ad a b
ad ad ad

ألمانيا تتخلص من شبح الغاز الروسي.. «شولتس» يدشن وحدة عائمة لاستقباله

الأحد 25/ديسمبر/2022 - 09:31 م
المرجع
محمود محمدي
طباعة

في نهاية أغسطس الماضي، خرج المستشار الألماني أولاف شولتز؛ ليبث رسالة طمأنينة في الشعب بأن برلين قادرة على التعامل مع تحدي «صقيع الشتاء»، موضحًا أن استعدادات البلاد ستضعها في وضع أفضل بكثير من حيث أمن الإمدادات، وأنه يمكنها التعامل بشكل جيد مع التهديدات التي تواجهها من روسيا التي تستخدم الغاز كجزء من إستراتيجيتها في الحرب ضد أوكرانيا.

 

ألمانيا تتخطى الأزمة


مع بلوغ منتصف ديسمبر الجاري ووصول الشتاء إلى ذروته، يبدو أن ألمانيا قلّصت بشكل كبير مخاطر النقص في الغاز، حيث افتتح المستشار الألماني أولاف شولتز أول محطة لتخزين الغاز المسال المستورد على طريق استقلال ألمانيا عن الغاز الروسي.

 

«شولتس» افتتح المحطة على متن سفينة «هيلغولاند»، التي تُستخدم عادة في نقل السائحين، وذلك بحضور وزير الاقتصاد روبرت هابيك، ووزير المالية كريستيان ليندنر، ورئيس حكومة ولاية سكسونيا السفلى شتيفان فايل، ذلك إلى جانب نحو 400 ضيف آخرين.

 

وخلال مراسم الافتتاح بمدينة فيلهلمسهافن قال «شولتس»: إن هذا يوم جيد لألمانيا، وعلامة جيدة على قوة الاقتصاد الألماني، لكن هناك مخاوف اعتراضات على هذه المشاريع، مضيفًا: «هذا اليوم علامة جيدة للعالم بأسره على أن الاقتصاد الألماني سيكون قادرًا على الاستمرار في كونه قويًّا».

 

وأشاد المستشار الألماني بسرعة إنشاء أول محطة استيراد للغاز المسال في البلاد، متابعًا: «هذه هي الوتيرة الجديدة الآن في ألمانيا، التي نعزز بها البنية التحتية، والتي يجب أن تمثل نموذجًا يُحتذى به ليس فقط بالنسبة لهذه المنشأة، بل أيضًا للعديد والعديد من المنشآت الأخرى».

 

وذكر «شولتس» أن محطة فيلهلمسهافن جزء من مساعي ألمانيا للاستقلال عن الغاز الروسي، وستتولى تشغيلها شركة «يونيبر» للطاقة، مؤكدًا أنه بعد الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا، قررت الحكومة  الألمانية بسرعة بناء بنية تحتية لمحطات الغاز الطبيعي المسال من أجل جعل إمدادات الطاقة مستقلة عن خط أنابيب الغاز من روسيا.

 

محطات أخرى


وستقام خمس محطات عائمة أخرى، وهناك مشروع خاص للمجموعة الفرنسية «توتال-إينيرجيز» في لوبمين شمال ألمانيا جاهز لبدء العمل لكنه ينتظر تراخيص إدارية.

 

ويفترض أن تؤمن كل هذه المنشآت 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويًّا، أي ثلث احتياجات ألمانيا من الغاز، مما يبعد - حاليًا – أي سيناريوهات كارثية في نقص الغاز كما كان يجري الحديث قبل أشهر فقط.

 

تقلبات السوق

 

وفي غياب عقد كبير لتوريد الغاز، تبقى ألمانيا معرضة لتقلبات السوق على الأمد القصير في الحصول على الغاز، كما أن الشتاء الحالي البارد في ألمانيا يمكن أن يؤدي إلى إفراغ الخزانات بسرعة أكبر من المتوقع، فيما حذر رئيس الوكالة الوطنية للشبكات كلاوس مولر مؤخرًا من أن استهلاك الغاز يزداد وهذا خطر، لا سيما عندما تطول مدة موجة البرد.

 

وأوضح أندرياس شرودر الخبير في مركز «خدمات المعلومات السلعية المستقلة» في لندن لوكالة فرانس برس، أن أوروبا تمكنت من الحصول على كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال في الأشهر الأخيرة؛ لأن الطلب الصيني كان ضعيفًا، لكن لا يمكننا استبعاد انقطاعات في الشتاء المقبل.

 

بدورها، تدعو السلطات الألمانية السكان إلى مواصلة جهودهم لتوفير الغاز، حيث إن هدف برلين لهذا الشتاء هو اقتصاد 20 بالمائة من الغاز، مقابل 13 بالمائة حاليًا، وفقًا لما أعلنه كلاوس مولر.

"