لمساندة القوات الشيعية وجماعات حزب الله، التي تقاتل إلى جانب النظام السوري، ضد الجماعات المسلحة ومن بينها داعش، ذلك التنظيم الإرهابي الذي تواجهه أيضًا قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
للمزيد..
بالذهب
والابتزاز.. هل يستطيع «داعش» جمع أموال لعودته بعد الانهيار؟
ويقول
الكاتب سكوت ريتر، في مقال نشر اليوم الأربعاء، في موقع the
american conservative: «إنه حتى وقت قريب كانت الولايات المتحدة
تنظر لداعش في العراق وسوريا كتهديد رئيسي للاستقرار الإقليمي في الشرق
الأوسط، وبذلت الكثير لمواجهتها، لكن وجود إيران في الأراضي السورية قد يقلل حرص
أمريكا على القضاء الكامل على مقاتلي داعش».
ويضيف
«ريتر»، أن جزءًا من جهد إيران في سوريا يذهب إلى داعش، باعتبارها قوى معادية
لطهران، خاصة أن هذا التنظيم تشكل من جماعات في العراق عقب الغزو الأمريكي، في حين
وصل الشيعة العراقيين (وبعضهم كانوا مدينين إلى إيران) إلى السلطة.
وفي
حين يلمح الكاتب إلى دور واشنطن في ظهور المتطرفين، يرى أيضًا أنها مستفيدة من
بقاء متطرفي داعش في سوريا لمواجهة إيران.
ويوضح
«ريتر»، أنه بالنسبة لإيران، لا تقتصر ظاهرة داعش على العراق، وينظر إليها على
أنها جزء لا يتجزأ من الجهود المتضافرة التي تبذلها الولايات المتحدة والمملكة
العربية السعودية ودول الخليج العربي للإطاحة بالأسد في سوريا، وتقليل قوة ونفوذ
حزب الله في لبنان، ودحر النفوذ الإيراني في كل من سوريا ولبنان العراق.
ويشير
الكاتب، إلى أن «الوجود الجغرافي لداعش في سوريا، كان مركّزًا كما هو الحال في
الصحاري الوسطى والشمالية الشرقية، وهذا جعله هدفًا ثانويًّا مقارنة مع الجماعات
التابعة لتنظيم القاعدة العاملة في حلب ودمشق وما حولها».
ويضيف «ريتر»، أنه بالرغم من الانتصارات التي حققتها الحكومة السورية، بمساعدة روسيا وإيران وحزب الله، وهو ما جعل لها اليد العليا في القتال ضد مجموعات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة ودول أخرى؛ فإن أهمية داعش كمصدر لمقاومة النظام السوري نمت، في الوقت الذي لم يكن لدى التنظيم السلطة لتحدي دمشق مباشرة، ولعل الجهود التي بذلها التحالف السوري لهزيمة داعش حولت الموارد اللازمة في المعركة الأكبر، على هذا النحو.
للمزيد..
من يمكنه
ملء الفراغ بعد «داعش» على الساحة الإرهابية؟
ويوضح
«ريتر»، أن الولايات المتحدة اعتبرت استمرار بقاء تنظيم داعش على الأراضي السورية،
أمرًا مقبولًا؛ لأنها تسعى لاحتواء وجود إيران على الأراضي السورية؛ مؤكدًا أن «داعش
لا يزال مستمرًا في سوريا، رغم أن القوة العسكرية الأمريكية يمكن أن تقضي عليه بشكل
شبه فوري، والسبب وراء الرغبة في عدم القضاء على هذا التنظيم ليس واضحًا تمامًا،
لكن من المحتمل أن ترى الولايات المتحدة أن داعش بمثابة ركلة مفيدة ضد إيران».





