يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«شيعة المغرب» يصفعون إيران ويدعمون بلادهم ضد طهران

الثلاثاء 22/مايو/2018 - 04:02 م
المرجع
علي رجب
طباعة
اتخذ «شيعة المغرب» موقفًا متضامنًا مع حكومة بلادهم في قطع العلاقات مع إيران؛ حيث أعلنت لجنة المغاربة الشيعية التابعة للجمعية المغربية لحقوق والحريات الدينية، عن تأييدها لقرار المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، فيما اعتبر محللون أن هذا الموقف يمثل الجانب الوطني للشيعة المغاربة.

«شيعة المغرب» يصفعون
وأعلنت لجنة المغاربة الشيعية تأييدها الكامل لقرارات الحكومة المغربية بقطع العلاقات مع إيران، قائلة: «التأييد بقوة قرار بلادنا الصائب، قطع العلاقات مع دولة إيران؛ نتيجة دعمها أعداء المغرب بالتعاون مع جهات معادية».

وجددت اللجنة الشيعية المغاربية، تأكيدها أن «الشيعة المغاربة ليس لهم أي علاقة مع نظام رجال الدين في إيران»، قائلةً: «إن الشيعة المغاربة لا تربطهم أي صلة بسفارة دولة إيران في الرباط»، وبأنهم معتزون ومطمئنون لإعلان العاهل المغربي الملك محمد السادس أنه لجميع المؤمنين والمؤمنات بالأديان والمذاهب الأخرى، ومتشبثون بـ«المكتسبات الحقوقية للمغرب»، والنظام السياسي الملكي، ومغربية الصحراء.

وكانت وزارة الخارجية المغربية قد أعلنت بداية مايو الحالي عن قطع علاقات المغرب الدبلوماسية مع إيران؛ بسبب اتهامات بدعم طهران جبهة البوليساريو، وذلك عن طريق «حزب الله»، وهو الأمر الذي نفاه هذا الأخير جملةً وتفصيلًا، معتبرًا أن القرار تحكمه ضغوط «أمريكية وإسرائيلية وسعودية».

ورأى مراقبون أن قرار الشيعة المغاربة، يأتي لإبعاد أنفسهم عن تجارب التدخل الإيراني في الدول العربية، واستخدام الشيعة ورقة في يد نظام المرشد خامنئي؛ لتوسيع نفوذه، وتهديد أمن واستقرار هذه الدول.

والأمر الآخر من وجهة نظر المراقبين أن شيعة المغاربة ينتمون إلى تيارات متعددة يغلب عليهم «الخط الرسالي» التابع لمرجعية الشيرازية، وهي مرجعية عدائية لنظام ولاية الفقيه في إيران، وبذلك يشكل موقفهم موقفًا عقائديًّا، إضافة إلى موقف سياسي.

«شيعة المغرب» يصفعون
من جانبه، اعتبر الباحث المغربي رشيد أيلال، أن تأييد الشيعة المغاربة لقطع العلاقات مع إيران هو طبيعي جدًّا، باعتبار الولاء للوطن أهم بكثير من الولاء المذهبي، مشيرًا إلى أنه لا يمكن لأي مغربي مهما كان انتماؤه الأيديولوجي أو الفكري أو العقدي أو المذهبي، أن يقبل بالمساس بالوحدة الترابية لبلده، من أي كائن أو كيان؛ لذلك فالمغاربة قاطبةً أيدوا قرار الدولة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران.

وأكد في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن حزب الله الموالي إيران، وبتنسيق مع السفارة الإيرانية بالجزائر، يقدم مساعدات للانفصاليين «البوليساريو»؛ لتكوين وتدريب قادة عسكريين، وهذا فيه ما فيه من تعريض الأمن المغربي للخطر؛ لذلك من الطبيعي أن يهب جميع المغاربة للدفاع عن أمنهم ووحدتهم الترابية وثوابتهم الوطنية.

«شيعة المغرب» يصفعون
من جانبه، يقول القيادي الشيعي المغربي عصام الحسيني، رئيس تحرير موقع الخط الرسالي، مدير مركز الخط الرسالي للدراسات: إن شيعة المغرب ليسوا إيرانيين، ولا تابعين لإيران، بل هم مواطنون مغاربة يتقيدون بالثوابت الدستورية والوطنية للمملكة الغربية.

وأضاف، على موقع «الخط الرسالي»: «ولا نستنسخ تجارب الآخرين، ونعمل لأن تكون لنا تجربتنا الخاصة ضمن السياق السياسي الوطني.. أيضًا أكدنا في الميثاق الرسالي، على أننا مع أن يكون المغرب منفتحًا على كل المحاور، خاصة القوى الآسيوية الصاعدة؛ كي لا يرتهن لمحور ضد آخر ويفقد استقلاليته».

ولا توجد أرقام وإحصاءات دقيقة لأعداد الشيعة في المغرب؛ حيث يُقَدّرون بعشرات الآلاف، فقد أشار تقرير الحرية الدينية الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن أعدادهم في تزايد، وتجاوزت الـ 10 آلاف مغربي، حسب تقرير 2015. 

يتقاسم الحالة الشيعية بالمغرب -بصورة علنية- تنظيمان شيعيان، هما: «التيار الشيرازي» نسبةً إلى المرجع الشيعي محمد الحسيني الشيرازي العراقي، المعروف بغلوّه وتطرّفه، و«الخط الرسالي» نسبةً إلى الحركة الرسالية الشيعية، التي ظهرت في العراق وبلجيكا وغيرهما، وتتبنى تعاليم المرجع اللبناني الراحل محمد حسين فضل الله، يصفها البعض بـ(المعتدل)، إضافة إلى تيارات شيعية صغيرة خارج هذين الإطارين.

وينتشر الشيعة في مدن الدار البيضاء وفاس ومكناس ومراكش والرباط، وتشكل جمعية «الخط الرسالي» أبرز المؤسسات للشيعة المغاربة.
"