ad a b
ad ad ad

بين النفطين الروسي والإيراني.. أوروبا تدخل بين شقي رحى أزمة طاقة

السبت 22/يونيو/2019 - 07:25 م
المرجع
أحمد سامي عبدالفتاح
طباعة
لا يزال الحصول على مصدر جديد للطاقة بعيدًا عن النفط الإيراني، أزمة تمر بها أوروبا، خاصة أن الأخيرة أدركت منذ بداية عام 2012 أن الاعتماد على إيران كمورد رئيسي للنفط أمر صعب، خاصة بعد قيام الولايات المتحدة بفرض عقوبات على قطاع النفط الإيراني. 

ومن الجدير بالذكر أن أوروبا قامت منذ عام 2011، بفرض عقوبات على قطاع النفط الإيراني، ومنعت الاستيراد منه تحت أي ظرف، قبل أن تقوم بالتراجع، بعد أن تم توقيع الاتفاق النووي في 2015. 

ومن الأهمية أن نشير هنا إلى أن الولايات المتحدة قد عارضت خط "نورد ستريم 2" الذي من المقرر أن يزود أوروبا بالغاز من خلال بحر البلطيق، وهددت بفرض عقوبات عليه، لأنه سوف يجعل أوروبا أكثر اعتمادية على روسيا. 

بعبارة أخرى، ستقدم دول أوروبا وعلى رأسها ألمانيا، التي تعد الاقتصاد الأقوى في الاتحاد الأوروبي، الكثير من المال لروسيا التي تعد العدو الأول للناتو. 

بين النفطين الروسي
والسؤال الذي يجب أن يثار هنا، لماذا قد تلجأ أوروبا للاعتماد على الغاز الروسي، خاصة إذا كان متاحًا لدول أوروبا أن تستورد النفط من دول أخرى مثل؛ السعودية وقطر وربما دول وسط آسيا. 

ألمانيا بررت استيراد الغاز من روسيا بتأكيدها أن روسيا كانت مصدرًا للغاز في ألمانيا أثناء الحرب الباردة، كما أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تصريحات صحفية على أن اعتمادية ألمانيا على روسيا لن تكون بشكل كامل، خاصة إذا قامت ألمانيا بتنويع مصادر الاستيراد. 

وفي تقرير نشرته وكالة «رويترز» للأنباء في 14 يناير 2019، طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من قطر أن تزيد من واردات الغاز الطبيعي إلى أوروبا من أجل تحدي روسيا. 

وأبلغ نائب وزير الطاقة الأمريكي «رويترز» بأن الولايات المتحدة أجرت مباحثات طويلة ومعمقة مع قطر من أجل دفعها لتحدي محاولة روسيا السيطرة على سوق الطاقة في أوروبا. 

ومن الجدير بالذكر أن ألمانيا هي أكبر مستهلك للطاقة في أوروبا، كم تستورد ما يقارب من 60 % من احتياجاتها من روسيا، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة على 70 % بعد أن يتم الانتهاء من خط غاز ستريم نورد 2.

ويجب أن نشير إلى أن الشركات الألمانية تعيش مأزقًا كبيرًا الآن، خاصة أن الولايات المتحدة هددت بفرض عقوبات على الشركات الألمانية العاملة في مشروع «نورد ستريم 2»، ما يعني أن الشركات الألمانية تواجه مأزقًا حقيقيًا، لأن تعاملها مع إيران هو الأخر يجعلها عرضة للعقوبات الأمريكية.  

وتهدف الولايات المتحدة بشكل رئيسي إلى تقليل واردات السوق الأوروبي من النفط والغاز الإيراني والروسي، لأن الأموال الأوروبية المدفوعة لكلتا الدولتين تساهم في توفير العملة الصعبة ومنح نوع من الاستقرار المالي في الأسواق التجارية داخل كل من إيران وروسيا، ما يقلل أثر العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على كلتا الدولتين.
"