ad a b
ad ad ad

ذئاب صغيرة.. مراهقون أمريكيون يتقربون لـ«داعش» بمحاولة تفجير مسجد شيعي

الثلاثاء 29/مارس/2022 - 11:28 ص
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

 تقربًا لتنظيم «داعش» الإرهابي، أقدم مراهقون أمريكيون على التخطيط لاستهداف مسجدٍ للشيعة في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي الأمريكية، سيرًا على الطريقة الداعشية في استهداف الشيعة ومساجدهم، موضحين أنهم سيدخلون المسجد ويفصلون الكبار عن الأطفال ثم يقتلون البالغين، بالطريقة التي يتبعها التنظيم في استهداف دور العبادة والمساجد الشيعية.

 


ذئاب صغيرة.. مراهقون

على طريقة داعش


أحبطت المباحث الفيدرالية « FBI»، محاولة لهجوم إرهابي على مسجد شيعي في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي الأمريكية، حيث ألقت القبض على رجلٍ من ولاية ماين ومراهقين أحداث، أحدهما من شيكاغو والآخر من كنتاكي، خططوا جميعًا لمهاجمة مسجد شيعي في شيكاغو أواخر هذا الشهر باسم تنظيم داعش الإرهابي.


قناة «فوكس نيوز» الإخبارية، أكدت أن الشاب يدعى «تشافي بيلكي» يبلغ من العمر 18 عامًا، كان يتواصل مع قاصرين 17 و15 عامًا، لم يكشف عنه هويتهما من ولاية كنتاكي ومدينة شيكاغو عبر تطبيق «انستغرام» وتطبيقات محادثة أخرى، وخططوا لتنفيذ الهجوم على المسجد في أواخر مارس الجاري.


وثائق مكتب التحقيقات الفيدرالي التي تم الكشف عنها، أوضحت أن مراهقًا أمريكيًّا يبلغ من العمر 18 عامًا، من ولاية ماين واثنين من القاصرين خططوا لهجوم مستوحى من داعش على مسجد شيعي كان سيُنفذ في نهاية مارس2022، مشيرةً إلى أن بيلكي والمراهق الآخر الذي كان يعيش خارج شيكاغو أن يستقل قطارًا أو حافلة لكي يقابل زميلهما في المدينة قبل الهجوم، وأن «بيلكي» كان يجلب الأسلحة النارية والذخيرة إلى شيكاغو، زاعمًا أنه أخبر أحد شركائه أنه صنع عبوة ناسفة لقتل مزيد من الناس.


وعن طريقة استهداف المسجد الشيعي بشيكاغو، أوضح المراهقون بحسب الوثائق أنهم سيدخلون المسجد الشيعي ويفصلون الكبار عن الأطفال ثم يقتلون البالغين، وأشاروا إلى أنهم إذا لم يكونوا قد واجهوا قوات الأمن في تلك المرحلة، فإنهم سوف يواصلون طريقهم إلى مسجد شيعي آخر أو كنيس يهودي وتنفيذ الخطة نفسها، مؤكدين أنهم لم تكن لديهم خطة للهروب بل أن تنتهي حياتهم بإطلاق النار عليهم من قبل سلطات إنفاذ القانون.


وأثناء حديثه إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، قال الشاب البالغ من العمر 17 عامًا إن «بيلكي» تحدث عن جمع المواد لصنع ألعاب نارية لمهاجمة شخص ما، مضيفًا أنه أخبره أنه يريد أن يمنحه الله الشهادة ويموت في سبيل الله.


العدو الأكبر


وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي في شيكاغو إن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، صادروا عدة أسلحة نارية، بما في ذلك بندقية ريمنجتون، وسيوف، وسكاكين، وقوس وسهام، وعدة أعلام لداعش، وأجهزة إلكترونية متعددة من منزل الشاب البالغ من العمر 15 عامًا بعد مذكرة تفتيش، حيث قال المحققون، إنهم عثروا على متفجرات يدوية الصنع، بما في ذلك ألعاب نارية مجمعة مع شريط لاصق، حيث أكد ممثلو الادعاء العام أن خطة المراهقين تضمنت الذهاب إلى مسجد في شيكاغو وارتكاب جريمة قتل جماعية، وبعد ذلك من المحتمل أن ينتقلوا إلى مسجد آخر أو كنيسة ويفعلون الشيء نفسه ثم ينتهي الأمر بإطلاق النار عليهم من قبل الشرطة.


ويعتبر التنظيم الإرهابي الولايات المتحدة أكبر عدو له، خاصة مع قيادتها للتحالف الدولي الذي كان يقصف مناطق سيطرته في سوريا والعراق على مدار سنوات، حيث ورقة بحثية نشرها المعهد الأوروبي للعلاقات الدولية حول الفرص المستقبلية لتنظيم «داعش» الإرهابي في الولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ أكدت أن التنظيم سيتجه لتنفيذ عمليات لا تحتاج  إلى تدريب عسكري مباشر مثل لعبة الدمى التي صنعتها حوادث الدهس والخنق وغيرها من التكتيكات، إذ توقعت زيادة الهجمات ضد الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب، مشيرة إلى ضرورة توخي الحظر من قبل الجهات الأمنية للإسراع من وقف تنفيذ تلك المخططات وحماية أرواح المواطنين.


ذئاب وأهداف سهلة


وأكدت دراسة أخرى نشرها معهد « Ieri» أن الأهداف السهلة التي يحددها «داعش» هي ما مكنت الذئاب المنفردة من تنفيذ العمليات المختلفة في البلاد، كما أن التنظيم لا يزال يتلقى أموالًا وأسلحة ودعمًا لوجستيًّا وعسكريًّا وتدريبيًّا، فضلًا عن استخدامه للدعاية الإلكترونية التي تجذب له العديد من الموالين، وهي الخطوة التي قام بها البغدادي بنفسه بعد توالي الأنباء عن سقوط التنظيم ما أعطى دفعة مجددة للعناصر.

 

فكر الدواعش


من المعروف أن الفكر الداعشي قائم بشكل كبير على العداء للشيعة، لا سيما وأن الأب الروحي للتنظيم ومؤسسه، المدعو «أبومصعب الزرقاوي» -الذي قتل في يونيو 2006 بغارة أمريكية في العراق-، قد انشق على تنظيم القاعدة بسبب الخلاف حول استهداف الشيعة، وهذا ما كشف عنه المتحدث السابق باسم «داعش» المدعو «أبومحمد العدناني» الذي قتل في أغسطس 2016، بأنهم كانوا يبتعدون تمامًا قبل إعلان «خلافة داعش» عن استهداف إيران والشيعة، امتثالًا لقرارات قادة تنظيم «القاعدة»، وذلك من أجل الحفاظ على مصالحهم مع إيران، وبالتالي فإن استهداف التنظيم للشيعة يعد تأكيدًا على ثبات الخط الفكري.

 

للمزيد: بعد هروب عناصره من سجون الحسكة.. «داعش» يدنس دير الزور من جديد


"