«سادك» تمدد مهام قواتها في موزمبيق لوقف الزحف الداعشي
مساعٍ جدية من قبل مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية، «سادك»، وهي منظمة دولية تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية في الجنوب الأفريقي تم تأسيسها في أغسطس 1992، لتمديد مهمة قوات إقليمية تحارب تنظيم «داعش» الإرهابي في موزمبيق، خشية توسع دائرة نفوذه، ووصوله إلى مناطق جديدة في البلاد، وتغلغله أكثر في منطقة أفريقيا الاستوائية والجنوبية، وتهديده مشروعات الغاز هناك، وذلك في وقت تراهن فيه مابوتو على الاستثمار في الغاز الطبيعي لتحقيق موارد جديدة تساهم في تطوير اقتصاد البلاد ومحاربة الفقر، وتراهن أيضًا على منظمة «سادك» لمواجهة خطر الإرهاب.
تمديد مهام القوات
تدرس دول مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية «سادك»، تمديد نشر القوات التي تقاتل الجماعات الموالية لتنظيم داعش الإرهابي، في إقليم «كابو ديلجادو» شمال موزمبيق، وذلك على بعد أيام قليلة من نهاية مهمة قوات إقليمية شكلتها هذه الدول لدعم موزمبيق في حربها ضد التنظيم الإرهابي، والتي دفعت شركة «توتال انرجيز إس إي» لوقف مشروع للغاز الطبيعي بقيمة 20 مليار دولار، حيث أكدت وكالة «بلومبرج» للأنباء، أن وزراء من مجموعة تنمية دول الجنوب الإفريقي (سادك) سيجتمعون في بريتوريا، عاصمة جنوب أفريقيا، لبحث مهمة المجموعة، المقرر أن تنقضي في 14 أبريل الجاري.
وتخشى المنظمة الإقليمية التي تضم 15 دولة هي «أنغولا، بوتسوانا، ليسوتو، مالاوي، موزمبيق، إسواتيني، تنزانيا، زامبيا، زيمبابوي، ناميبيا، جنوب أفريقيا، موريشيوس، جمهورية الكونغو الديمقراطية، مدغشقر، سيشل»، من توسع دائرة نفوذ التنظيم الإرهابي، ووصوله إلى مناطق جديدة في موزمبيق، وتغلغله أكثر في منطقة أفريقيا الاستوائية والجنوبية، ما يهدد الأمن في دول عديدة من أبرزها جنوب أفريقيا، ثاني أهم وأكبر اقتصاد في القارة السمراء.
وكان من المفترض أن يجتمع رؤساء الدول لحسم قرار تمديد المهمة العسكرية أو توقيفها في التاريخ المحدد سلفا، ولكن هذه المحادثات تأجلت دون تحديد موعد جديد لها، فيما لم تقدم أي توضيحات حول سبب التأجيل.
وأرسلت منظمة «سادك» قوة عسكرية مشتركة في شهر يوليو 2021، من أجل مساعدة موزمبيق في استعادة السلام وتحقيق الأمن، وطرد مقاتلي «داعش» والمتمردين، ولحق بهذه القوة العسكرية الإقليمية جنود من دولة روندا، وهي دولة مجاورة ولكنها ليست عضو في المجموعة الإقليمية.
وكانت موزمبيق، أعلنت في نوفمبر 2021، أن بعثة عسكرية تابعة للاتحاد الأوروبي بدأت تدريب وحدات من جيشها على محاربة الإرهابيين شمال شرقي البلاد، إذ أرسل الاتّحاد الأوروبي 1100 جندي في مهمة تستمرّ عامين لتدريب وحدات التدخّل السريع على قتال الإرهابيين، بجانب إمداده الجيش الموزمبيقي بأسلحة غير فتاكة.
ومنذ نهاية 2017 تزرع جماعات إرهابية الرعب في كابو ديلغادو، المقاطعة الفقيرة ذات الغالبية المسلمة والحدودية مع تنزانيا الغنية بالغاز الطبيعي، حيث أسفرت أعمال العنف في هذه المقاطعة عن مقتل 3340 شخصَا على الأقل وإجبار أكثر من 800 ألف على مغادرة منازلهم.
تهديد مشروعات الغاز
تواجه مشروعات الغاز في موزمبيق، تهديدًا حقيقيًا بسبب أعمال العنف التي تكاد لا تتوقف، وسط محاولات من الحكومة نحو دفع المشروعات إلى الأمام، حيث تواجه موزمبيق منذ سنوات هجمات متكررة لمقاتلي التنظيم الإرهابي، القادمين من الشمال، ونجحوا في السيطرة على بعض المناطق والجزر، كما شنوا هجمات عنيفة على إقليم «كابو ديلجادو» شمال موزمبيق، ما دفع شركة «توتال» الفرنسية، لوقف مشروع للغاز الطبيعي بقيمة 20 مليار دولار.
وجاء هذا التدخل العسكري، بناء على طلب تقدم به الرئيس الموزمبيقي «فيليبي نيوسي» إلى منظمة «سادك» وإلى رواندا أيضا، من أجل الحصول على المساعدة العسكرية والدعم الأمني بعد غارة شنها مقاتلو تنظيم «داعش» في شهر مارس 2021 استهدفت مدينة (بالما)، وهي أقرب بلدة إلى موقع شركة «توتال»، وسقط في الهجوم عشرات القتلى، وأثار المخاوف من وصول «داعش» إلى حقل الغاز الطبيعي.
ودفع الهجوم الشركة إلى سحب موظفيها من موقع الحقل ومواقع أخرى تابعة له، وأعلنت توقف العمل بسبب ما قالت إنها «القوة القاهرة»، وبالتالي تعثر المشروع الذي يعد واحدًا من أكبر الاستثمارات الخاصة في أفريقيا، ولديه القدرة على إحداث نقلة في اقتصاد ثالث أفقر دولة في العالم.
وفي فبراير الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي باتريك بويانيه، إن العمل في المشروع لن يُستأنف إلا بعد أن يسود سلام دائم ويعود النازحون إلى ديارهم، حيث اعتُبِر إعلان شركة توتال إنرجي عن القوة قاهرة في مشروعها للغاز الطبيعي السائل في مقاطعة كابو ديلغادو شمال موزمبيق خلال أبريل 2021، في مواجهة تمرد محلي عنيف، ضربة قوية لتطوير صناعة الغاز في موزمبيق.
واكتُشِف حقل غاز طبيعي بحري في حوض روفوما شمال موزمبيق في عام 2011؛ وتقدّر احتياطيات الحقل الآن بـ100 تريليون قدم مكعبة، وكان لديه القدرة على تحويل موزمبيق إلى إحدى أقوى منتجي الغاز في العالم؛ بحسب موقع مركز القانون التجاري للجنوب الأفريقي «ترالاك».
للمزيد: ذئاب صغيرة.. مراهقون أمريكيون يتقربون لـ«داعش» بمحاولة تفجير مسجد شيعي





